ثقافة الخرافة ...عالم السحر والشعوذة فى الوطن العربى
--------------------------------------------------------------------------------
ثقافة الخرافة ...عالم السحر والشعوذة فى الوطن العربى
اليمن
* 56 ألف امرأة يذهبن للسحرة وينفقن ما يعادل 608 ألف دولار
* مخاوف السحر تفرض على العرسان في اليمن الخضوع لطقوس رقابية شديدة
* مواطن يريد الزواج من فتاة لا تريده لكنه بالسحر استطاع دفعها للموافقة
* فتاة تعرضت للضرب من قبل معالج بالقرآن بحجة أن بها جني اتضح أنها هستيريا
* شخص يهوى تعلم السحر: شروط التعلم المعقدة دفعتني لترك الشعوذة
لا تقتصر قصص الشعوذة في اليمن على مكان أو زمان محددين فهي ظاهرة تنتشر في معظم المناطق اليمنية، لكنها أقل في المدن الحضرية عنها في الأرياف.
وتكشف دراسة يمنية أجريت مؤخرا حجم الإقبال الحاصل على المشعوذين، حيث توصلت تلك الدراسة إلى أن عدد النساء اليمنيات اللاتي يذهبن إلى المشعوذين والدجالين سنوياً حوالي 56 ألف امرأة، ينفقن حوالي 140 مليون ريال يمني أي ما يعادل 608 ألف دولار، وأن إقبالهن هو للعلاج بالتمائم من المشعوذين.
وتقول الدراسة إن النساء هن الأكثر إقبالاً على المشعوذين، وأن 39 في المئة من اليمنيات اللاتي تزوجن في سن مبكرة يعانين آثارا نفسية ومعظمهن يلجأن إلى الدجالين.
قبل النزول
قبل النزول إلى الشارع لاستطلاع آراء المواطنين إزاء هذه الظاهرة "السحر والشعوذة" كانت التوقعات لدي أن هذه الظاهرة ربما لايعرف عنها الكثير، لكن بعد جولة قصيرة تغيرت نظرتي الشخصية لها تماما، واكتشفت أن الشعوذة مشكلة متعمقة في المجتمع اليمني.
وكثير ممن التقيتهم يحفظ قصصا عن السحر والشعوذة كان هو صاحبها أو أحد أقربائه، باستثناء القليل الذي أكد أنه لم يسبق له وأن تعرض أو عرف عن شخص تعرض لنوع من أنواع الشعوذة.
وبناء على نتائج تلك الجولة فإن أكثر ما سمعته من أنواع الشعوذة هي تلك المتعلقة بالأعراس، حيث استمعت إلى قصص غريبة ، يتعامل معها القادمون على الزواج بكل جدية، حيث يخضع العروسين بسبب ذلك، لأنواع من الطقوس الرقابية الشديدة من قبل الأهل والأقارب خشية تصرفات قد يقترفها أي شخص حتى وإن لم يكن له علاقة بالسحرة والمشعوذين، من شأن تلك التصرفات أن تجعل أحد العروسين ناقص الكفاءة جنسيا.
ففي منطقة شرعب الرونة بمحافظة تعز يحكي المواطن فائد الشرعبي لـ"كل الوطن" عن الشعوذة قائلا: "الشعوذة أمر شائع عندنا خصوصا المتعلقة بالزواج، حيث يضطر كثير من الشباب للهرب من منطقته إلى الزواج في المدينة خوفا من وقوعه تحت تأثير تمائم وتصرفات الحساد، تجعله غير قادر على الدخول على زوجته".
ويؤكد أن "العريس وكذا العروسة يتم إحاطتهما بنوع من الرقابة من قبل أهليهما، كما يتم إجراء عقد الزواج في أجواء سرية وفي أوقات لا يتوقعها أحد من أبناء القرية".
وعند سؤاله عن أمثلة لعرسان وقعوا تحت هذا الشكل من أنواع الشعوذة، يقول الشرعبي: "أثناء إجراء عقد الزواج يتم إجراء العقد بشكل سري تماما، لأن القيام بتصرفات أثناء قيام المأذون بإجراء العقد يتسبب في إحداث مشاكل لدى أحد الزوجين، ومن تلك التصرفات مثلا أن يقوم أحد الأشخاص الحاسدين بثقب بيضة بشكل يجعل ماتحويه يخرج منها بشكل بطيء".
وبحسب فائد الشرعبي فإن من شأن هذا الإجراء أن "يصيب العريس بإسهال شديد أثناء الدخول على زوجته أو قيء بشكل يفقده القدرة على الدخول عليها، وتتكرر هذه الحالة كلما حاول الدخول عليها، وعندها لا يكون أمام العريس إلا الذهاب لأحد المشعوذين لحل الإشكال".
الشرعبي أكد "أنه لم يسمع عن قصص تعرض لها ممن يعرف لكنه أكد أنه يتم التعامل بحذر أثناء الأعراس حتى لا يحدث مثل هذا، بناء على ما يقوله الآباء".
