عندما تغضب السماء رافضة سقاية الأرض العطش، يرفع أهل الأرض أيديهم داعين رب العالمين أن يغيثهم ويرحمهم ويتجاوز عن أخطائهم التي تراكمت مع الأيام حتى منعت القطر من النـزول.
الملايين تنادي «ربنا اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين»
وفي هذا السياق فإنني أعلم أن هناك مجموعة كبيرة من الناس ترفع أيديها إلى السماء، ولكن بدلاً من الدعاء لنـزول الغيث، فإن الأدعية تطلب من رب السماء قطرة من «السيروتونين».
وما أدراك ما السيروتونين؟
إنه ذلك الوسيط الكيميائي الذي يعتمد عليه الدماغ لتنظيم سلوك الإنسان، فإذا اضطرب مقداره زيادة أو نقصاناً أثر ذلك على حياة الإنسان اليومية وسلوكه الشخصي.
إن المبتلى بنقص في «السيروتونين» يصاب باضطرابات عديدة في اتزانه النفسي، فيعاني قلقاً وكآبة ووسواساً قهرياً يجعله يكره الحياة وما فيها.
وكم يُظلم هؤلاء المرضى عندما يتهمون بنقص في الإيمان أو بتشدد في محاسبة النفس، وكأنهم المسؤولين عن مرضهم، وما هم إلا ضحية لابتلاء من الله عزوجل حرمهم فيه من قطيرات من «السيروتونين».
هؤلاء المرضى بعد أن فهموا قصة مرضهم، ومسؤولية هذا الوسيط الكيميائي في اختلال مشاعرهم، اتجهوا إلى رب السماء وقالوا:
«ربنا تفضل علينا بنقطة من السيروتونين ترحمنا بها، وتسمح للسعادة أن تعود إلى قلوبنا».
أرأيتم إلى ضعف الإنسان؟
نقطة من مادة كيميائية تقلب حياته جحيماً، ولا يزال ـ مع ذلك ـ يسير على الأرض وجوارحه تصرخ «أنا ربكم الأعلى»
ربنا الطف بنا بلطفك الجميل
اللهم إنا نسألك أن لا تمتحنا
وإذا امتحنتنا أن تثبتنا