السيجارة الإلكترونية تغزو عمان الغربية وتنتشر في مكتبات الأطفال

السيجارة الإلكترونية تغزو عمان الغربية وتنتشر في مكتبات الأطفال

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

على الرغم من حظر وزارة الصحة استيراد السيجارة الالكترونية منذ عامين، لكنها غزت الأسواق المحلية في عمان الغربية وخصوصا مكتبات الأطفال.

بدورها، اعتبرت الوزارة أن ما تسرب من السجائر الإلكترونية الصينية "مهربة"، معلنة أنها ستلاحق مستورديها وتحولهم للقضاء بالاستناد إلى قانون الصحة العامة، بحسب مدير الرعاية الصحية الأولية فيها الدكتور بسام الحجاوي، مؤكدا أن الوزارة "لن تسمح باستيرادها كونها تشكل خطرا على صحة المدخن لاحتوائها على مادة سامة، كما خاطبت الجهات المعنية كافة، طالبة منهم عدم السماح بدخول هذا المنتج إلى المملكة".

وقال الحجاوي في تصريح لـ "الغد"، إن الفوائد "المزعومة" لهذه السيجارة التي يروج لها "تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين، بخاصة الشباب وصغار السن".

وفي الوقت الذي أكد فيه الحجاوي أن ما تسرب إلى الأسواق من هذه السيجارة هي كميات "محدودة" لحالات "فردية"، أشار مستوردها لـ "الغد" أن الإقبال عليها كبير وخصوصا من الراغبين في الإقلاع عن التدخين من الفئات الشبابية".

وأضاف صاحب مكتبة أطفال في عمان الغربية يستورد هذه السيجارة لصالحه من الصين مباشرة، ويروج لها باعتبارها طريقة فاعلة للإقلاع عن التدخين، أن "سعرها مقبول واقتصادي مقارنة مع ما ينفقه المدخن على علب السجائر".

ويبلغ سعر السيجارة الواحدة في الأسواق 15 دينارا، تشمل 15 فلترا وشاحنا كهربائيا، بحسب ما قاله المستورد، مضيفا "أن الضوء الأحمر الصادر منها يشعر المدخن بأنه يمارس عادته حتى يقلع عنها".

لكنه يجهل في الوقت ذاته ما بداخلها من مواد "غير آمنة" أو حتى "خطرة على صحة المدخن ومن حوله".

وبين الحجاوي أن السيجارة الإلكترونية "قد تتحول إلى مادة سامة خطرة إذا ما تم العبث بها من قبل الأطفال، وقد تؤدي لوفاتهم، بالإضافة إلى أنها تحتوي على أنبوب يملأ بمادة النيكوتين، وتستخدم كوسيلة لمدمني المخدرات، وذلك باستبدال مادة النيكوتين بمواد إدمانية أخرى".

ومن مخاطر هذه السيجارة أيضا "إمكانية تناقلها بين أكثر من مدخن، ما يجعلها أداة لنقل عدد من الالتهابات البكتيرية والفيروسية"، وفق الحجاوي الذي أوضح " أن كمية النيكوتين التي تستنشق منها "غير محددة، وهي مادة شديدة الإدمانية يصعب التخلص منها"، مبينا أن الإدمان عليها "أشد" من الإدمان على السيجارة العادية، وأن انتشار منتجها "سلوك يشجع على الاستعداد النفسي بين الشباب وصغار السن لاستخدام المخدرات".

يذكر أن 22.7 % من طلبة مدارس المملكة والبالغ عددهم نحو 1.5 مليون طالب وطالبة، يدخنون النرجيلة، و13.6 % منهم السجائر، وفق دراسة رسمية للوزارة، شملت الطلبة من الفئة العمرية 13- 15 عاما.

من جهتها، طلبت منظمة الصحة العالمية رسميا من الوزارة منع الترويج للسجائر الإلكترونية وإيقاف تداولها في الأسواق لاحتوائها على سائل نيكوتين يؤدي إلى "إدمان" خطير، وفق ممثلها ورئيس بعثتها الدكتور هاشم الزين، الذي أكد أنها "غير آمنة، ووسيلة غير فعالة للإقلاع عن التبغ".