ويتحدث المواطن عبده محمد الشامي من محافظة حجة الذي كان معنا على متن إحدى باصات النقل العام، عن ما أسماها "عادات" مشابهة إلى حد كبير لما هو حاصل في شرعب.
وبحسب الشامي فإن العريس يتم وضعه تحت رقابة واسعة من قبل الأهل أثناء تحركاته، خصوصا أثناء إجراء العقد.
ويؤكد أنه يتم إجراء العقد بسرية تامة خوفا من الحساد أيضا، لكنه تحدث عن ممارسات مغايرة قد يقوم بها أحد الحساد أثناء العقد، ومن هذه الممارسات أن يقوم الحاسد أثناء العقد بإغلاق "قفل" أو ربط أمعاء الذبيحة التي سيأكل منها العريس ورميها، مشيرا إلى أن هذه الممارسات تجعل العريس غير قادر على الدخول على زوجته، ويسميها أبناء منطقته بـ "الربط".
العلاج أيضا لايختلف عن العلاج السابق حيث يتم الذهاب بالعريس إلى أحد المشعوذين من أجل فك الربط - حد تعبيره.
ويؤكد الشامي أن كثير من العرسان يعرفهم شخصيا تعرضوا لمثل هذا النوع من الشعوذة، وقال: إنه يعرف شاب استمر أربع سنوات وهو يعاني من الربط، حتى تمكن من العثور على ساحر قال إنه "تمام" فك ذلك الربط وبعد تلك المدة استطاع الزوج الدخول على زوجته.
وفي محافظة المحويت أيضا يُمنع العريس من الخروج منفردا أيام العرس، كما أنه يتم وضع شخص من الخلف أثناء الزفاف غالبا يكون محل ثقة حتى لا يقدم شخص حاسد على "عمل عقدة" على شماغ العريس الذي يرتديه، وبالتالي تجعله غير قادر على الدخول على زوجته.
وعلاج هذه المشكلة هو أيضا بالذهاب إلى ما يسمى بالمشعوذ لإنهاء العقدة.
التربيع
"التربيع" هذا المصطلح هو نوع من أنواع الشعوذة، لكن هذا النوع يستخدمه العامة لاكتشاف مرتكب جريمة ما خصوصا جرائم السرقة، وهي منتشرة في مناطق كثير من اليمن، وخصوصا في المحافظات الساحلية.
وبحسب على أحمد قادري - مدرس في محافظة الحديدة - فإن الكثير من المواطنين خصوصا الأميين في محافظة الحديدة يذهبون إلى السحرة أو ما يسمونهم بالمربعين لاكتشاف من قام بعمل الجريمة.
ويضيف: أنا ذهبت مع مواطنين إلى أحد السحرة للوقوف على الحقيقة، وعندما وصلنا رفض الساحر دخولنا سوى الشخص الشاكي فقط، وعندما خرج الشاكي الذي جاء للساحر لمعرفة من قام بسرقة أثاثات منزله، سألته عن الجاني فقال إنه فلان بن فلان أحد الأشخاص الذي كان يشك فيه هذا المواطن.
ويضيف: المربع قبل أن يبدأ بعملية التربيع سأل الشاكي أولا عن الأشخاص الذين تثور الشكوك حولهم، بعدها يقوم بإخراج كوب زجاجي فيه ماء، حيث ينظر الشاكي إلى الماء التي يظهر فيها مرتكب الجريمة ويكون أحد الأشخاص المشكوك فيهم وهو يقوم بالسرقة وإلى أين ذهب بالمسروقات".
ويستطرد: عدنا إلى القرية والتقينا ذلك الشخص الذي يعرف عنه الناس أنه لايمكن أن يقوم بمثل هذا العمل، وعندما التقيته سألته على انفراد عن الحقيقة كونه صديق حميم لي فأبدى استغرابه الشديد، وهدد بمقاضاة ذلك الشاكي في حال شوه سمعته.
ويؤكد قادري أن المربع تسبب في خلق مشاكل كثيرة بين هذين الشخصين لتتضح المسألة بعد سنتين أن أحد أبناء الشاكي هو من قام بتلك السرقة، وبعدها تم حل الإشكال بطريقة التراضي والتهجير - حسب العرف القبلي.
أسحار وتمائم
وتنتشر في أوساط كثير من المجتمعات اليمنية الأسحار والتمائم لغرض العلاج أو ما يسمى سحر محبة وسحر كره.
وبحسب مواطنين في محافظة إب فإن كثير ممن يدعون أنهم يعالجون بالقرآن الكريم يستخدمون تمائم، تحت مسمى رقيا شرعية، ومن هذه التمائم ما يسمى تمائم إبعاد الجن ويسمى "الحرز" تكتب فيه بعض الكلمات الغير مفهومة وآيات قرآنية يتم إحاطتها بغشاء قماشي وإرفاقها للشخص الذي يتعرض للجن حسب معتقداتهم.
