ما مضى من الزمان
كان هناك عملاق ضخم كبير ، له شعر كث أحمر ، وشنبات عريضة حمراء .
كان يسكن في غابة كثيفة الأشجار مظلمة .
و كان في ذكرى ميلاده في كل سنة يهبط من غابته إلى واد منخفض فيه قصر كبير .
يحمل في يده مطرقته الحديدية الثقيلة ، فيطرق باب القصر و يصيح بمن فيه قائلا : ليخرج لي أشجع الرجال لأبارزه ، و إن لم يخرج أحد فسأحطم أبواب القصر و أقتحمه عليكم و أبطش بكم جميعا .. هيا ليخرج لي أشجعكم الآن ..
كل واحد في القصر كان يقول : لا لست أنا ،،، فيضربون بينهم القرعة ، و من وقعت عليه أخرجوه للعملاق .
يخرج من وقعت عليه القرعة و هو يرتجف من الرعب ، فما أن يراه العملاق حتى يبطش به و يضربه على أم رأسه بتلك المطرقة الفولاذية العملاقة فيرديه صريعا ثم يعود لغابته و لا يخرج إليهم إلا في ذكرى ميلاده من السنة التالية ..
فإذا خرج طرق عليهم الأبواب وقال : أعطوني أشجع الرجال عندكم ، فيخرج أحدهم يجر سيفه ، فيبطش به العملاق ويقضي عليه ... و هكذا
ذات يوم كان هناك رجل يمضي في طريقه بالقرب من هذا القصر ، و إذا به يرى العملاق يهبط من الغابة فراقب ما يحدث ، ورأى بعينيه مصرع أحد رجال القصر على يد العملاق ، و بعد أن أدبر العملاق قرر هذا الرجل أن يذهب إلى سكان القصر وينصحهم و يتحدث إليهم فيما يمكن أن يفعلوا .
و بقي يحاول أن يقنعهم بمواجهة هذا العملاق مجتمعين ولم ينجح ، حتى إنهم قالوا له : أنت جئت لتنصحنا بالشجاعة فاخرج أنت إليه في موعده القادم ، و أجمعوا أمرهم بينهم أن يكون الخارج هذه المرة هو ذلك الرجل ، فبدأ الرجل يغير رأيه
في موعده جاء العملاق تهز خطواته الأرض هزا ، و تخلع ضرباته على الأبواب كل القلوب ، و يزمجر صوته كالرعد صائحا بهم : أخرجوا لي أشجع الرجال أخرجوا لي أعتى الرجال
خرج هذا الرجل يسحب سيفه و يجر خطواته جرا ، مطأطئ الرأس يائسا من الحياة ، لكنه قال في نفسه : سأموت سأموت ، فلماذا لا أنظر لهذا العملاق وأتأمل ملامحه ؟ ولماذا لا أقترب أنا منه بدلا من أن أنتظر مجيئه إلي ؟ ولماذا لا أصرخ في وجهه قبل أن يضرب رأسي؟ .. لماذا لا أؤذيه ولو بصيحة مدوية قبل أن يقتلني؟
رفع بصره .. نظر للعملاق .. فرأى شيئا غريبا جدا .. لقد بدأ هذا العملاق يصغر ويضمحل شيئا فشيئا !!! ، حملق الرجل فيه أكثر فصغر العملاق أكثر و أكثر !!! ، تقدم الرجل خطوتين نحوه فتقازم العملاق و صغر!!! ، فتقدم أكثر و صاح بالعملاق و اقترب منه أكثر وأكثر .
فلما وصل إلى العملاق صاح في وجهه قائلا : من أنت ؟ ما اسمك ؟ ما الذي جاء بك ؟ فتحول العملاق إلى قزم صغير جدا ، فسحب الرجل سيفه و قتله ...
كان اسم هذا العملاق .... الخـووووووووف