نشرت جريدة (الحياة العربية) الشيعية القلم والتوجه والصادرة في تورنتو ،كندا – في صفحة 6 تحت (خبر وقضية) والتي تحمل عنواناً هو: مرجعية آية الله العظمى السيد علي السيستاني زعيم الحوزة العلمية في النجف الاشرف تفتي بكفر ونصب ونجاسة المروجين لأفكار السيد فضل الله)
وتحتها مادة طويلة عن السيد محمد حسين فضل الله. وفيما يلي مقتطفات منه:
يرجع تاريخ المشكلة الكبيرة التي أثارتها افكار وعقائد السيد فضل الله في الساحة الاسلامية عموما وفي الساحة الشيعية خصوصا الى شريط كاسيت مسجل لحديث للسيد فضل الله عام 1993 فيه طعن واضح غير قابل للتأويل في مقام السيدة الزهراء وتشكيك في حقائق تاريخية حول ظلامتها، ما لبث أن الهب المشاعر واججها في الذروة، فقامت في الأوساط الشيعية في مدينتي قم المقدسة والنجف الأشرف وفي لبنان وسوريا عاصفة هوجاء أساء السيد فضل الله التعامل معها، وتقدير عواقبها مع كل ما يتمتع به من حنكة سياسية، حيث لم يعبأ بالرسائل واللقاءات ومحاولات حثه على التراجع التي قام بها تعض المخلصين له لإنهاء المشكلة، وتخليصه من الورطة.
ولكنه، مع ذلك لم يلبث أن عاد ..... متخذا وضعا هجوميا وقتاليا ضد جملة كبيرة من العقائد والمسلمات الشيعية الأخرى، وراح يطعن في خصومه بما فيهم مراجع التقليد ، ويقذفهم بشعى أنواع التهم، من قبيل الارتهان للمخابرات الدولية، وعدم الورع والتقوى، وعدم الفهم، والتحرك من خلال العقد النفسية.
ومع أن هذه الفتوى الصادرة عن اعظم مرجعية دينية شيعية لم تكن الأولى، إلا أن المطلعين على الشأن الشيعي يعتبرونها الأهم في سلسلة الفتاوى التي أصدرتها مرجعيات شيعية كبيرة أخرى، مثل مرجعية آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي الذي تلقبه الحوزة العلمية بالخوئي الثاني، والذي أفتى بأن السيد فضل الله ( ضال مضل) لا يجوز دعمه والترويج لأفكاره ، وأصدر حكما سحب بموجبه جميع الوكالات والإجازات الشرعية ( التي تخول بعض العلماء صلاحيات قبض أموال الخمس والزكوات وصرفها في مواردها الشرعية) عن جميع الطلبة والعلماء والمبلغين الذين يروجون لأفكار فضل الله الضالة ( حسب تعبيره). ثم أفتى بعد ذلك بحرمة وعدم جواز الذهاب مع حملات الحج التي تؤيد السيد فضل الله أو ترتبط به
وكذلك فعلت مرجعية آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني في قم، ومرجعية آية الله العظمى الشيخ بهجت ( العرفاني الزاهد) ومرجعية آية الله العظمى السيد تقي القمي الذي جاءت فتواه في غاية الشدة والحزم، إذ اعتبرت السيد فضل الله في حكم الكافر، وحاء فيها تعابير من قبيل :
(لا إشكال في أن المشار إليه السيد فضل الله ضال مضل مبتدع في الشريعة المقدسةولا بد من الاجتناب عنه ويلزم ابعاد المجتمع عنه ايضا ويجب اعلام الامة بانحرافه وكونه مخربا للدين)
وهذا نص السؤال الذي وجه للسيستاني حول أفكار فضل الله، ومنه نفهم الأزمة الفكرية عند الشيعة:
سؤال : جانب مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني دامت بركاته:
تحية طيبة وخالص الدعاء،
هل هناك اشكال بدفع الحقوق الشرعية ( أي الخمس والزكاة) إلى ممثل السيد فضل الله في امريكا مع العلم اني على تقليد سماحة السيد السيستاني؟
ولحل الإشكال الشخصي الذي بدأت أعاني منه بعد قراءتي عن كتابات السيد فضل الله، هل لكم بإرشادي إن كنتم تتفقون أو تتعارضون فكريا مع ما يقال أو يشاع عنه وما يجب أن يكون موقفي أو تكليفي الشرعي ممن يعرض تلك الأفكار وخاصة تلك التي تشكك بعصمة الأنبياء أو التي تقول بعصمتهم المكتسبة أو التي تقول بأن الائمة ليسوا معصومون وأن الامام علي ليس لديه علم الكتاب أو ممن يشكك حتى بولادة المهدي ..سيدي الكريم إني أتمزق في داخلي وبت لا أعلم من على حق وإني قاصد لك بعد توجهي إلى الله عز وجل طالبا من سماحتكم أن تنقذوني من دوامات الصراع النفسي.