ويتحدث مواطن يدعى علي المعيني في 65 من عمره من محافظة صنعاء عن قصة شخصية حدثت له - بتأكيده - تتلخص في أنه عندما ذهب للزواج من فتاة كان يحبها كثيرا، وعندما جاء للخطبة رفضت رفضا شديدا، وحينها نصحه أحد أبناء منطقته بالذهاب إلى ما أسماه بالسيد، حيث قام ذلك السيد بكتابة ورقة قام بوضعها في جدار منزل الفتاة، وبالفعل عندما جاء مرة أخرى لخطبتها إذا بها موافقة.
وتنتشر في مدن عديدة من اليمن ما يسمى بـ "العراف" بشكل واضح أمام الناس، وخصوصا في مدينة باجل التابعة لمحافظة الحديدة، حيث يتخذ العراف غالبا مكانا وسط الشارع أمام المارة، ويجلس محاطا بأنواع البخور بالإضافة إلى وعاء خشبي فيه عدد من الأعواد يدعي العراف أن معلومات ذلك الشخص فيها.
والغريب في الأمر أنك عندما تأتي ذلك الشخص يفاجئك بإسمك وبمعلومات شخصية عنك - بحسب مواطنين.
هذا العراف متخصص في التوقعات المستقبلية التي قد يتعرض لها الشخص، وغالبا ما يواجه هذه الأسئلة من قبل من يأتوه.
وبحسب المواطن بندر أحمد - محاسب - فإنه أتى أحد العرافين وعمره 14 عاما، وسأله عن حياته المستقبلية، فقال له: إنه سيتزوج فتاة من خارج قريته لا يعرفها من قبل وأن الفتاة التي يحبها ستتزوج من آخر خارج قريتها، وأنه سيتزوج ثلاث نساء في حياته.
وعن ما تحقق يقول بندر: بالفعل أنا تزوجت امرأة من خارج محافظتي فأنا من منطقة حراز محافظة صنعاء، وتزوجت من محافظة ريمة، ولي من زوجتي ولدين.
لكنه قال: إنه لا يؤمن بمثل هذه الخرافات، مضيفا: "كذب المنجمون وإن صدفوا" حتى وإن تحققت بعض من الأشياء فهي مجرد خرافات.
وتنتشر حاليا في كثير من المدن الرئيسية ما تسمى محلات العلاج بالقرآن الكريم، وبقدر ما تواجه هذه المحال كثير من الانتقادات لاستخدام أساليب أقرب إلى أساليب السحر والشعوذة، يرى فيها كثير أنها لاتخالف المعتقدات الدينية.
لكن الشابة "ف - ع" تحكي لـ "كل الوطن" أساليب قالت إنها خارجة عن الدين وأشبه بالكفر مارسها معها أحد المعالجين بالقرآن الكريم.
وبحسب الشابة التي قالت إنها وقعت ضحية لهذا المعالج، فإن المعالج طلب منها لعلاجها أن تعتقد أولا اعتقادا كليا أن العلاج على يديه، وإلا لا داعي أن تستمر في جلسات العلاج.
وترى هذه الفتاة أن "الاعتقاد بأن ذلك الشخص هو الذي سيشفيها كفر بحد ذاته، لأن لامشافي إلا الله، وهو ليس إلا سببا في نزول الشفاء".
وتضيف: "أصبت بنوع من الهستيريا جراء سوء التغذية والإنفراد حسب الدكتور النفساني الذي كان سببا في شفائي بعد الله، هذه الهستيريا دفعتني للهذيان، ونظرا لجهل أهلي والمجتمع أيضا قاموا بنقلي إلى معالج بالقرآن الكريم مشهور كثيرا يدعى عبد الكريم سرار، حيث ادعى أن جنيا تلبس بي، وكان يعرضني لجلسات ضرب شديدة جدا على أساس أنه يضرب هذا الجني، وأذكر أنني كنت أصيح بشدة وأقول (مافيني جني أنت كذاب) لكنه كان يضربني بشدة في أرجلي، ويقول (أنت تكذب أيها الجني هيا اخرج منها)، واستمرت الجلسات لديه عشرة أيام".
وتستطرد: "عدت إلى البيت وكان أهلي كلما عادت الهستيريا إلي يقومون بضربي كثيرا، لكنهم ذهبوا بي إلى عرافة قالوا إنها جيدة، وعندما ذهبنا إليها نصحتنا بالذهاب إلى المستشفى، وقالت إنني لا أعاني من المس وإنما من سوء التغذية وهو ما اتضح من خلال الفحوصات الطبية بالفعل".
بالصدفة
ومن محاسن الصدف أثناء الإعداد لهذه المادة أن جلست مع شخص كان يسعى لتعلم السحر، أعرفه من قبل وزرته للاطمئنان عليه.
