كل عام وأنت أيها الوطن .. راية العز وسارية المجد .. كل عام وأنت أيها الوطن .. مهوى الانتماء ونهل الولاء ! كل عام وأنت .. أنت أيها الوطن .. بكل جهاتك الأربع .. بكل حبة رمل .. بكل قطرة ماء .. بكل ألوان السنابل .. قصيدة العشق التي لا تنتهي تسكن أوردتنا وتجري في دمائنا وتتسامى مع أحلامنا .. لأنك أيها الوطن نحن ولأننا أيها الوطن أنت !! نحن وأنت أيها الوطن .. ذات واحدة لا تنشطر ولا تقبل الانقسام. تلكم هي خفقات أولى يستشعرها كل مواطن صادق ، تعطينا دلالة أننا قد نجحنا في جزئية هي غاية في الأهمية ألا وهي استشعار هذه الصدق في حب الوطن !! . وقد يكون بعضنا لا يدرك معنى الوطن نشرات الأخبار تحدث بعض الانفلاتات هنا أو هناك ... فهذه ممارسات تأتي من دروب الجهل ستزول مع توالي السنين فالزمن كفيل بضبط هذه السلوكيات حين تتحول الأشياء إلى التجّذر لتصبح أكثر عمقاً في نفوسنا وأكثر فهماً في حياتنا !!. هذا وطن ... و ..فهو جزء منك ، من كيانك . من تاريخك .. . .ولذلك فمهم جداً أن يتحول ذلك المظهر إلى سلوك ! ما فائدة أن نتغنى للوطن وأن نستعرض بأعلامه فوق سياراتنا وأن نتبارى في المسيرات ونرقص على أهازيج ونحن من الجانب الآخر نخدش مفاهيم المواطنة ؟؟!! كلنا مواطنون وكلنا نحمل هوية مواطن حتى بما فينا أولئك الذين غدروا بالوطن وبمقدراته ..هم محسوبون علينا وعلى الوطن ! . ولكن ليس كلنا من يحمل هوية المواطنة !! . هوية المواطن بطاقة يحملها في جيبه و هوية المواطنة خفقة يسكنها في قلب وهنا تبرز الفروق وتصبح المواطنة الصالحة هي المعيار الحقيقي لكل قيم الولاء والانتماء !! المواطنة الصالحة هي أن تعرف أن لك حقوقاً وأن عليك واجبات ... وأنه كما تريد أن تحصل على حقوقك فعليك بالقدر ذاته أن تؤدي الواجبات المطلوبة منك أمام وطنك !! . وماذا يريد الوطن منا ؟؟ الوطن هو دائماً أكبر منا ... يعطي أكثر مما يأخذ ! ما يريده فقط هو أن تصون مفاهيم وقيم ومواثيق الولاء و الانتماء !! . وهي في مجملها تلك المفاهيم الدينية الرائعة في حماية وأمن واستقرار الفرد والمجتمع والوطن ! . من يراعي هذه حق رعايتها فهو مواطن صالح . هل لا مستم الفرق ما بين المواطن و المواطنة ؟ أجزم أنكم تعرفون هذا !! . لكن ما أريد أن أصل إليه فهو أن علينا أن نشتغل على الجزئية الأهم وهي تعزيز مفاهيم وقيم المواطنة وهذه في نظري هي مسؤولية كل مؤسساتنا المجتمعية بدءا من الأسرة وانتهاء بالمدرسة .
مشكلة الوطن الحقيقية مع أولائك الذين لا ينظرون إلا إلى نصف الكوب الفارغ .
تحياتي