امرأة تعدت الخمسين وتغني بأعلى صوتها خدني في حنانك خدني، أخذها المولى".. على فكرة هذا ليس كلامنا وإنما من بعض ما قاله المرحوم الشيخ عبد الحميد كشك الذي نحمد الله أنه رحل قبل أن يرى ما يحدث هذه الأيام.
وبالمناسبة الشيخ كشك، الله يسامحه ويسامحنا جميعا، كان بيقصد سيدة الغناء العربي كوكب الشرق قيثارة العرب أم كلثوم لمجرد أنها قالت "خدني في حنانك" وهي بكامل ملابسها وفي غاية الاحتشام والاحترام إلى جانب امتلاكها موهبة وهبها الخالق لها وكأنه سبحانه وتعالى لم يهبها لسواها.
تخيلوا إذن لو كان الشيخ كشك معنا في هذه الأيام وشاهد حفلات النجوم التي كانت تتم في الخفاء ويجري بها ما يجري أم الآن فباتت تذاع على الهواء مباشرة لتصبح "الحفلة" بجلاجل، بحسب التعبير المصري.
فلا نعرف على وجه التحديد ما الدافع وراء قيام الراقصات والممثلين بتوزيع صور أعياد ميلادهم على وسائل الإعلام المختلفة ثم إذا تجرأ أحد الصحفيين و"طول" لسانه حبتين عليهم أو قال لهم عيب اختشوا يجرجرونه في المحاكم ويطالبونه بالتعويض الذي قد يزج به إلى غياهب السجن.
ثم لا نعرف ما الذي يدفع امرأة تخطت عامها الستين لأن تكشف اللحم الذي كان في يوم من الأيام أبيضا مشرأبا ثم تحول إلى بني مترهلا، ولا نقصد من وراء هذا الكلام أن نحزن الفنانات على شبابهن الذي راح إلى غير رجعة لكن فقط نحاول تذكيرهن بأن لكل مرحلة ما يناسبها سواء من جمال أو إطلالة أو حتى أدوار يقمن بتمثيلها.
فعلى سبيل المثال منذ أيام فوجئنا بإصرار الست أصالة فيفي عبده على ارتداء بذلة "الهشك بشك" أو كما يسمونه في بلاد الفرنجة "الدانص" لتتمايل يسرة ويمينا تعبيرا عن سعادتها بعيد ميلاد زوجة حارس المرمى الشهير عصام الحضري.
أما اليوم فقد وقعت أعيننا على مجموعة صور أخرى للراقصة المخضرمة لوسي خلال حفل عيد ميلادها، تقريبا الثلاثيني على ما تتذكر هي، ويالهول ما رأينا من ملابس خليعة تناسب أكثر الكباريهات وحانات شارع الهرم ومحمد علي قبل أن تسكر أبوابها، وعلى فكرة الصور كانت رهيبة ولم نستطع نشرها كلها أو بدون معالجة وذلك حفاظا على حياء القراء.
فإذا كان ضروريا أن تقيم حفل عيد ميلاد وطبعا ناس هاتقول لنا انتو مالكو دي حرية شخصية، طيب على عينا وراسنا، بس إيه لازمة بقى التعرية وما دواعي كل هذه القبلات الساخنة والأحضان الماجنة؟
وطبعا كما تعلمون و"كلكم نظر" فإن السهرة لا تحلى إلا حين تكشف النجمة "من دول" عن ساقيها وصدريها وترتدي بذلة الرقص إياها التي تفضح أكثر مما تستر وتفضل تهز تهز تهز لحد ما تقع من طولها يا ولداه وهنا تتلقفها بحنية أيادي الأحباب فيلعب الشيطان الرجيم الدنيئة ويقوم بالواجب "صح" مع الحاضرين.
طيب وإذا كان حتما ولابد من التعرية والهز والأحضان فلماذا الإصرار على نشرها في وسائل الإعلام ما تخليكم متداريين أحسن ولا لازم يعني تعودوا عيون الناس على اللحم العريان.. ربنا يهدي.