الشخص الذي طلب عدم ذكر اسمه، أدلف أثناء حديثنا إلى قصة تعلُّمه للسحر، قائلا: حاولت أن أتعلم السحر لكني تعبت وما استطعت أن أوفي بالشروط المطلوبة.
ويضيف: اشتريت كتاب في عام 1989م يدعى شمس المعارف على الطريقة اليونانية بـ100 ريال أي ما يعادل 20 دولار تلك الأيام، وبدأت بقراءته وكنت جادا في تعلم السحر لكنني لم أستطيع تنفيذ الشروط".
وعن الشروط يؤكد أن "الكتاب يفرض على الشخص الذي يريد تعلم السحر والشعوذة مراحل، كي يبقى الشخص ساحرا، تتمثل المرحلة الأولى في الاختلاء عن الناس لمدة أربعين يوم يتم خلالها ذكر الله وأداء الصلاة وقراءة القرآن، ويشترط أن لاتقام الصلاة في مواعيدها، ومنها مثلا صلاة الفجر فهو يشترط أن تقام وقت شروق الشمس تماما".
واستطرد: "أنا اختليت عن الناس لمدة ثلاثين يوما دون أن يعرف أحد حتى زوجتي أين ذهبت، حيث لم أستطيع المواصلة لأنني لم أطيق ذلك"، مشيرا إلى أن الكتاب يشترط جمع مواد خاصة لكتابة الأسحار لا يمكن الحصول عليها إلا بصعوبة، ومنها الكتابة بمداد يكون مخلوط فيه الزعفران، وأن تكون الكتابة بعود معطر بعطر خاص.
وأضاف: "حينما كنت أريد أن أتعلم السحر دخلت في مشاكل مع زوجتي وشعرت بكراهيتي لها تماما وطردتها إلى بيت والدها، وعندما ذهبت إلى عراف في محافظة البيضاء لمعرفة مشكلتي مع زوجتي فنصحني هذا العراف بترك الكتاب يقصد "شمس المعارف"، فقلت له أنا عندي كتب كثيرة، فقال لي "لا تكثر الكلام إبعد الكتاب عنك وأمورك شاتسبر".
وواصل: "عدت إلى البيت وقمت ببيع الكتاب لشخص كان يريد أن يتعلم السحر، وبعدها بالفعل عاد حبي لزوجتي".
وتحدث عن قصة قيامه بالذهاب إلى ساحر يهودي بمحافظة عمران وهو معروف لدى كثير من اليمنيين، ويدعى (يحيى يعيش)، قائلا: "إبن عمي حدثت له مشكلة مع زوجته التي أنجب منها ثمانية أولاد، وبسبب المشكلة عادت زوجته إلى بيت أبيها رافضة العودة إلى منزل الزوج تماما، فنصحته بالذهاب إلى الساحر يحيى يعيش، وذهبنا يوم السبت والتقينا الساحر إلا أنه طلب منا العودة يوم الثلاثاء كونه يوم خاص بهذه القضايا".
ويضيف: "عدنا يوم الثلاثاء إلى الساحر، وحينها قام بضيافتنا وأكرمنا كثيرا، وبعد أن شرحنا له القضية، طلب منا اليمين على أن أن المرأة المقصودة هي الزوجة وليست أخرى، لأنه يرفض أن يعمل أسحار لغير المتزوجين لأن ذلك يكسبه إثما حسب مايقول".
وواصل حديثه: أدّينا اليمين، وبعدها كتب لنا السحر بحروف غير عربية وغير مفهومة، وعندما سألناه قال: هذه بالعبرية ما تفهموها أنتم.
وعن طريقة استخدامها قال: "اليهودي قال لنا أن نوضع الورقة على حزام الخصر، ويظهر الزوج على الزوجة حتى من مكان بعيد، وعندما تنظر إليه ستأتيه مباشرة".
وواصل: "عدنا إلى صنعاء وقام إبن عمي بعمل المطلوب، وبالفعل لم يأتي بعد ساعة واحدة إلا وهي تطرق باب بيت زوجها بكل سهولة ويسر".
الأسباب
وحول أسباب انتشار الشعوذة تقول سعاد القدسي رئيسة ملتقى المرأة إلى عدم الثقة في الطب فبالتالي يلجأ الناس إلى الشعوذة، وتجاهل خطباء المساجد والواعظين لما ينتشر من جهل ديني بالتعاليم الإسلامية، إضافة إلى الأمية التي تجتاح شريحة واسعة من النساء وخاصة في الأرياف .
وأضافت أن 305 آلاف دجال ومشعوذ من الرجال والنساء يقدر وجودهم في مختلف الدول العربية، بينما ينفق العالم العربي ما يقارب خمسة مليارات دولار سنويا على الشعوذة، منهم 70 في المئة من النساء حسب دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر.
