الأنيميا (فقر الدم) Anemia
هي حالة يكون فيها الدم محتوياً على عدد قليل من خلايا الدم الحمر، مما يسبب انخفاض مستويات الهيموجلوبين، وهو البروتين الذي يوجد داخل خلايا الدم الحمر والذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم.
الأنيميا لها أسباب كثيرة وهي تنقسم أساساً إلى قسمين رئيسيين كبيرين، وهما: حالات الأنيميا الناتجة عن نقص أو عيوب في إنتاج خلايا الدم الحمر، وحالات الأنيميا الناتجة عن زيادة تكسير أو تحلل الخلايا الحمر في الدم.
تحدث أعراض الأنيميا بجميع صورها بسبب انخفاض قدرة خلايا الدم الحمر على حمل الاكسجين، ومع ذك فإن هذه الأعراض تتفاوت على أساس درجة انخفاض الهيموجلوبين. الأنيميا حالة شائعة جداً . ويحتمل أن حوالي من 10% إلى 15% من النساء في الولايات المتحدة يعانين حالة من الأنيميا الطفيفة على الأقل، وهذا يرجع في الغالب إلى نقص الحديد. الأنيميا الطفيفة قد لا تسبب أية أعراض: ويتم اكتشافها غالباً من خلال الفحص الروتيني للدم، مثل الإحصاء أو العد الكامل لخلايا الدم الحمر .
في الحالات الأكثر شدة، يمكن للانيميا أن تسبب الصداع والإرهاق وقصر الأنفاس والدوخة. كما يمكن أن تسبب زيادة في معدل دقات القلب ومعدل التنفس وذك لتعويض نقص الاوكسجين في مجرى الدم.
الإنتاج الطبيعي لخلايا الدم الحمر
يبدأ إنتاج خلايا الدم الحمر في نخاع العظام حيث توجد خلايا غير ناضجة تسمى الخلايا الأساسية أو القاعدية، وهذه تبدأ في التميز أو التطور إلى خلايا الدم الناضجة. ومع تميز خلايا الدم الحمر يتكون فيها الهيموجلوبين الضروري لنقل الاكسجين إلى جميع أجزاء الجسم. بعد حوالي خمسة أيام في نخاع العظام يبدأ انطلاق خلايا الدم الحمر (والتي تسمى الخلايا الشبكية في هذه المرحلة) إلى مجرى الدم، حيث يكتمل نضجها وتستمر في الدوران والحياة لمدة حوالي 4 شهور.
انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمر
ثمة حالات جديدة تثبط إنتاج خلايا الدم الحمر في نخاع العظام. إن عوامل سوء التغذية والفقد المزمن لدم واضطرابات الجهاز الهضمي التي تثبط امتصاص العناصر الغذائية يمكن أن تسبب نقصان المعادن وغيرها من العناصر الغذائية - مثل الحديد وفيتامين "ب 12" (كما يحدث في حالة الأنيميا الخبيثة)، أو حمض الفوليك الضرورية لإنتاج خلايا الدم الحمر.
الأنيميا الأبلاستية أو اللا تكونية Aplastic Anemia (التي يحدث فيها تثبيط لتكون جميع أنواع الخلايا في نخاع العظام)، تقلل عدد خلايا الدم الحمر بالإضافة إلى خلايا الدم البيض والصفيحات. كما أن الحالات المرضية المزمنة مثل السرطان وبعض حالات العدوى والفشل الكلوي يمكن أيضاً أن تقلل إنتاج خلايا الدم الحمر.
فقدان الدم
يمكن أن تنتج الأنيميا عن النزيف، ويحدث هذا في الغالب نتيجة لكثافة دم الحيض في النساء. يمكن أيضاً أن تنتج الأنيميا عن النزيف في الجهاز الهضمي مثل ما يحدث بسبب قرحة معدية أو سرطان معوي، أو النزيف في أجرة عضوية أخرى مثل الجهاز البولي أو النزيف من إصابة شديدة. عندما يصاب شخص بحالة نقص الصفيحات الدموية ، وفيها تجعل المستويات المنخفضة للصفيحات الدموية (التي تساعد على تجلط الدم) هذا الشخص يصاب بميل متكرر لنزيف، فإنه يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأنيميا .
تكسير (أو تحلل) خلايا الدم الحمر
في تلك الحالة المسماة أنيميا التحلل الدموي يحدث تكسير أو تحلل لخلايا الدم الحمر بمعدل أسرع من معدل إنتاجها ، وهذا يمكن أن ينتج عن تفاعل غير طبيعي لبعض أدوية أو حالات العدوى. كما يمكن أن تحدث لأسباب غير واضحة.
ما أسباب الأنواع المختلفة من الأنيميا ؟
يمكن أن تتسبب الأنيميا عن نقص أو عيوب في إنتاج خلايا الدم الحمر أو بسبب ارتفاع معدل تكسر خلايا الدم الحمر التي تحمل الاكسجين الحيوي إلى أنسجة الجسم. فيما يلي نعرض لأربعة أنواع من الأنيميا.
الأنيميا : عندما تزور طبيبك
الأنيميا ليست مرضاً ، ولكنها علامة تحذيرية لأمراض خطيرة عديدة. لهذا فمن الضروري أن يتم تشخيص سببها بدقة وعلاجه.
