إذاً .. فنحن نقف الآن على بقعة سماء لم يصل إليها أي عاشقٍ قط .. تسري المشاعر في أفكارنا كأنها رائحةٌ مخدرة .. و تنبت اللهفة على أطراف كلماتنا حتى حين لا نريد أن يلمح أحدنا الآخر وهو يتلظّى بنار الشوق ..
لم نتفق أن معمارية النجوم لا تكلفنا الكثير .. ولا أن لون السماء ليس علامةً فارقةً للكرة الأرضية .. ولا أن صياح الفجر ليس مهما كي تستفيق الشمس .. لم نتفق أن الكون لدينا بسيطٌ ساذج
و لكننا و في كل مرة نتفق .. ولا يكلفنا الأمر سوى : " بحبك "
و لكن لماذا تشعر الذكريات الان بالغربة .. لماذا عندما نقف ويعطي كلٌّ منا ظهره للاخر .. نركض كل الكرة الأرضية و قد كان بامكاننا ان نلتفت فقط للخلف كي نلتقي ..
ما لا تعلمينه أننا - في عرف الحب - نُعتبر معمِرَيّ عشق .. وأن من نبض قلبينا يغتسل عشاق الكون و من وطء أقدامنا يقتفي طلّاب الحب معالم الطريق .. حتى عقارب الساعة تحط في أبد زماننا إذا نقصها الوقت .. و الخيول البرية تضمخ سنابكها برماد رسائلنا كي تطأ الهواء نحو القمر .. والليل - صديقي القديم - يرفرف في محراب عيوننا إذا حانت صلاة الصمت
قد كبرنا يا حبيبتي .. و ما عادت تليق بنا أشاء كثيرة
و إن كنتُ على تمام القناعة أن عينيكِ نهرٌ من جليد طُفولةٍ لا تحركه نسمات الوقت .. ولكني وحدي من يراهما وسط عدد لا نهائي من مَن أُحبهم !!