الإدراك الحسي
الإدراك أو بشكل أكثر تحديدا الإدراك الحسي Perception مصطلح يطلق على العملية العقلية التي نعرف بواسطتها العالم الخارجي الذي ندركه وذلك عن طريق المثيرات الحسية المختلفة ولا يقتصر الإدراك على مجرد إدراك الخصائص الطبيعة للأشياء المدركة ولكن يشمل إدراك المعنى والرموز التي لها دلالة بالنسبة للمثيرات الحسية . فعملية تلقي ، و تفسير و اختيار و تنظيم المعلومات الحسية هي ما ندعوه بالإدراك الحسي أو التحسس في علم النفس و علوم الاستعراف .
يدرس الإدراك الحسي بطرق تتراوح من البيولوجية إلى النفسانية و حتى الطرق التجريدية مثل التجارب الفكرية thought-experiment لفلسفة العقل .
. شروط حدوث الإدراكيشترط لحدوث الإدراك عدة عوامل أساسية :
1ـ وجود المثير . 2ـ الإحساس بالمثير :أي أن يشعر الفرد بآثار المثير وبذلك يكشف الإحساس عن وجود المثير . 3ـ التعرف على المثير ـ إدراكه ـ أي أن يكون المثير له معنى معين . 4ـ الاستجابة: وتكون استجابة الفرد من خلال خبراته الإدراكية السابقة وما مر به من تجارب فيعرف خواص المثير وما يرمز له ذلك المثير .
فمن سمع صوت جهاز الإنذار وخبر أنه دليل للخطر استجاب وفق خبرته بأنه خطر فقد يهرب أو يختبأ . أي ان تعاقب العمليات يكون : (المثير........الإحساس ..........التعرف ...........اختيار الاستجابة.) والإدراك يحتاج لذاكرة فظهور مثير قد مررنا به يسترجع معلومات قد أدركناها سابقاً.
2. الإدراك الحسي و الواقع
العديد من علماء النفس الاستعرافيين يصرحون أننا كبشر ، عندما نتجول في العالم المحيط بنا ، إنما نبني نموذجنا الخاص لكيفية سير هذا العالم . نحن نحس بعالمنا الموضوعي الحقيقي ، لكن إحساساتنا يتم إسقاطها (تحويلها) إلى مدرَكات مؤقتة احتياطية provisional ، كما نكون العديد من الفرضيات العلمية المؤقتة لحين إثباتها أو دحضها .
عندما نستقبل معلومات حسية جديدة ، تتغير مدركاتنا وفقا لها . أبراهام بايز كان يؤكد دوما على هذه الطبيعة اللدنة للخيال الإنساني . في حالة الإدراك الحسي يمكن لبعض الناس أن يروا حقيقة التغير في المدرك البصري بما يمكن أن نسميه عيون عقلية . لكن الأشخاص الآخرين الذين لا يتمتعون بتفكير صوري لا يمكنهم أن يحسوا perceive حقيقةً بتغير الشكل المرافق لتغير عالمهم . أحد أمثلة هذه الحالة هي الصور الملتبسة ambiguous image التي تملك أكثر من تفسير على المستوى الإدراكي.
في هذه الحالة نملك جسما واحدا يمكن ان ينتج أكثر من مدرك واحد ، بالتالي يمكن ان نجد أن جسما ما يمكن ألا ينتج أي مدرك على الإطلاق : إذا كان المدرك غير موجود أساسا ضمن خبرة الشخص ، و عندئذ يمكن للشخص ألا يدركه إطلاقا .
هذه الطبيعة الملتبسة المحيرة للإدراك الحسي يمكن أن تظهر في بعض التقنيات الحيوية التي تستخدمها الأحياء في الطبيعة مثل : التقليد و التمويه .
المصدر :
ويكبيديا الموسوعه الحره