يقتضي إيمانك بالله رب العالمين أن تفرده بالعبادة. ومعنى أن تفرده بالعبادة أن تعتقد اعتقاداً جازماً أنه ليس هناك شركاء له، ولا شفعاء، ولا وسطاء، ومن حق كل إنسان أن يهرع إلى ربه عز وجل، وأن ينكر من أقام نفسه وسيطاً بين الله وبين عباده، ليس بينك وبين ربك حجاب، أي مخلوق بإمكانه أن يعقد اتصالاً مع الله عز وجل، بإمكانه أن يدعوه، بإمكانه أن يستغفره، بإمكانه أن يتوب إليه، بإمكانه أن يتصل به...
هذا الإيمان ماذا يقتضي ايضا ؟ يقتضي أن نعبده، أن نتوجه إليه، أن نفرده بالعبادة ألا نعبد إلا إياه إياك نعبد وإياك نستعين، لذلك أيها الإخوة الكرام، أن تعبد الله عز وجل وحده أي أن تفرده بجميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة، بل ينبغي أن تعتقد يقيناً أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وهذا معنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله دائماً، هناك حقيقة لكن ما موقفك منها ؟ ماذا فعلت من أجلها ؟
يقتضي إيمانك بالله خالقاً ومربياً ومسيراً وواحداً في وجوده، واحداً في صفاته، واحداً في أسماءه، يقتضي إيمانك بكماله أن تعبده،أن تتوجه إليه، أن تفرده بالعبادة، أن تتوكل عليه، أن تستعين به، أن ترجوه، أن تسأله، أن تستغفره. لذلك أيها الإخوة: من مقتضيات الإيمان بالله رب العالمين أن تفرده بكل أنواع العبادات الظاهرة والباطنة، وأن الله وحده هو المستحق للعبادة العلامة الشيخ محمد راتب النابلسي