الدبلوماسيــــــــــــــــــــــــــــــة
البعثات الخارجية : أهدافها و مسؤولياتها
الدبلوماسية :هي فن وممارسة اجراء المفاوضات بين الدول كما أنها باتت فناً في العمل والممارسة والاتصالات بين الاشخاص في المجتمع. انها علاقات منظمة بين الدول، إنها الأساس الذي يرتكز عليه فن الحكم، فن إدارة شؤون الدولة وفن تنفيذ سياسة الدولة الخارجية.
فإن وزير الدولة الفارسي نظام الملك (1018-1092م) كان حكيما في تقديم النصح للملك بأن يعامل السفير الاجنبي وكأنه الملك الذي ارسله. وتبقى هذه النصيحة مناسبة في وقتنا الحاضر كما كانت عند ذاك الزمن إذ أن الدبلوماسية هي واحدة من الوسائل أو الاجهزة الضابطة التي برهنت عن تأثير كبير على الوضع الفوضوي لسياسات العالم الحديث.
وإن الدبلوماسية إذا ما مورست على مستوى رؤساء الحكومات او على مستوى ممثليهم السفراء فهي تبعث الامل عند هؤلاء الجادين من أجل بناء نظام دولي عادل.
وثمة شواهد كثيرة على ممارسة الدبلوماسية في العصور السابقة في الصين والهند ومصر. وقد تضمنت هذه الممارسة في المقام الاول تسليم الرسائل والانذارات، تبرير الاسباب ونقل الهدايا والجزية والتقدير والثناء. وقد تأسست هذه الاعمال الدبلوماسية الاولية في عصر اليونان وروما القديمتين واصبح المبعوثون مفوضين وليس مجرد سعاة بريد.
ولم يعرف نظام السفارات المقيمة الا في القرن الرابع عشر أي عقب انشاء دول المدن في ايطاليا. وقد اخذ العمل الدبلوماسي منذ ذلك الحين، ينمو باستمرار.
وقد شهد القرن السابع عشر وضعا دبلوماسيا مرتبكا سادته نزاعات صاخبة حول الوضع الدبلوماسي والمقام او الهيبة والقوة. واستمر هذا الوضع الصاخب حتى مؤتمري فيينا 1815 وإكس - لا - شلبل - 1818 حيث بذلت الجهود من اجل تبسيط تصنيف الموظفين الدبلوماسيين وتحديد منهجية اعمالهم.
واستمر هذا الوضع لمدة قرن ونصف (قرن) أي حتى مؤتمر فيينا للعلاقات الدبلوماسية والحصانات والامتيازات الذي انعقد في العام 1961 وحضره مندوبون عن احدى وثمانين دولة حيث توصل المؤتمرون الى اتفاقية شاملة تناولت جميع اوجه العمل الدبلوماسي كما جرى توقيعها. وهذا ما يؤكد على ان المعاهدات والاتفاقات الدبلوماسية هي من المصادر الاساسية للعلاقات الدبلوماسية.
ومما يجدر ذكره ان القوى العظمى كانت تسمح لدبلوماسيين محترفين قبل الحرب العالمية الأولى، لتنفيذ سياساتها الخارجية كما كانت تسمح لهم ايضا بصياغتها. وقد تولى السياسيون بعد الحرب العالمية الاولى ليس فقط صياغة السياسة الخارجية للبلد انما باتوا يتولون ايضا اجراء المفاوضات. كما باتت صناعة السياسة والمفاوضات في كثير من الاحيان عمليات متناغمة يتوقف او يعتمد بعضها على بعض.
وكثيرا ما تعتمد الدبلوماسية على القانون الدولي الذي هو مجموعة من الاحكام والمبادىء في صيغة مندمجة متكاملة مقبولة على العموم كرابط ملزم للعلاقات بين الدول. وان كل حكم او قانون حظي بالقبول الدولي العام يعتبر ملزما ساري المفعول، ويمكن ان يكون هذا القبول واضحا صريحا بموجب معاهدة او انه معمول به عن طريق الممارسة او التقيد به. ويصنف القانون الدولي تقليديا بأنه قانون السلم وقانون الحرب وقانون الحياد.
وتتمتع كل دولة من دول اسرة الامم بالحقوق التالية:
1- حق الاستقلال
2- حق السلطان القضائي (في الحكم والتشريع)
3- حق المساواة
4- حق العلاقات الدبلوماسية
وأهم الوظائف الدبلوماسية ثلاث:
أ - الوظائف ذات الصفة السياسية والاقتصادية والاعلامية
ب - وظائف الحماية ورعاية المصالح
ج - وظائف قنصلية
ان اتفاقية فيينا الدبلوماسية التي اشرت اليها سابقا قد قسمت رؤساء البعثات الدبلوماسية الى ثلاث فئات :
1. فئة السفراء.
2. فئة الوزراء المفوضين: (الغيت هذه الفئة في السلك الدبلوماسي اللبناني وفي كثير من البلدان)
3. فئة القائمين بالاعمال.
فالسفراء والوزراء المفوضون يعتمدون لرئيس الدولة المضيفة ويقدمون اوراق اعتمادهم له، اما القائمون بالاعمال - الفئة الثالثة - فيجري اعتمادهم من قبل وزير خارجية الدول المرسلة او الموفدة الى وزير خارجية الدولة المضيفة.
وبينما تطبق القاعدة الاساسية في الدبلوماسية، قاعدة الموافقة agrement أي موافقة الدولة المضيقة على تعيين السفير او المندوبين من الرتب العليا ، فانها لا تسري على الموظفين الدبلوماسيين من الرتب الدنيا. ويقدم السفير اوراق اعتماده لرئيس الدولة في حفلة يشار اليها بحفلة تقديم اوراق الاعتماد.
وقد حددت المادة التاسعة من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1963 رؤساء البعثات القنصلية بأربع هي :
1- القناصل العامون
2- القناصل
3- نواب القناصل
4- موظفون قنصليون
يعين رئيس البعثة القنصلية من قبل الدولة الموفدة ويزود بوثيقة من قبلها، بشكل كتاب تفويض او ما يشابهه، تثبت صفته وتبين كقاعدة عامة اسمه وشهرته وفئته ودرجته والمنطقة القنصلية ومقر البعثة القنصلية (المادتان 10 و 11).
ويسمح لرئيس البعثة القنصلية بممارسة وظائفه بموجب ترخيص من الدولة المضيفة يدعى اجازة قنصلية، مهما يكن شكل هذا الترخيص (المادة 12).