عندما تتحكم فينا العواطف وتتسيد تصرفاتنا ..نري أننا نكون بعيدين
عن الصواب في كثير من الأحيان ..ولا نقلل هنا بأي حال من الأحوال
من أهمية المشاعر والعواطف في حياتنا . انما ندعوا الي حالات
يجب أن يتسيد العقل فيها الموقف ..نحن بعيدين كل البعد عن ثقافة
الاعتذار ونعتبرها اهانة أنفسنا أمام الأنظار .فتحجب الرؤية فلا
نفرق بين ليل بهيم أو وضوح النهار ...عندما نخطيء في حق
آخرين يكون هذا الطرف المخطأ في حقه يستعر نار .ويتألم من
الفعل الذي فعلناه فيه .وخاصة ان كان من المقربين أو من حتي
المحيطين بنا فيكون الاعتذار بمثابة الماء الذي ينزل بردا وسلاما
وتطيب خاطر لمن أسأنا اليهم بالقول أو بالفعل أو بغيره ..
ولكن للأسف الشديد يشعر الكثير منا أنه لو أقدم علي الاعتذار .
انما يتقطع جسده .وتذل نفسه .ان قال كلمة واحدة ........أعتذر
فتأبي عليه نفسه وتجيش الجيوش من الأعذار له لتحول بينه و
بين الاعتذار فيجادلك ويماطلك ويرهقك دون أن تحصل منه علي
شبه اعتذار .ان نفوسنا عالم غريب وعجيب به من ألوان الخير و
الشر الكثير ولكن عند الاعتذار عن فعل بدر منا تجتمع غالبية
النفوس علي رفض فكرة الاعتذار وخاصة في دولنا العربية تحت
ذرائع مختلفة .الأفضلية .القبلية .الكبر .أنا لم أخطيء .والكثير ....
وان قدم الاعتذار أحيانا لا يخلو عن كونه كلمة باهتة باردة علي
مضض ......ان تصحيح الخطأ أهم من الاعتذار ذاته بل أفضل .
فلنعبر عن خطأنا بتصويبه وتصحيحه فهناك من من يهمه تصحيح
الخطأ لا الاعتذار عن الخطأ .وهناك من ينتظر كلمة الاعتذار فقط
فلو جمعنا بين الأمرين لكان خير لنا ولأنتهت كثير من الخصومات
ولذللت كثير من العقبات بين نفوسنا البشرية ...............................عابر يبحث عن سبيل