اعلنت في الايام القليلة الماضية بعض المراكز البحثية المختصة بتطور الجنس البشري في الولايات المتحدة عن كشف لمتحجر للانسان الشبيه بالقرود عثرت عليه بعثة استكشافية متخصصة للتنقيب في هذا المجال عام 1994 في اثيوبيا وطيلة الخمس عشرة سنة المنصرمة اخضعت هذة الاحفورة للفحص والدراسة فتأكد لتلك الجهات البحثية انه يمثل حلقة من حلقات تطور الانسان وانه قد عاش قبل 4,4 مليون سنة اي انه يسبق الانسان -القرد الذي تمثله الاحفورة المسماة (لوسي) التي عثر عليها ايضا في اثيوبيا عام 1974 وان انسانها قد عاش قبل3 ,3 مليون سنة.
ان هيكل الانسان المتحجر هذا يعود لانثى يبلغ طولها حوالي 120 سم ووزنها حوالي 50 كغم وقد اطلق عليها اسم( آردي) اشتقاقا من اسم الجنس لهذا الانسان القرد والذي هو
ardipithecus
وقد عاشت في غابات تلك المنطقة وتملك اطرافها الاربعة القابلية على التعلق بالاغصان وتسلق اشجارها بالاضافة الى الى تكيف ارجلها وحزام الحوض للسير على سطح الارض منتصبة القامة رغم ان درجة نمو اطرافها الاربع لا توحي انها امضت وقتا طويلا في العيش في تلك الغابات .لقد تأكد للمختصين ان( آردي )يمثل السلف المشترك الذي انحدر منه انساننا الحاضر وكذلك القرد الشمبانزي وبذلك دحضوا النظرية التي تقول ان الانسان انحدر من كائن اشبه بالشمبانزي القديم ويضيف المختصون ان هذا المتحجر لايمثل السلف المشترك الاول للانسان الحالي والقرود وانما هو ايضا حلقة من حلقات تطورهما وقد يكون السلف الاول قد عاش قبل ما بين 6-7 مليون سنة
وأمتلكت( آردي) العديد من الخصائص التي لا تظهر في القرود الافريقية المعاصرة وهذا معناه انها بعد هذا السلف المشترك تطورت ووتمايزت بخصائص بعيدة عن صفاته
وخلصت الدراسة الى ان (آردي) هذه ما هي الا السلف( للانسان- القرد الجنوبي) الذي هو اقدم سلف لانساننا الحالي وبالتالي فآردي الذي يجمع بين صفات البشر والقرود يمثل حلقة من الحلقات المفقودة في مسلسل تطور البشر على كوكبنا هذا .