حديقة الأزهر ... جنة القاهرة الفاطمية .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

حديقة الازهر تعتبر نقلة نوعية في مجال تخطيط و تصميم الحدائق والمتنزهات
العامة ...
تم عمل التصميمات الازمة عام 1996 وتم افتتاحها في شهر مارس من عام 2005
والحمد لله
تسنى لي زيارتها وعزمت على اعداد وجمع دراسة بسيطة عنها لعلها تقبل كمساهمة
بسيطة لاخواني الذين يعتزمون المشاركة في المسابقة المطروحة تمنياتي
للجميع بالتوفيق .

المصمم : سايتس انترناشونال , د/ ماهر استينو , د/ ليلى المصري
المالك : برنامج دعم المدن التاريخية بمؤسسة الأغا خان للثقافة .

تهدف حديقة الأزهر الي استغلال السياق المميز للمكان بموقعه وطبوغرافيته
الملهمة والمشاهد البصرية الفريدة
للقاهرة التاريخية كما يهدف الى ايجاد التفاعل والحوار بين مجموعة هذه
العناصر والبعث على الحيوية
وهو ما يمكن ملاحظته في عدد من المعالجات المستخدمة في الحديقة استواء
الأرض في مقابل انحدارها
الزراعة بأنماط هندسية منتظمة في مقابل التشكيلات الحرة وأيضا أبسطة النجيل
الأخضر
الممتدة في مقابل النباتات الصحراوية المنزرعة بطول الميول المطلة على
المدينة مع ابراز التباين في تشجير المناطق المحورية
للامتدادات المنبسطة والجافة على المنحدر في اتجاه المدينة .


الموقع : وسط مدينة القاهرة وعلى أطراف حي الدراسة على مساحة 71 فدان وقد
كان الموقع بمثابة مقلب النفايات الرئيسي للمدينة
وكان يحوي انقاض متراكمة من القمامة والمخلفات في الوقت الذي يطل فيه
الموقع على أغنى مناطق العالم الاسلامي باثار الفنون والعمارة الاسلامية .


التصميم : تقوم خصائص تصميم الحديقة على أساس استلهام الطابع التقليدي
للأماكن العامه في التنسيق الحضري للمجتمعات الانسانية ويمكن مشاهدة هذا
التراث
باساليبه المتنوعة من حقبة إلى أخرى ومن إقليم إلى آخر وهكذا استوحى تصميم
الحديقة نسق الحدائق الاسلامية التقليدية والفراغات العامه في فترات
تاريخية ومناطق جغرافية
مختلفة من العالم الاسلامي , حيت بني التصميم على أساس تنظيم المساحات
المختلفة على نسق البستان التقليدي وأماكن الجلوس المظلله ( التختبوش ) و
الطرق المغطاه ( البواكي )
ذات النمط الفاطمي والمستخدمة في مباني الحديقة وغيرها من العناصر , وكما
تنعكس العناصر الفارسية والهندية في تشكيلات العناصر المائية من خلال سلسة
من النوافير
والأحواض والقناوات والبحيرة , ويعتمد التصميم على وجود المحمور الرئيسي (
القصبة ) التي تربط الحديقة بالكامل من الشمال إلى الجنوب وهو عبارة عن
محور اساسي
بعرض ثمانية أمتار على جانبيه صفين من النخيل الملوكي إلى جانب مقاعد
جانبية للزائرين يتوسطه ممرات وشلالات للمياه وطرق ضيقة تبدأ من شمال التل
الى اتجاه القلعة في الجنوب .
ثم ينحني المحور الاساسي في اتجاه مآذن المدينة القديمة مؤديا بعد ذلك الى
بحيرة صغيرة على الهضبة المنخفضة الكبرى للموقع مارا بحديقة أساسية مقسمة
إلى اجزاء مستقلة تزينها
الحدائق والمقصورات التي تأخذ التشكيلات الاسلامية القديمة والمحاطه
ببساتين مزروعة بطريقة هندسية مبسطة ثم يتجه المحور نحو المقهى المطل على
البحيرة
وتتميز الرؤية البانورامية الممتدة بهذه المنطقة عبر المنحدرات والسور
التاريخي لمعالم الواجهة الشرقية لمدينة القاهرة ومجموعاتها الفريدة من
المعالم الأثرية الرئيسية بقبابها ومآذنها
الساحرة ومباني وسط المدينة الحديثة من خلفه .