ويرى الكاتب الصحفي أحمد غراب بأن للسحر والشعوذة وجود قديم وبارز في اليمن وذلك لارتباطه الشديد بالتراث الفكري اليمني.
ويؤكد أن في مقدمة أسباب تردد بعض اليمنيين على السحر والسحرة هو ما يسمى بـ"الربط" وهو وسواس خفي يصيب الرجال في مقتبل حياتهم الزوجية، ويعمل له رجال اليمن ألف حساب عند إقدامهم على الزواج، لأنه يسبب الخرس الجنسي حيث لا يقوى الرجل على مباشرة زوجته بشكل طبيعي.
ويشير إلى أن ذهاب النساء تردد النساء على السحرة والمشعوذين سببه الرئيسي يكون لربط القلب بالحبيب أو لزرع الكراهية والكيد بين نساء الرجل الواحد حيث تذهب كل واحدة منهن إلى المشعوذ طلبا وتقربا للتفريق بين زوجها وزوجاتها الأخريات غيرة وطمعا في الحصول على ما يزيد من محبة زوجها لها وكراهيته لبقية زوجاته.
من جهته يرى مصطفى عبدالرحيم - خطيب وإمام جامع - أن الأمية هي السبب الرئيسي في استمرار ذهاب الناس إلى المشعوذين والسحرة، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة ما زالت تنتشر في المجتمعات الأكثر أمية وتختفي من المدن الحضرية ربما بشكل كلي.
وقال: إن التعليم بقدر الانتشار الذي تحقق في العديد من المناطق اليمنية إلا أن تدهور الوضع الصحي والمعيشي للناس دفع الكثير بجهل إلى اللجوء إلى السحرة والمشعوذين، خلافا لتعاليم الدين الإسلامية، ولحقيقة هذا الدين الذي جاء للقضاء على الخرافة، وحارب السحرة والمشعوذين، وفرض عقوبات شديدة على من يمارسون هذه المهن، كما وردت فيها أحاديث شددت من حرمتها، ومنها "من أتى من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد".
وأكد على الدور الأبرز الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام وخصوصا الرسمية في التوعية بخطورة اللجوء إلى المشعوذين والسحرة، داعيا إياها إلى الاهتمام بقضايا المجتمع اليمني بدلا من تعميق أوجاع الناس وجراحهم من خلال تسليط الإعلام ضد أبناء المجتمع وخلق الإنشقاقات بينهم.
ويؤكد "كذب المنجمون وإن صدفوا"، مضيفا: هذه حقيقة أكدها عدد من العلماء، مشيرا إلى ما يسمى بالتربيع، وقال: إن السحرة يستخدمون الشياطين والجن كما هو معروف، وبالتالي فعندما يأتي إليه شخص يريد منه أن يكشف له مرتكب واقعة محددة فإن شياطين ذلك الشخص ينقلون لشياطين الساحر أسماء المشكوك بهم من قبل ذلك الشخص، لا أكثر مؤكدا أن سحرة أدلوا بهذه المعلومات وبالتالي فإن كثير ممن ذهبوا إلى ما يسمى بالمربعين
--------------------------------------------------------
الجزائر
تجربة ميدانية لمراسل (كل الوطن) لكشف حقيقة المشعوذين
انس يتقمصون دور الجا ن والمهم ما يباع داخل العيادة المنزلية
من يدخل لابد ان يشترى
العرب ينفقون 10ملايير دولار سنويا على السحر والشعوذة
المجتمع مهيئ لتقبل هذه الممارسات
الدكتور "العو" يطالب بتحكيم العقل ويدعو لصد من يتاجر في اعراض الناس
طبيبة واستاذ جامعي عند العرافين
تستشري في المجتمعات العربية ظاهرة السحر والشعوذة والدجل وقراءة الفنجان والكف وغيرها من وسائل كثيرة يحتال بها البعض على الكثيرين من البسطاء الذين يتربصون باي بارقة امل تنير لهم الدرب وتزيل عنهم الكرب ووتريحهم من الهم والغم وخاصة المرأة التي تلجأ في كثير من امورها الحياتية الى الدجل والسحر بحثا عن حلول لمشكلات راسخة في العقول او مرض استعصى عن الطب رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد.
كما ان الظروف الاجتماعية بالمنطقة العربية التي تتميز بتفشي الفقر وانتشار البطالة و ارتفاع نسبة العنوسة وانتشار الامراض البئية وتخلف الطب جعلت المجتمعات مهيأة لتقبل انتشار المشعوذين والسحرة كالطفيليات في المجتمعات العربية التي تفيد الدراسة انها تنفق سنويا نحو 10مليار دولار عن هذه الممارسات فيما ينفق المصريون لوحدهم 10مليار جنيه سنويا.
