بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )فالوزن يوم القيامة وزن عدل ليس فيه ظلم ,يجازى فيه الإنسان على حسب ما عنده من الحسنات والسيئات,فمن رجحت حسناته على سيئاته فهو من أهل الجنة,ومن رجحت سيئاته على حسناته استحق أن يعذَب في النار,ومن تساوت حسناته وسيئاته كان من أهل الأعراف الذَين يكونون بين الجنة والنار لمدة على حسب ما يشاء الله عز وجل,وفي النهاية يدخلون الجنة,ثم إن الوزن وزن حسي بميزان له كفتان ,توضع في إحداهما السيئات وفي الأخرى الحسنات,وتثقل الحسنات وتخف السيئات إذا كانت الحسنات أكثر,والعكس بالعكس ,قال الله تعالى (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )والذَي يوزن العامل نفسه,أما الذَين يقولون إن الذَي يوزن هو العمل ,فاستدلوا بقوله تعالى,(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ, وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ )فجعل الوزن للعمل,ولقول النبي عليه الصلاة والسلام(كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ,سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم )فجعل الثقل للكلمتين وهما العمل
وقال عليه الصلاة والسلام (خمس ما أثقلهن في الميزان, لا إله إلا الله , وسبحان الله , والحمد لله , والله أكبر , والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه)عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( مَا مِنْ شَىْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ )والذَين قالوا , إن الذَي يوزن صحائف العمل استدلوا بحديث صاحب البطاقة,الذَي يأتي يوم القيامة فيمد له سجل يعني أوراقاّ, كثيرة مد البصر كلها سيئات,حتى إذَا رأى أنه هلك قال الله له( إن لك عندنا حسنة فيؤتى ببطاقة فيها لا إله إلا الله ,قالها من قلبه فتوضع البطاقة في كفة , وتلك السجلات في كفة فترجح البطاقة بها )وأما الذَين قالوا إن الذَي يوزن هو العامل نفسه ، فاستدلوا بقوله تعالى( فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً )وبأن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين ضحك الناس على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ,وكان رضي الله عنه نحيفاّ, فقام إلى شجرة أراك في ريح شديدة ,فجعلت الريح تهزه هزاّ,فضحك الناس من ذلك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم,( أتضحكون ,أو قال صلى الله عليه وسلم أتعجبون ,من دقة ساقيه , والذَي نفسي بيده إنهما في الميزان لأثقل من جبل أحد )وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( إنه ليأتي الرجل السمين العظيم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة )وأنه يوم القيامة توزن الأعمال أو صحائف الأعمال أو العمال(فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ,وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ )أما الكافر والمنافق وأهل الضلال فيعطون كتبهم بشمالهم من وراء ظهورهم قال الله تعالى ( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ,فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا ,وَيَصْلَى سَعِيرًا)
اللهم إجعلنا من الذَين ثقلت موازينهم