إذا شك طبيبك في احتمال وجود الأنيميا ، فسوف يوجه إليك الأسئلة التالية:
- هل يحدث لك نزيف من الأنف أو هل تصاب بالكدمات بسهولة ؟ هل تصاب بنزيف من اللثة أكثر من المعتاد عندما تنظف أسنانك بالفرشاة ؟ هل لاحظت يوما دما أحمر قانياً مع الفضلات البرازية أو على ورق التواليت ؟ هل لاحظت يوما أن الفضلات البرازية لها لون أسود كالقطران؟ أو هل لاحظت أن البول لونه داكن ؟
- بالنسبة للنساء، هل الدورات الشهرية لديك غزيرة النزف أو كثيرة التكرار؟
- هل لديك قرح المعدة أو أورام ليفية في الرحم؟
- هل تتناول الأسبرين أو غيره من العقاقير اللا ستيرويدية المضادة للالتهاب ؟ فهذه الأدوية وغيرها يمكن أن تسبب تآكلا لبطانة المعدة ونزيفاً منها
- هل تشرب الخمور؟ فالخمور أو الكحوليات تهيج المعدة وتزيد قابلية حدوث النزيف، كما يمكن أن تعوق إنتاج الدم.
- هل تصاب بحرقة الفؤاد أو اضطراب في المعدة ؟ فهذا يمكن أن يكون علامة على الارتجاع المعدي المريئي سرطان القولون ، وكل منهما يمكن أن يزيد فقدان الدم.
- هل تصاب بإسهال ؟ فالإسهال يمكن أن يعوق امتصاص عناصر غذائية مهمة مثل الحديد والفيتامينات
- ما نظامك الغذائي ؟ فمن المعلوم أن الفيتامينات المهمة مثل حمض الفوليك يمكن الحصول عليها من الفواكه والخضراوات الطازجة.
- هل تتبرع بدمك بانتظام؟ إن تبرعك بالدم دون تعويض الحديد الذي تفقده يمكن أن يجعلك تعاني نقصاً في الحديد
- هل تورطت في علاقات جنسية محفوفة بالأخطار أو هل تعاطيت بعض العقاقير المخدرة بالحقن الوريدي ؟ فهذه الأوضاع الخاطئة يمكن أن تعرضك للعدوى بفيروس نقص المناعة البشري HIV الذي يكون غالبا مصحوباً بالأنيميا.
- بالنسبة للنساء ، هل أنت حامل؟ فالنساء الحوامل أكثر تعرضاً لنقص الحديد.
- سوف يجري لك الطبيب فحصاً طبيا ، ويبحث عن وجود أيه أشياء غير طبيعية، وبفحص الفضلات البرازية لاحتمال وجود الدم فيها . في حالات نادرة ، يمكن أن يجعل نقص الحديد الأظافر هشة تشبه الملعقة والجلد جافاً خشناً مع شقوق في زاويتي الفم، واللسان ملتهباً .
الاختبارات المعملية الشائعة
قد يتابع الطبيب حالتك بإجراء اختبارات معملية للتأكد من تشخيص الأنيميا
تشمل الاختبارات الشائعة ما يلي:
إحصاء كامل لخلايا الدم : وذلك لتحديد كمية خلايا الدم الحمر بما تحتويه من الهيموجلوبين. هذا الاختبار يشمل غالبا قياس حجم خلية الدم الحمراء ، وهذا ما يمكن أن يفرق بين حالة نقص الحديد وكل من نقص فيتامين ب12 ونقص حمض الفوليك، كما أنه يقيس كمية وأنواع خلايا الدم البيض والصفيحات الدموية.
اختبار الدم المختفي في البراز : للكشف عن الدم الذي يخالط الفضلات البرازية وغير ظاهر للعيان بوضوح.
مسحة من الدم السطحي : عن طريق وخز طرف الأصبع وأخذ نقطة دم وفحصها تحت الميكروسكوب وذلك لملاحظة شكل خلايا الدم الحمر وملاحظة وجود أي شذوذ في خلايا الدم البيض والصفيحات.
إحصاء الخلايا الشبكية : لمعرفة ما إذا كان نخاح العظام ينتج ما يكفي من خلايا دم جديدة. الخلايا الشبكية هي خلايا دم حمر غير ناضجة.
مستويات الدم من العناصر الغذائية : مثل فيتامين ب 12 وحمض الفوليك والحديد.
اختبارات أخرى : لاختبار وظائف الكلى أو وظائف أعضاء أخرى مثل الغدة الدرقية أو الكبد .
إذا لم تفلح هذه الاختبارات في الكشف عن سبب الأنيميا ، فقد يكون من الضروري أخذ عينة من نخاع العظام
اختبار الكشف عن الانيميا
نصيحة د. جولدبيرج / كلية طب هارفارد
إذا وجد الطبيب أنك مريض بالأنيميا ، فإن السؤال التالي هو: هل تحتاج إلى اختبارات واسعة النطاق لمعرقة سبب إصابتك بالأنيميا . ففي المرأة التي تحيض مثلاً يكوت السبب الرئيسي للأنيميا هو نقص الحديد بسبب فقده في دم الحيض. فالمرأة الحائض لا تكون في حاجة إلى اختبارات واسعة النطاق. يمكنها تعويض الحديد المفقود بتناول أحد مكملات الحديد.
من ناحية أخرى، فالنسبة للمرأة التي دخلت سن انقطاع الطمث أو بالنسبة للرجل ، فإن سبب الانيميا بالطبع ليس فقد دم الحيض ! وسوف يكون على الطبيب أن يجري اختبارات أخرى . فإذا كان سبب الأنيميا هو نقص الحديد ، فربما أنك تفقد دماً من موضع آخر من جسمك . فمثلاً ربما تحتاج إلى اختبارات للقناة المعوية للتأكد من أنك لا تعاني من حالة نزيف من سرطان مختلف . أو قد تكون الأنيميا بسبب حالة أخرى ، بجانب نقص الحديد ، وتحتاج إلى اختبار إضافي لتشخيصها .