.فلماذا يلجأ المسلمون الى هؤلاء الدجالين والمشعوذين ؟ وماذا يستعمل هؤلاء المشعوذون والدجالون ؟ وما دور وسائل الإعلام في تفشي هذه المظاهر التي تعيد الأمة إلى عصر الانحطاط عوض أن تقوم بدورها في تنوير الرأي العام ونشر المعلومة والترفيه بما يخدم ذوق المشاهد المتنوع.
للخوض في هذا الموضوع فكرت في منهجية عملية لمشاهدة حالة على الأقل ومعايشتها دون كشف الهوية لان الإعلاميين ممنوعون بمساكن أو أوكار هؤلاء السحرة لتكون الانطلاقة من واقع ملموس عسى نصل إلى نتيجة تصب في خدمة المتابع العربي وتزيد من قناعاته بعدم جدوى هؤلاء الذين يبيعون الوهم الذي يفقد العقل فعلا .
في بيت الكاهن والأميرة زينب
اتفقت مع صديق لي أن يأخذني إلى بيت اكبر عراف بالمدينة والذي يقصده الكثير من الجزائريين والتونسيين لطلب الاستشفاء بعد أن حددت معه طبيعة المرض المفترض عندي وهو عدم التوفيق في الزواج بعد ثلاث حالات خطوبة تفسخ في أخر لحظة لأسباب مجهولة ومفاجئة فأخذني صديقي إلى بيت العراف الذي يقع وسط حي راق بالمدينة وانتابني نوع من القلق خوفا من أي هفوة قد تكشف أمرنا كحالة ضحك وغيرها ، استقبلنا العراف عند الباب بعد أن هتف له صديقي وتوسط مع أخر ليحدد لنا معه موعد عاجل بعد أن تحججت بالسفر رحب بنا وأدخلنا غرفة
مرعبة صراحة منارة بالشموع و بها مقاعد جلدية وجلد غنم وسرير ...قصصت عليه علتي فاستمع إليها وهو يردد تمتمات لاافهمها واحضر كاس ماء قرأ فيه قرآنا وطلب مني أن اشرب شربت منه وقال سأحضر لك الأميرة زينب وهي من عالم الجن حسبه لتطرح عليك الوصفة التي يجب أن تتبعها وستوفق بإذن الله -دون أن يعلم صاحبنا أني متزوج ولي ابناء أيضا
ساد القاعة صمت إلى أن حضرت الأميرة كما يسميها بصوتها الملائكي الرقيق الناعم وكلمتنا من نافذة الغرفة التي تطل على غرفة مجاورة بالمسكن فاقتنعت أنها إنسية ومن عالمنا طلبت بداية أن احضر حالا تفاح وزبادي أو ياغورت (من مشتقات الحليت) كما نسميه نحن بالمنطقة المغرب العربي فذهب صديقي إلى محل قريب واحضر ما طلبت بسرعة ثم طرحت علي جملة من الأسئلة كالاسم
والسن والمهنة وعدد مرات الخطوبة واسم الأبوين وبعض الأصدقاء والصديقات وماذا أحب وما اكره وطلبت مني القيام ببعض الحركات فنفذت ثم طرحت وصفة بها عسل وبعض الحشائش وأعطتني كيس تمنه 2000دج أي مايعادل 40دولار وقالت لي تشفى بإذن الله وتتزوج قبل نهاية شهر عيد الفطر القادم ثم اختفت الأميرة زينب وطلب زوجها الكاهن الذي تأكدت انه زوجها فيما بعد أجرة الفحص ب2000دج أخرى وخرجنا من عنده إلى المقهى وكان أمام الباب عدد أخر من المنتظرين شراء الوهم ويأملون أن تحضر الأميرة بسرعة إليهم.
مظاهر من وسائل السحرة ظفر نملة ولحية الديك وبيضة مكسورة والبقية تأتي
بعد هذه التجربة العملية التي تفضح دون شك أباطيل هؤلاء الكذابين اتصلت بالعديد ممن يقصدون أمثال هؤلاء وغيره ف(م.أ)متزوجة منذ28سنة غير سعيدة مع زوجها لجأت إلى احد العرافين طلب منها إحضار بخور ولحم ميت وطائر فأحضرت وقال لها أن حماتها لاتريدها فتصرفت على هذا الأساس ثم اكتشفت الحقيقة فيما بعد أن زوجها تزوج عليها ولا ذنب لحماتها في قصتها .
أستاذ جامعي وطبيبة عند عراف
(منى ا) طبيبة فشلت في تحقيق حلمها وهي أن تكون أمّا ...تقول استمر زواجي عدة سنوات دون إنجاب فخشيت أن يتزوج عني لهذا قررت أن ألجا لأحد الشيوخ فطلب مني أن احضر بعض الأشياء ومنها اظفر نملة لحية ديك وقماشه لونها ازرق وقرا عليها بعض التعاويذ والكلمات غير المفهومة ووعدني أني أنجب طفلا خلال شهور ولكن مرت الشهور وعامين منذ ذلك الحين ولم يتحقق شيء.
