كش الحمام ... ظاهرة تزعج البيوت الآمنة |
من منا لا يعشق النظر الى السماء بل التجول بين غيومها
وهوائها العليل ننظر الى السماء العالية فنجد الشمس
والطيور والغيوم بالوانها ، نحلق بانظارنا فقط ونأخذها وسيلة اتصال بيننا وبين من يجوب سماء الوطن ، نحتضنها بلا مقاومة فهنالك
من يعمل على تزيينها وبناء الاكواخ لها ، من هي ياترى؟ ، هي الحمامة بلا شك منذ الازل والناس
تتغزل بها فتارة تراها
مرسال حب وغرام وتارة اخرى تراها مرسال حرب وسلام ، حمامة
الوطن ليست كأي حمامة هديلها الرخيم اجنحتها الذهبية
عيونها السوداء كل هذا يجعلني اغرم بك ايتها الطائرة الحية ، تجولت بين محبي الحمام
لاستقصي آرائهم
وليحدثوني عن ظاهرة "كش الحمام" المنتشرة بين مربين الحمام.شعور بالسعادة عبد الرحمن طالب ، يشعر بالفخر
والسعادة بأنه يربي الحمام ، الحمام وجوده يبعث الخير والبركة في المنزل غير انه منذ القدم يحمل
رسائل السلام بين البشر ،
يملك الكثير من الحمام على سطح المنزل ويحدثني انه منذ
الصغر بدأ اهتمامه بالحمام فمنذ كان عمره اربع سنوات اصبح
يشارك في عملية كش الحمام هذه الرياضة تشعر الفرد بالمنافسة ، احيانا اصطاد طيور
اصحابي او
احد الطيور الغريبة القادمة الى الحي وهكذا تزداد اعداد الحمامات التي تصبح لي دون ادنى شك ، كش الحمام منافسة
شريفة فكما اصطاد طيور غيري تصطاد طيوري احيانا ، في البداية اعمل على مراقبة الطيور وهي طائرة عندما
تغيب الشمس حتى تتسهل
عملية الصيد "من خلال التلويحة"اعمل على لفت انتباه الحمام ثم امسك في يدي حمامة انثى تسمى "بالتخبيطة
"هذه الانثى تجذب الحمام اليها وهي لا تسطيع الطيران الى مسافة بعيدة فمهمتها ان تجذب الحمام وهذه التخبيطة تكون من الانواع
الرخيصة ولكنها عندما تجذب الحمام اليها قد تنزل انواع غالية من السماء الذي يصل سعرها الحمامة احيانا
الى اربعين دينار ،
وهنا تكمن المنافسة فعندما تصطاد مثل هذه الانواع الغالية
تزداد الرغبة لديك في كش الحمام والاستمرار فيه ، فهذه
الرياضة لا تحتاج الى جهد وانما تجمع طيورا منوعة وجميلة ، واحيانا نستخدم الشبكة من اجل مسك الحمام من المسافة القريبة وبعد ان
نصطاد الحمام من خلال التخبيطة نعمل على قص اجنحته والعمل على الصاقها بالاصق حتى لا تطير ويتم حبسهم
في الكوخ لمدة طويلة
حتى يعتادوا عليه الا ان هنالك بعض الانواع في غاية
الذكاء وان عملت على حبسها لمدة طويلة فتعود الى صاحبها ،
فالحمام متفاوت في ذكائه واسعاره ايضا ومن اغلى الانواع اللاهورات والهزاز والكشميري والذبابنة ومزهورات احمر وازرق والقراقطة
والشامي والبرابصة فاقل نوع بخمسة وعشرين دينار.في حياتي اصطدت من خلالة عملية كش الحمام خمسة
وسبعون حمامة
وانا ابلغ الان ستة عشر عاما وسوف استمر بتربية الحمام وممارسة رياضة كش الحمام ، وبالرغم من ان تربية
الحمام مكلفة نوعا ما الا انها ممتعة للغاية فتقريبا الحمامة تكلفني يوميا ربع دينار فاقدم لها الذرة الصفراء والذرة البيضاء والخلطة المكونة
من الفريكة والكرسنة والذرة الصفراء والبيضاء والقمح والعدس ، فعندما اشتري خمسة وعشرين كيلو من
هذه الخلطة يكلفني ستة
عشر دينار يبقى لدي شهر ونصف ، ولدي خمسة وثمانون حمامة
من مختلف الانواع فالطعام الجيد مهم للحمام ، فالحمامة
التي تتغذى جيدا يخرج منظر فراخها بغاية الجمال من حيث زهو الالوان والريش المتناسق
وهذا يشعرني بالسعادة.في
فصل الشتاء ترقد الحمامة على بيضها لمدة ثلاثة اسابيع
اما في الصيف اسبوعين فالحرارة تساعدها في تقليل مدة الاحتضان
البيض وهنا اركز
على ان يكون غذاء الحمامة افضل ما يكون حتى يصبح لدي فراخ من الطراز الاول ، في احدى المرات اصطدت حمامة من
خلال كشها الى السطح وكانت هذه الحمامة نوعها نوري ازرق وضعتها داخل الكوخ ونسيت ان اقص جناحها وفي
فترة الليل عندما اردت
اطعام الحمامات التفتت من ورائي وطارت وذهبت الى عدوي
اللدود ، وهنالك كثير من المعوقات التي تعوق عملية كش
الحمام فمثلا اذا نزل طير واحد من طيوري على احد الاسطح فالسرب باكمله يتبعه ، واذا اصبح جارك يربي الحمام فسماء الحمام اصبحت ضيق
اذ يتنافسون على منطقة واحدة ، الحمام جزء من حياتي واذا فقدته اشعر بغصة كبيرة ، فهذا الحمام طائر
راقي مسالم وجميل
ففقدانه بعد ان تعتاد عليه يزرع في نفسك الحزن بالرغم من
المشقة الكبيرة في رعايته وتنظيف كوخه والاموال التي تنفق
في اطعامه.احساس لا يوصفاما محمد ناصريقول: في البداية كنت ارى واراقب الحمام في الجو
وهو يطير على شكل
مجموعات دون اي اضطراب بينها بالرغم من أن الكثير من الحمام
يختلط مع مجموعات اخرى ولكن الاندماج واضح فيما بينهم ،
وصنعت على سطح منزلي
كوخ صغير لهم ومن ثم بدأت عملية كش الحمام وهي ممتعة جدا اذ احيانا في اسبوع واحد كنت اصطاد اعداد كبيرة من
الحمام من خلال كش الحمام والتي تعتبر من الرياضات والمنافسات الجميلة وخاصة اذا اصطدت حمامة عدوك
وتبدأ المناوشات فيما
بيننا من خلال استخدام الحمامة الحجة والوسيلة للمعركة
التي بدأت يوما فاحيانا احبس الحمامة اسبوعا حتى ينهار
صاحبها وهو يبحث عنها ، واحيانا اخرى اعمل انا وحلفائي على قطع رأس الحمامة وريشها
ورميها امام
منزل العدو وهكذا نشعر باننا سعداء لان العدو تمت معاقبته على اعماله ، فكش الحمام تنافس ومتعة
بحد ذاتها وقد نتشارك انا واصدقائي فيكون عندي
حمامات لصديقي الاخر وهكذا تمضي الحياة فالمشاركة بمثل
هذه الكائنات اللطيفة
احساس لا يوصف.لا نستطيع ابلاغ الشرطة خوفا من الخلافاتوعلى
النقيض من ذلك ، تبدي السيدة ام احمد انزعاجها من الشباب
الذين يقومون بعملية
"كش الحمام" ، قائلة: انا منزعجة جدا من الاشخاص المحيطين بي والذين يكشون الحمام ويربونه بشكل مستمر
، ولانستطيع ابلاغ الشرطة عنهم خوفا من المشاكل والخلافات التي ستقع ، فكش الحمام يجلب الكثير من
المشاكل فتارة
ترى في حديقة المنزل الكثير من قطع الخضروات المتناثرة على الارضية ، بالاضافة الى الريش
المتطاير في الهواء بكميات كبيرة ، فجاري الذي يكش
الحمام يرمي بشكل مستمر الطعام للحمام ويصل الينا في معظم
المرات ، وتراه يلوح على السطح ويصفر للحمام فلا نعرف ان نجلس بكل هدوء وروية.الكشاش
لا يحترم حرمة
المنازليقول علي الرماضنة: تربية الحمام وكشها رياضة جميلة ،
الا انها مؤذية في نفس الوقت ، فالجيران لهم احترام وحرمة
، ولكن الكشاش لا
يهمه شئ سوى مصلحته ، فهو يقف دائما على سطح المنزل ، و"يصفر" ولا يهمه ان كشف المنزل الاخر ، فالمنزل الاخر هو
من يتوارى عنه وخاصة اذا كان هنالك فتيات فوجوده يزعجهن ، بالاضافة الى صوته العالي فكش الحمام
وتربيته يجلب
لنا الكثير من الامراض والحشرات وخاصة في ايام الصيف الحارقة فيرى الفرد جسمه ملئ بالحبوب الناتجة عن هذه
الحشرات المخيفة.رأي الدينختاما.. رأت
الشريعة الاسلامية في "تطيير الحمام" وهو ما يعرف شعبيا بمصطلح (كش الحمام) ، انه: (إذا كان فيه سرقة لحمام
الغير ، أو شغل عن طاعة الله كالصلاة مثلا فيحرم: وإلا كان مكروها لقول النبي صلى الله عليه وسلم في رجل رآه يتبع حمامة: "شيطان يتبع
شيطانة" ، أخرجه أبودواد في سننه ، وغيره
، واما مجرد تربيته للانتفاع من بيضه ، أو أي
نوع من أنواع الانتفاع الأخرى: فجائز لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى غلاما عنده طير ، فقال له: "يا أبا عمير ما فعل النغير"
- متفق عليه - وكان يلاطفه صلى الله عليه
وسلم ، ولم ينكر عليه.. والله أعلم.