المجموعة الشمسية هي عبارة عن نظام دقيق يتمركزه نجم متوسط الحجم هو الشمس ، تدور حول هذا المركز - الشمس - مجموعة كبيرة من الأجرام السماوية متفاوتة الحجم و الكتلة و البعد عن الشمس ، و هي تسع كواكب سيارة من بينها كوكب الأرض بالإضافة إلى أجسام صغيرة منها تدور حولها هي الأقمار ، و هناك أيضا أجرام أخرى تدور حول الشمس هي المذنبات .. كما أن هنالك أجراما لا مدار لها بل هي تسبح في الفضاء و تقع في جاذبية بعض الكواكب و الأقمار هي الكويكبات .
كل هذه الأجرام السماوية و الأفلاك تدور وفق نظام إلهي دقيق حول الشمس مما يبين لنا قدرة الخالق العظيم ، و تبقى مستقرة في مداراتها و لا تتصادم فيما بينها بفضل التأثيرات و الأفعال المتبادلة فيما بينها و التي تظهر في أربعة قوى أساسية هي القوى الكونية ، منها قوة الجاذبية ، بالإضافة إلى بعض القوانين التي تحكم حركتها مثل قوانين كيبلر لحركة الكواكب ..
* و الآن تبقى الاشكالية المطروحة هي كيف تشكلت المجموعة الشمسية ؟ ، نحن نعلم بأن الكون
ككل نشأ نتيجة الانفجار العظيم ، فهل ينطبق ذلك على المجموعة الشمسية ؟.
في الحقيقة هنالك عدة نظريات تقدم بها العلماء لحل هذه الاشكالية ، منها القديمة و الحديثة .. و سنعرضعا باختصار، و نذكر منها :
■ نظرية كانت - لابلاس أو نظرية السديم :
تنص هذه النظرية على أن المجموعة الشمسية تكونت من كتلة غازية كبيرة هي السديم ، و بدأ هذا السديم في الدوران حول نفسه بسرعة كبيرة حول مركزه مشكلا الشمس ، و بعد آلاف السنين بدأ هذا السديم يبرد متحولا إلى كتلة صلبة فتحطمت مع مرور الزمن ، ثم بدأ هذا الحطام بالتجمع مع بعضه البعض بفعل قوى التجاذب مشكلا كويكبات التي تطورت فيما بعد لتصبح كواكبا سيارة تدور حول الشمس .
■ نظرية المد الغازي الكبير :
هذه النظرية تعارض تماما النظرية السابقة ، فهي تقرر بأن كواكب المجموعة الشمسية قد تشكلت من جسم الشمس و ليس جراء تحطم السديم الصلب كما ذكرنا سابقا ، إذ تنص هذه النظرية على أن الشمس قد كانت بجوار نجم آخر عملاق يكبر على الشمس بآلاف المرات ، إذ قام هذا النجم بجذب الشمس نحوه مما سبب للشمس انحناء كبيرا في جزئها المواجه للنجم مما سبب انفجارا لهذا الجزء فشكل خطا غازيا كبيرا طوله من الشمس حتى كوكب بلوتو - آخر كوكب - ، و هذا الخط الغازي الذي تشكل من انفجار جسم الشمس غني بجسيمات مادية ، حيث بدأت هذه الأخيرة بلإتحاد مع بعضها البعض بقوى التجاذب مشكلة أجساما صلبة تطورت فيما بعد لتشكل الكواكب السيارة .
- هربت الشمس من جاذبية هذ النجم بفعل هذا الانفجار الكبير .
تنص هذه النظرية أيضا على أن الأقمار تشكلت من الكواكب نفسها .
■ نظرية الازدواج النجمي :
● الخطأ الثاني ..
من المعلوم بأن الشمس تتكون من عنصرين رئيسيين هما الهيليوم و الهيدروجين ، بينما تجد أن معظم الكواكب تتكون من عناصر مختلفة مثل الحديد و الفوسفات و الكثير من المعادن ، و هذه الأخيرة - المعادن - نادرة الوجود في الشمس ، فلو أن الكواكب تشكلت من جسم الشمس لوجدنا أن الكواكب تتكون من الهيليوم و الهيدروجين بشكل كبير و هذا خطأ .
النتيجة .. هي أن الكواكب السيارة لم تتشكل من جسم الشمس ، فكيف تشكلت الكواكب يا ترى ؟؟ .
و الحلين هما كالتالي :
● الحل الأول ..
لو افترضنا بأن الشمس لما وقعت في جاذبية ذلك النجم العملاق .. لم تكم لوحدها آنذاك ، بل كان برفقتها نجم آخر ( هذا نجم فتي أي أنه لم يتماسك بعد و له نفس حجم الشمس تقريبا ) أصغر من النجم العملاق أيضا ، فانجذب هو الآخر نحو النجم العملاق ، و بما أنه نجم فتي حديث النشأة فلم يتحمل قوة جاذبية النجم العملاق و انفجر بكامله مسببا في نشوء خط غازي طويل غني بالجسيمات المادية ، طوله من من الشمس حتى كوكب بلوتو ، و قد تسبب هذا الانفجار أيضا في إفلات الشمس من جاذبية ذلك النجم العملاق و جذبت معها ذلك الخط الغازي الكبير الذي تطور فيما بعد إلى الكواكب السيارة التسعة .
-