(سعاد ن) امرأة مصلية تعرف حدود الله تقول أنها تؤمن بهؤلاء السحرة وتلجأ لهم وتلبي مطالبهم وتقول أنها يوم زفافها تعرضت لاهانة من زوجها دون سبب واستمر يهينها لأكثر من عام فاصطحبتها صديقتها إلى إحدى المشعوذات ودخلت عليها كما تقول ففوجئت أنها تسمي لها أمها وأباها وأفراد أسرتها فاقتنعت بحديثها كما تضيف وقالت لي أن أم زوجي عملت لها عمل بمساعدة احد الدجالين وهو موجود أسفل سرير بالغرفة وعندما عدت إلى البيت وجدت فعلا لفافة بداخلها بعض التعويذات والكلمات السحرية التي ترددها تلك السيدة -إن لم تكن هي ذاتها صاحبة العمل بالتواطؤ مع صديقتها - وعندما أحرقت تلك الورقة عادت حياتي كما هي .
وقال الأستاذ الجامعي (م) :لجأت إلى ذلك عندما رأيت ابنتي غير سعيدة في حياتها الزوجية خاصة أن زوجها يروي أنها تغيرت كثيرا عن قبل الزواج فانعزلت عنه لليال عديدة لهذا لجأت إلى بعض المعالجين بالرقية الذي قرأ عليها بعض الآيات ونصحها بتلاوة القرآن فعادت تدريجيا الى حياتها الطبيعية.
لماذا اللجوء للدجالين والمشعوذين
اغلب من يلجأ لهؤلاء المشعوذين هم أولئك الذين يعجزون عن إيجاد تفسير علمي لحالاتهم النفسية أو الاجتماعية أو الصحية ويقف الطب أمامها حائرا في العلاج فهم يعتبرون أن الدجل هو الطريق الأسهل والأكثر نجاعة لحل هذه المشكلات ولعل من المظاهر التي عايشتها شخصيا ما ادعته أسرة أن النار تندلع فجأة في غرفة الملابس وعموم المسكن واستنجدت بالدرك الوطني والسلطات المحلية ثم طلبة الرقية وتبين بعد التحقيق الميداني أن غرض هذه العائلة هو الحصول على سكن من الدولة لان منزلهم جبسي ومع ذلك اتصلت بالعديد من علماء الاجتماع الذين يرون إن الدجل والشعوذة موجودة منذ القدم ومنتشرة في كثير من الدول والمجتمعات لكنها ترتكز في المجتمعات التي تتفاقم بها المشكلات دون وجود حلول جذرية ومنطقية فالأستاذ بشير ونيسي وهو باحث اجتماعي قال إن لافرق بين الرجل والمرأة في حالات
الاستنجاد بالدجالين ولكن المرأة اسبق دائما وهي صاحبة الخطوة الاولى لان كثير من المشكلات تخصها أكثر وإنها أكثر حساسية من الرجل كمشكلة الإنجاب والعنوسة ومعاملة الزوج والحماة وغيرها وتوفيق بناتها مع رأي الدين واضح في هذه المسائل ولا يحتاج إلى اجتهاد فالأمر محرم بنص من الحديث الشريف كون السحرة والمشعوذين يستعملون الغيبيات وهي من اختصاص الله سبحانه وتعالى.
ويرى الأستاذ أن بعض وسائل الإعلام لعبت دورا سلبيا في هذا الموضوع فساعدت عن انتشار هذه المظاهر التي تعكس درجة التخلف في المجتمع على غرار نشر بعض الصحف لحادثة وجود شعرة في مصحف إبان حرب الخليج الأولى وهي دلالة حسب الصحيفة على انتصار صدام على الأمريكان فالعديد ركض لفتح المصاحف ووجد بعضهم الشعرة التي سقطت بالتأكيد من رأسه أثناء فتح المصحف فاقتنع أن شعرة في مصحف ستنصر صدام ولم ييأس إلا بعد تنفيذ حكم الإعدام في الرجل فاقتنع أن الشعرة مجرد وهم .
وللخرافة مكان في نفوس المواطن العربي
الخرافة لاتختلف كثيرا عن الشعوذة او السحر فهي اعتقاد بشيء مادي انه ينفع ويضر من دون الله ومن ابرز الأمثلة على ذلك أن احد الطلبة أوصته أمه أن يأخذ معه كتيب اسمه ناصري مؤمني لقاعة الامتحان ويجد إجابات لكل الأسئلة فتقاعس الطالب عن المراجعة واتكل على الكتيب ووقف عاجزا عن الإجابات وبقي ينظر إلى ما يحمله الكتيب عساه ينطق بإجابة فلا حياة لمن تنادي أما آخرون فيؤمنون أن بعض الكتيبات وتسمى بالمنطقة المغاربية الأحراز تقيهم من المخالفات المرورية وتحميهم من الحوادث وكذا ظاهرة ما يسمى عندنا بالتابعة واغلب من يؤمن بهذه ناس معقدون في حياتهم اليومية ومفادها أن الشخص لما يقدم طلب يرافقه أخر بطلب مماثل صدفة فيتشاءم من طلبه ويرفضه كما يعتقد آخرون بملاقاة أول شخص او ركوب أول شخص في سيارته ويعتمد على التصرف الذي يليه ويبني عنه أحكاما دائمة ويرى الأستاذ حسن ش أن هذه الاعتقادات وهمية تنم عن ضعف في تكوين الشخصية للفرد .