الممرات والحركة : تحيط شبكة من الطرق المتعرجة الثانوية بالمناطق الرئيسية
بالحديقة تؤدي الى جميع المستويات المتدرجة وجوانب الموقع مما يوفر للزائر
تجارب فراغية وبصرية
متنوعة وثرية , وتتمتع الحديقة بشبكة من طرق المشاة ذات أبعاد فسيحة تسمح
بدورانات مريحة في جميع أنحاء الموقع وعلى طول المتنزه الرئيسي أما المناطق
الخارجية المنبسطة
فتقدم صور لبساتين تضم أشجارا للظل ومجموعة متنوعة من أشجار الزهور
والفاكهة فضلا عن أماكن أخرى للتنزه , وبالنسبة للمتنزه الرئيسي ومجموعة
الحدائق الاساسية
فيوجد عند طرفيها مطعم على قمة ربوة ومقصورة بجانب البحيرة والتي تقدم
علامات بارزة داخلية للحديقة وتقدم المعالم المائية موضوعا إضافيا وتقليديا
من الحدائق الاسلامية.
رابطة هذا الممر المركزي على انتداد طوله بالكامل وهناك نافورات المياه
والاحواض وقنوات المياه الضيقة التي توجد متفرقة وتؤدي في النهاية إلى
الشكل الحر للبحيرة
في المنطقة الخضراء الجنوبية .


الأشجار والنباتات : ثبت بناءا على الاختبارات التي اجريت في
المشاتل وعلى التربة المحسنة في الموقع أنه يمكن إيجاد بعض التنوع الملائم
بين النباتات والاشجار في الحديقة
وأنها ستكون قادرة على البقاء في الظروف المناخية للموقع , وتتنوع أنماط
زراعة الحديقة من نباتات صحراوية جافة ونباتات الخضرة على الميول الغربية
إلى مناطق خضراء بنباتات مورقة
وأشجار الظل والى مساحات بستانية في المناطق المنبسطة وفي وسط الحديقة .
وتشمل الانواع التي تمت زراعتها الأشجار المحلية الجميز وأشجار العناب
وأربعة انواع من السمت وهناك أنواع أخرى تشمل أشجار السنا والصفيراء
والأشجار اليابانية وقد استنبتت
النباتات غير المحلية وتم تكييفها للظروف المحلية وتنعكس التقاليد
البستانية للشرق والغرب في كثير من الاعشاب الطبية التي تتضمن الغار
والبابونج والنعناع وحشيشة الليمون
والكسبرة والزعتر , وهناك أصناف كثيرة من الورود تم اختبارها للتأكد من
انها ستنمو في الظروف السائدة للحديقة ويغطى جانب الربوة الغربية نباتات
الزهور ونباتات الريان
( الجهنميات ) ذات الالوان المبهرة ويتم تنظيم الري عن طريق محطة خاصة
بالاحوال الجوية بالحديقة .

وأثناء تطوير تصميم حديقة الازهر استحدث عدد من المعالم المعمارية الازمة
لتوفير احتياجات الزائرين ويرتبط تصميم هذه المعالم والمرافق وهي المطعم
المقم فوق الربوة
والمقهى بجانب البحيرة وغيرها من الساحات العامة المختلفة بالسياق المعماري
والتاريخي .

الاثار المحيطة : ان تنوع الاثار في هذه المنطقة والتي تمثل حقب مختلفة هو
مايميز حديقة الازهر كيف لا وقد يتسنى لك رؤية مآذن الجامع الازهر وجامع
الحسيني
و جامع محمد علي بمآذنه الرشيقة وقلعة صلاح الدين .
كما يمكنك الوصول من داخل الحديقة للسور الايوبي الذي بناه القائد صلاح
الدين اليوبي في القرن الثاني عشر لحماية القاهرة من الجهة الشرقية .
بالضافة إلى مجموعة
أم السلطان شعبان التي بنيت عام 1369 ميلادية التي تعتبر من أرقى أمثلة
العمارة المملوكية بالقاهرة .
ومجموعة خاير بك التي تنسب لاول حاكم لمصر بعد الغزو العثماني وتضم
المجموعة قصر وجامع وسبيل وكتاب .


المصادر :

- مجلة التصميم العدد الثالث عشر .