مقتل فلسطينية اثناء تظاهرة احتجاجية ضد جدار الفصل في بلعين بالضفة الغربية
حضر المئات تشييع جواهر ابو رحمة في بلعين
قالت مصادر طبية فلسطينية إن امرأة فلسطينية توفيت متأثرة بالغازات المسيلة للدموع التي اطلقتها القوات الاسرائيلية لتفريق تظاهرة احتجاجية جرت في قرية بلعين ضد جدار الفصل الذي اقامته اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مدير مستشفى رام الله الذي نقلت اليه جواهر ابو رحمة إنها توفيت يوم السبت رغم الجهود التي بذلت لانقاذ حياتها.
وشجبت السلطة الوطنية الفلسطينية ما وصفته بـ"جريمة الحرب" التي اقترفتها القوات الاسرائيلية بقتلها المواطنة الفلسطينية.
ولكن الجيش الاسرائيلي قال إن التظاهرة كانت عبارة عن "شغب غير قانوني"، مضيفا بأنه يحقق في ظروف وفاة المتظاهرة الفلسطينية.
وجاء في تصريح اصدره الجيش الاسرائيلي بأن مسؤولين اسرائيليين "لم يوفقوا في الحصول على التقرير الطبي الخاص بالمتوفاة رغم الاتصالات المتعددة التي اجروها مع السلطة الفلسطينية."
وقالت مصادر عسكرية للاعلام الاسرائيلي إن وفاة ابو رحمة قد يكون له علاقة بحالة الربو التي كانت تعاني منها مما ضاعف من تأثير الغاز المسيل للدموع.
يذكر ان ناشطين فلسطينيين واجانب دأبوا على تنظيم التظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية بشكل منتظم قرب بلعين على مدى السنوات الخمس الماضية، وقد تخللت بعضها حالات قام فيها شبان فلسطينيون بالقاء الحجارة على القوات الاسرائيلية.
وكانت القوات الاسرائيلية ترد على هذه الاحتجاجات باستخدام الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والعيارات المطاطية، كما استخدمت في بعض الحالات العتاد الحي.
وكانت جواهر ابو رحمة تشارك يوم الجمعة في واحدة من هذه التظاهرات شارك فيها زهاء 250 متظاهرا عندما اطلقت القوات الاسرائيلية الغاز المسيل للدموع على الجمع.
ونقلت وكالة رويترز عن الدكتور محمد عيدي، مدير قسم الطواريء في مستشفى رام الله، قوله إن ابو رحمة ادخلت الى المستشفى وهي تعاني من صعوبة في التنفس نتيجة استنشاقها الغاز.
واضاف الطبيب بأنه "لم يتسن التعرف على طبيعة الغاز. وقد توفيت المصابة صباح السبت."
وقد شيعت جنازة ابو رحمة في بلعين في وقت لاحق من يوم السبت، وشارك في التشييع حوالي الثلاثة آلاف مشيع.
وكان شقيق جواهر ابو رحمة، باسم ابو رحمة، قد قتل هو الآخر في تظاهرة مشابهة عام 2009 بعد ان اصيب في صدره بقذيفة غاز مسيل للدموع اطلقتها القوات الاسرائيلية.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قوله إن "السلطة الفلسطينية تدين هذه الجريمة الشنيعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في بلعين بحق اناس خرجوا في تظاهرة سلمية، وان السلطة تعتبر قتل ابو رحمة جريمة حرب موجهة ضد الشعب الفلسطيني."
وتقول اسرائيل من جانبها إن جدار الفصل انشئ لمنع الانتحاريين الفلسطينيين من دخول اسرائيل.
ولكن الفلسطينيين يصرون على ان الجدار الذي يخترق الاراضي الفلسطينية المحتلة ليضم المستوطنات (التي اقيمت في انتهاك للقانون الدولي) ليس سوى وسيلة للاستيلاء على المزيد من الاراضي.
وكانت محكمة العدل الدولية قد اصدرت في عام 2004 حكما طعن في شرعية اقامة الجدار، وطالب اسرائيل بازالة اجزائه التي لا تطابق الخط الاخضر، الا ان الاسرائيليين تجاهلوا الحكم.