آيات السكينة خفايا عظيمة لمن أراد الطمأنينة
آيات السكينة خفايا عظيمة
لمــــن أراد الطمأنـيـنـة.
ما أصيب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب
والبعد عن الله والقلق والخــــــــــــــــــوف
فما كانت قسوتها الا من أربعة اشياء
إذا جاوزت قدر
الحاجــــــــــــــــــــــة
الأكل والنوم والكلام والمخالطة ..
فماخلقت النار إلا لإذابة القلـوب القاسية
التى أزالت الشهوات وارتكاب المحــرمات عنها
الطمأنيه بالله والسكــــــــــــــــون اليه..
فمرض القلب وكثرت به الأوهان والاسقام واصبح عرش للشيطان ..
فهناك الخوف والضيقة والظلمة والموت والحزن والغم والهــــم
فهوحزين على مامضى مغموم في الحال مهموم بما يستقبل .
فإن القلوب انية إن ملأت بالخير فهي خير
وإن ملأت شر فهي شر
"ما جعـــل الله لرجل من قلبين فى جوفه"
فإن وجد احداهما عَدِم وجود الأخــــــــر ..
فلو غذي القلب وملئ بالتذكـــر والتفكر
ونفي منه التجـــبر والتكــــــــــــــــبر
سيرى عجـائب ويلهم الحــــــكم ..
نور محبة الله والسكـــــــــــون
والطمأنية بكلامه عز وجل
لا ينالها كـــــــــــــل قلب
"وننزل من القرآن ما هو
شفاء ورحمة للمــــؤمنين
ولا يزيد الظالمين إلا خســــارا "
سَرت آياته في القلب ونوره في الصدور ففسح وشرح
ففيه الحياه والســـــــــرور والسكون والطمأنينة
والفــــــــــــــــرح والبهجة وذخائر الخير ...
صلاح القلوب إشتغالها بما يحبه علام الغيوب
وكل فســــــــــــــــــادها باشتغــــــــــالها بما لايعنيها
وجري وراء دُنيا دنَية لم تـــــــــــــــورث إلا القسوة والبلية ..
كلا م الله هو خير دواء لمن أراد الصفاء والنقاء والسكينة والطمأنينة .
وهل هناك خير من كلام الله تطمئن به النفــــــــــــــــــــوس وتسكن؟!
فما اعظمها عندما يشعـــــــــــر بها هبة من الله ..
يرد القرآن إلى اليائس أمله وإلى الملهوف سكينته
وإلى الخائف أمنه وإلى الشقـــــــــــــــي سعادته
وإلى المضــــــــــــــــــــــــــــــــــطر هـــــدوءه
يؤنس قارئه فـــــــــــــــي الخلـــــــــــــــوات
وتضيء به القلــــــــــــــــوب التي ملئت
من ظلمة الشهــــــــــــــــــــــــــوات ..
يكفف جيشان المهموم في الأزمات
تتفاوت حـــــــــــلاوته فـي القلب
وتأثيره بقــــــــوة إيمان قارئه
فهو يثري النفوس بمشاعر الطيبة
والذهن بالمعانــــــي الكــــــــــــــــــــــريمة
والقلـوب بالطمأنينة والأحاسيس النبيــــــــلة ..
فأينما نظرت وتفكرت فيه وجدته علاج لكل مشكلة
ومخرج لكل أزمة وإزالة لكـــــــــــــــل ضيقة ...
فالحــــــــــق ساطع في صفحاته كالنور..
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
ذكر الله آيات السكينة وهي آيات عظيمة وأسرار خفية لمن اراد الطمأنينة..
فقد قال ابن القيم عنها انه اشتدت به الأمور في واقعة مرض عظيمة
تعجز العقــــول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية
ظهرت له عند ضعف القــــــــــــــــــــــــــوة
فلما اشتد عليه الأمر أمر من حوله ان يقرؤها عليه
فيقـــــــــــــول بعدها أقلعت عني ذلك الحــــــال
وجلست وكأن لم يكــــــــــــــن بي شئ
..جاءت هذه الآيات فى ستة مواضع
فى كتابه الكريم ...
الأول: قوله تعالى:
((وقال لهم نبيهم إن أية ملكه
أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم ))
البقره :248
الثاني :قال الله تعالى:
((ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ))
التوبه :26
الثالث :قوله تعالى:
(( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا
فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ))
التوبة :40
الرابع :قوله تعالى:
((هو الذي أنزل السكينة
في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ))
الفتح :4
الخامس:قوله تعالى:
(( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجره فعلم مافي قلوبهم
فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباً))
الفتح :18
السادس:قوله تعالى:
((إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحَميَّة حَمِيَّة الجاهلية
فأنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ))
الفتح :26
سكــون القلب وطمأنينته التي ينزلها الله في قلب عبده
عندما يضطرب من شدة المخاوف تكون هذه الهبه جنة للمؤمن
فإن سكن الى ربه وأطمئن به تذوق بذلك حلاوة الإيمـــــان
ولم يكـــــــــن للشيطان عليه سلطـــان
وعاش جـــــنته في الدنيا بقلبه
والأخره يجزى بجنات تجري من تحتها الانهار
..وبتلك الطمأنينة فهو لن يرى الحياة إلا بالله ومعه
والموت والألم والهم والغم والحزن إذا بعد عنه ولم يكن معه ..
وهذه هي حياة القلوب.
اللهم اجعل قلوبنا عامره بذكرك وشكرك
واخرج منها كل قدر للدنيا وكل محـل للخلق
يميل بي الى معصيتك او يشغلني عن طاعــتك
اللهم إجعل القـــــــــــــــــــرآن ربيع قلــــوبنا
ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا