طبخ وكنس وغسيل أطباق وكي ملابس ومسح كل هذه المهام هي بمثابة الأعمال الشاقة المنزلية ، تقوم بها المرأة كل يوم دون أن تكل أو تمل من ممارستها بالعكس فهي تعشق القيام بها حباً في حياتها الزوجية واستمراراً لسعادة أسرتها .
لكن في بعض الأوقات قد تمل المرأة من هذه الحياة وتحتاج إلى مساعدة ولو بسيطة من زوجها تقديراً لها ولقيامها بهذه الأعمال دون أي تعليق ، ومن هنا تبدأ المعاناة وتنشب المعارك التي تصطدم بها الزوجة ، لذا طرح ” لهن ” هذه السؤال على بعض الزوجات ، ما هي الأعمال المنزلية التي تناسب الرجل ؟ وهل ممارسة الزوج للأعمال المنزلية تقلل من رجولته وهيبته ؟
تجهيز الأكل والأطباق
تذكر سميرة حسين ـ مدرسة ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له زوجات كثيراً تتمنين فقط خدمته والقيام على حاجاته ، ولكنه مع ذلك أراد أن يؤدب الرجال بأدب الإسلام وقام بنفسه بخياطة خفه ذات مرة وحلب الغنم وغير ذلك .
فأنا لا أرى عيباً في مساعدة الرجل لزوجته في البيت في أي شيء بلا أي استثناء ، لكن هذه المساعدة يجب ألا تتحول لشيء تعتاده المرأة وتلزم به زوجها باسم المشاركة في المنزل ، وغالبا تكون المرأة أمهر وأسرع في مطبخها وبيتها ، أقصد لا أحب أن تلزم المرأة زوجها على غسل صحون المساء أو تنظيف حجرة أو غيره إذا لم تكن هناك ضرورة لذلك .
وتوضح سميرة أنها تحب من الرجل أن يشارك امرأته في كل شيء ، فظريف مثلاً أن تجده يخفف الأطباق ويضعها بأماكنها بعد أن غسلها ، أو تجده يجهز معها الطعام من باب الحب والمشاركة وليس الاضطرار ، وهذا يدعم المودة في البيت بشكل كبير ، وهناك أشياء يمكن أن يلتزم الرجل بفعلها ولا تشعره بالحياء منها مثلاً شراء متطلبات المنزل من الخارج ومنها أن يعتاد على النظام فيما يتعلق به شخصياً ، نجد كثيرين يلقون بملابسهم على الأسرة بعد العودة من العمل والأحذية في أي مكان لماذا لا يحاول ترتيب حاجياته لراحة زوجته مثلاً ؟ ، وأعرف رجالاً يقومون بإعداد الإفطار والغداء في أوقات راحتهم ، ما المانع ؟
فالحياة الزوجية مشاركة ولا يهم رأي الآخرين من خارج البيت فيما يقوم به الرجل والمرأة طالما تواجد الود بينهما وطالما كانت الزوجة حريصة على زوجها وكرامته .
تحضير السفرة لا يقلل منه
ولا تفضل مني عبد القادر ـ خبيرة تجميل ـ أن يقوم الرجل بأي من الأعمال المنزلية ، فهي تكره جداً دخول الرجل المطبخ ، موضحة أنه ولا شك لن يساعدني بل سيضيع وقتي ويصيبني بالارتباك ، لكن لا مانع من أن يسهم في المساعدة ولو بالقليل ، كتحضير السفرة وتجهيز الأطباق وأدوات السفرة من شوك وسكاكين وملاعق ، أو شراء بعض لوازم المنزل .
وتضيف مني أن مساهمة الرجل في الأعمال المنزلية لا تنقص من قدره علي الإطلاق بالعكس إنها ترفع من قدره عند زوجته وتقرب بينهما وتشعرها أنه مهتم بها ويساعدها في تخفيف الأعباء عنها ، المهم أن يتم ذلك بتعاون واتفاق ، لأن تغافل الرجل عن مساعدة زوجته يخلق نوعاً من الجفاء بينهما وتماديه في إنجاز الأعمال المنزلية يجعلها تشعر بأنها لا دور لها في مملكتها فهي مجرد نزيلة فندق تلقي فيه خدمة ممتازة ، لكن التعاون فيما بينهما هو أفضل طريقة لاستمرار الحياة بلا مشاكل .
الرجل يختار ما يناسبه
وتكره سما على ـ سكرتيرة ـ النظرة المتخلفة السطحية للأمور كون أن الأعمال المنزلية تقلل من هيبة الرجل ، موضحة أن سيدي وسيد كل الرجال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان في مهنة أهله أي خدمتهم فكان يخيط ثيابه ويصلح نعله ويساعد زوجاته في جميع الأمور المنزلية ، ولا أظن أنه يوجد رجل أفضل منه على وجه الأرض ، فهو القدوة والمثل الأعلى .
وبالنسبة للأعمال المنزلية التى تناسب الرجل فهي تعتمد على ما يستطيع أن يقوم به وهذا الأمر نسبي من رجل لآخر ، فمثلاً منهم من يفضل الأعمال المتعلقة بالمطبخ وآخرون يفضلون الأعمال المنزلية الشاقة التي تعتمد على القوة البدنية ، ولكن هناك بعض الرجال لا يفقهون أي شئ عن الأعمال المنزلية نتيجة التربية الخاطئة والمعتقد الشائع لدى بعض الأسر أن الولد ” بيه ” لا يقوم بخدمة نفسه ، وهذا النوع من الرجال ينشب على هذا الأمر ولا يستطيع خدمة نفسه ويكون التعامل معه صعب بعد الزواج ، وغالباً على المرأة أن تتأقلم مع هذا الوضع لأن مساعدته لها درب من دروب المستحيل ، وعليها أن تعود أطفالها على مساعدتها والقيام معها ببعض الأمور البسيطة منذ الطفولة حتى لا تتكرر المأساة ولا تجد من يساعدها في يوم من الأيام .
الأعمال التي تحتاج لإمكانياته الجبارة
أما سحر محمود ـ مهندسة ـ تفرح كثيراً إذا رأت زوجها يساعدها في بعض الأعمال المنزلية البسيطة وياحبذا لو جاءت هذه المساعدة بدون طلب منها وبمبادرة منه ، فهي تشعر باهتمامه وخوفها عليها وبحبه لها وهذا الشعور لا يضاهي أي شعور أبداً .
وعن نوعية الأعمال تشير سحر إلى أن هناك أعمال كثيرة ممكن أن يكلف بها الزوج بزعم أنها أعمال رجولية تحتاج لإمكانياته “الجبارة” مثل تعليق الستائر ،تلميع النجف ومراوح السقف رفع السجاجيد ونشرها في البالكون .
فهذه الأعمال المنزلية قد تكون بسيطة لكنها كبيرة جداً عند الزوجة ، لكن للأسف الشديد بعض الرجال لا يعتقدون في ذلك وينظرون إلى مجتمعنا الذي يخص المرأة وحدها بهذه الأعمال ، ومشاركة الزوج فيها لا يعدو سوى تطوعا منه , وأحياناً من باب الخوف من وصفه رجلاً رجعياً ، فإن كانت مساعدة الرجل لزوجته شئ لا ينقص من قيمته ولا يهينه فلما لا يساعد بهذه الأشياء المحدودة والمفرحة .
راعي رجولة زوجك