وذكر الزين في تصريح أن المدير الإقليمي للمنظمة الدكتور حسين الجزائري وجه قبل عامين رسالة الى جميع وزراء الصحة العرب، قائلا فيها إن "هذا المنتج دوائي لخلوه من مادة التبغ، لكنه يحتوي على سائل النيكوتين".

واختلف القائمون على المنظمة في تصنيف هذا المنتج تحت المنتجات" الدوائية أم التبغية"، لكن المنظمة أوضحت أنه في حال إدراج السيجارة الإلكترونية تحت تصنيفات الدواء فلا بد أن تطبق عليه جميع اللوائح المتعلقة بتداول وترويج المنتجات الدوائية.

ووفق المنظمة، في حال ارتأت أي دولة تصنيف السيجارة الإلكترونية على أنها" منتج تبغي"، وهو ما لم توافق عليه المنظمة، "فلا بد أن تسري عليها كل القواعد المنبثقة عن الصحة العالمية والإطارية لمكافحة التبغ، فضلا عن القيود المطبقة وطنيا".

وتشير بعض الإعلانات إلى أن هذه السيجارة الإلكترونية "صحية بنسبة 100 %"، ما يتناقض والحملات التثقيفية العالمية والمحلية التي تؤكد الأضرار الصحية الخطيرة للنيكوتين الموجود في مادة التبغ.

المواطن الثلاثيني ناصر علي، كان يجول برفقة طفله في مكتبة بأحد أحياء عمان الغربية، فشاهد السيجارة الإلكترونية، واستهواه شكل علبتها الجذاب، كما أن طفله عامر (11 عاما) دفعه إلى شرائها، بحيث تلقى شرحا من صاحب المكتبة وامكانية جعله يقلع عن التدخين، فجربها واشتراها، بخاصة وأن معدل ما يدخنه يوميا يصل إلى 3 علب سجائر بحسب قوله، موضحا أنه يجهل "مخاطر السيجارة الإلكترونية الصحية".

ودعا الحكومة إلى تبني سياسات جديدة، من شأنها تفعيل التشريعات الخاصة بمكافحة التدخين، وخصوصا في الأماكن العامة، وتكثيف حملاتها لتوعية المواطنين بمخاطر السجائر الالكترونية، لافتا إلى أنه "لم يسمع عن عيادات إقلاع عن التدخين في الوزارة تعالج المدخنين مجانا".

ولفت عامر، إلى أن والده بتدخينه اليومي يدمر رئتيه، وهو يدخن في المنزل والسيارة "لكنه يرفض الإقلاع عن هذه العادة السيئة"، مبينا أنه لهذا السبب شجع والده على شراء السيجارة الإلكترونية.

وأشار الحجاوي إلى أن الوزارة تتصدى إلى أساليب التحايل التي يلجأ إليها مروجو السجائر ومنها السجائر الالكترونية والعلكة على هيئة سيجارة بالإضافة إلى إنتاج علب عصائر على هيئة نرجيلة. وتعتبر الصين، التي تضم ثلث مدخني العالم أي أكثر من 350 مليون شخص، مملكة التبغ و "مسقط رأس" السيجارة الإلكترونية التي يقدمها مخترعها على أنها البديل الفعال لوقف التدخين، بحسب الحجاوي، مشيرا إلى أن بدائل النيكوتين "متوافرة" في عيادات الإقلاع بالوزارة.

ويمنع قانون الصحة العامة الجديد التدخين في الأماكن العامة، كما تنتهج الحكومة العديد من الاجراءات والسياسات للحد من ظاهرة التدخين، الذي يتسبب بوفاة 5 ملايين مدخن سنويا في العالم.

اعتبرت الوزارة أن ما تسرب من السجائر الإلكترونية الصينية "مهربة"، معلنة أنها ستلاحق مستورديها وتحولهم للقضاء بالاستناد إلى قانون الصحة العامة، بحسب مدير الرعاية الصحية الأولية فيها الدكتور بسام الحجاوي، مؤكدا أن الوزارة "لن تسمح باستيرادها كونها تشكل خطرا على صحة المدخن لاحتوائها على مادة سامة، كما خاطبت الجهات المعنية كافة، طالبة منهم عدم السماح بدخول هذا المنتج إلى المملكة".

شكرا ام ادم

منور الموضوع اخ هشام