وسائل الإعلام و أعمال الشعوذة والخرافة
أكدت دراسة المركز القومي للبحوث أن المصريين ينفقون سنويا 10مليار جنيه على الدجل والشعوذة والأدوية الشعبية ، وأشارت دراسة أخرى أن العرب ينفقون سنويا ما يعادل عشرة مليار دولار على طلب الفضائيات مع أن الدراسات العلمية أثبتت خطورة الأدوية العشبية التي تعلن عنها وسائل الإعلام ويربطها المعلنون بالرسول ص او بالدين الإسلامي تلاعبا بمشاعر المرضى الباحثين عن الشفاء .
ويعد التليفزيون من الأجهزة الإعلامية الثقيلة التي لها تأثير كبير في المجتمعات وهو ما يبدو أن هؤلاء تفطنوا له وراحوا يطلقون القنوات التي تدعوا للشعوذة والسحر على غرار قناة "كنوز" و"شهرزاد" والحقيقة التي تقدم كل شيء إلا الحقيقة التي تحملها شعارا فكثير من الجزائريين رفعوا دعاوى قضائية ضد هذه المحطة التي تتلاعب بصحتهم ويرى المختصون في شؤون الإعلام انه ينبغي على مواجهة هذه الحملة بحملة مناهضة مماثلة على المحطات المعتدلة وذات المصداقية والتوجهات الإسلامية .
فالدكتور سليم العو المفكر الإسلامي المعروف يقول إن انتشار وسائل العلاج البدائية التي تعتمد على الخرافة يعني أن الأمة العربية والإسلامية مهددة بالعودة إلى الوراء إلى العصور المظلمة حيث كانت الشعوذة والخرافة هي الطابع الغالب في البحث عن العلاج والدواء فمثلما دفعت الأمة في تلك العصور ثمنا غاليا فالأمة الإسلامية مهددة اليوم بدفع الثمن نفسه.
والدين الإسلامي اظهر قيم العلم والعلماء ونجح في فتح صفحة جديدة وناصعة البياض في أفاق الطب وعالج الإسلام مفهوم الصحة على أنها تكامل بين الصحة النفسية والاجتماعية والجسمية وليست مجرد الخلو من المرض ولهذا حرص الإسلام على ضرورة التماس الدواء وليس التعلق بالخرافة مثل العلاج بالعسل او الحبة السوداء او حبة البركة وغيرها حتى وان جاءت فيها أحاديث شريفة إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد أنها مواد لها دورها الوقائي وليس العلاجي أي تعاطيها قبل الإصابة وليس بعد أي أن يصاب الإنسان بالايدز ويهرول خلف من يخدعونه بان هناك نوع من العسل يشفي منه او السرطان فهذا تدمير للنفس وقد استغل النصابون الأحاديث الشريفة للترويج لبضاعتهم على وتر حاجة الناس للعلاج.
الدكتور العوا يشير إلى أن الإسلام ضد الخرافة في مسألة علاج الأسقام ونشر ثقافة الطب الشعبي عبر الفضائيات محاولة لتخريب عقول الأمة والواقع أن بيع الوهم عبر وسائل الإعلام يمثل استغلالا لانتشار الأمراض المستعصية وأصبح ظاهرة تستلزم البحث والدراسة مشيرا إلى غياب الوازع الديني والجهل بحقائق الدين له دور كبير فيما يحدث فالمسلم القوي يكون صاحب تفكير منطقي لا يصدق هذه الخزعبلات ويجب أن تتظافر الجهود لصد على من يتاجر في مصائب الناس وإعراضهم ، إذا ماعلمنا أن اغلب المترددات على المشعوذين وقعن ضحية للاستغلال الجنسي من طرف هؤلاء وأروقة المحاكم في كل الدول العربية تكشف ذلك.
ويروي الداعية عبد الصبور شاهين قصة الدكتور الذي شاهد إعلانا تليفزيونيا عن خليط أعشاب تشفي من السرطان فاقتنى الأعشاب المطلوبة وفحصها في احد المراكز الطبية المتخصصة ليتفاجأ أنها خليط من البرسيم مع بعض المواد الكيميائية وعن معالجة ثقافة الخرافة يرى الدكتور انه يتم بتوسيع دائرة المعرفة وإصلاح مناهج التفكير .