الخجل عند الشباب
الخجل مشكلة يواجهها كثير من الشباب، قد تقف حاجزا أمام تحقيق أهدافهم ، فماهو الخجل ؟ وهل له علاقة بالحياء ؟ الخجل هو الانطواء والانكفاء على الذات والعزلة الاجتماعية ، وهو مقترن بالخوف من مواجهة الناس لاسيما الأشخاص أصحاب المكانة العالية في المجتمع لأن الخجول يحس أنه أقل منهم شأنا ودرجه فنظرته إلى ذاته متدنية ، وهنا تكون المشكلة لأن الشاب الخجول ، لايستطيع أن يصل إلى مراده بسهوله لأن هناك حاجزا معنويا يحول بينه وبين تحقيق أهدافه ،أما الحياء فهو محمود وصفة محببة في الإنسان على النقيض من الخجل، قال أبو تمام :
فلا والله مافي العيش خير ### ولا الدنيا إذا ذهب الحيـاء
يعيش المرء ما ستحيا بخير ## ويبقى العود مابقي اللحاء.
أسباب الخجــــــل
1-التربية المتعسفه القائمة على التحقير والسخرية من الولد وعدم ترك الحرية له للتعبير عن ذاته .
2- عدم وجود جو أسري متفاهم تسوده الديمقراطية والتشاور والحوار.
3- حل مشاكل الأسرة بالتصلب والتسلط وعدم احترام الرأي الآخر.
4- وجود إعاقة لدى الشاب تنعكس آثارها السلبية على نفسيته وتدفعه إلى الشعور بنقصه أمام الآخرين.
5-النقد الدائم للشاب أمام زملائه وأصدقائه ، يجعله يشعر بالنقص والدونية.
6-التقليد عند الطفل: عادة الطفل يتعلم ممن حوله السلوك سواء كان هذا السلوك جيدا أو رديئا، لذا فإن سلوك الخجل سلوك متعلم من البيئة المحيطه بالشاب..
العــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاج
تستخدم المدرسة السلوكية مع الشاب الخجول فنية وتكنيك يسمى ( التحصين التدريجي) وعادة التحصين التدريجي يستخدم مع الإنسان الخائف بتعريضه لما يخاف منه بالتدريج بعد استخدام فنية أخرى هي فنية الاسترخاء لازالة التوتر والقلق كما يمكن استخدام هذه الفنية لعلاج حالات الخجل لدى الإنسان وذلك بتدريبه وتعويده بالتدريج على المواجهة، والمرشدون الطلابيون في المدارس يستخدمون النشاط المدرسي لدمج الطلاب الخجولين في أنشطة تستدعي المواجهة مثل تحكيم كرة القدم وإلقاء كلمة في الإذاعة المدرسية وفي طابور الصباح وتنظيم حفلات مدرسية يتعود فيها الطالب على حسن الإلقاء والمواجهة الجماهرية ، وعقد حلقات للنقاش والمحاورة التي يستطيع من خلالها الطالب الخجول الإدلاء برأيه والدفاع عن فكرته وزرع الثقة في نفسه ، كما أن المرشد يعمل على ترشيح الطالب ليكون عريفا للفصل أو يوحي لزملاء فصله بترشيحه ليكون عريفا للفصل ليتعود على المواجهة والأخذ والعطاء مع زملائه ، مما يزيل عنه سمة الخجل.
المشكلة التى لاحظتها على كثير من الطلاب عدم وجود روح المبادأة بمعنى أن الطالب لايمكن أن يفعل شيئا إلا إذا أمرته به ، أعتقد أن هذه الصفة موجودة عنده منذ نشأته الأولى، فهو في أسرته مخدوم في كل أمور حياتة ، فهو يأكل ويشرب وينام ، ولم يدرب منذ صغره على أن يفكر ماذا يمكن أن يفعل اقرأوا معي هذه المحاورة التي تمت مع طفل صغير ووالده تظهر فيها روح المبادأة وكيف كان الأب يدرب ابنه عليها منذا الصغر؟.
الطفل : أبي.
الأب : نعم ماذا تريد يابني؟
الطفل : مارأيك يا أبي أن نشتري هدية لأختي مريم بمناسة خطوبتها؟
الأب : فكرة رائعة يابني.
الطفل : إذن فلنبادر ونذهب أنا وأنت للسوق ونشتري هذه الهدية.
الأب : حسنا .ولكن لاتخبرها بهاحتى تكون مفاجأة لها ، عندما تقدمها لها .
الطفل أمرك ياوالدي ، (يذهب الوالد وابنه لسوق الذهب ويترك ابنه الصغير ذو العشر سنوات يختار هدية لأخته بنفسه ويفاصل البائع حول قيمة الهدية ووالده يشاهده ولا يتدخل ومن ثم يدفع الوالد قيمة الهدية ، ويقوم الطفل بتغليفها ويكتب عليها ( أختي الحبيبة هذا أقل ما يمكن تقديمه لك )ومن ثم ويذهب مسرعا لأخته ويقدمها لها فتحتضنه وتقبله وهي في غاية الفرح والسرور.
هل تعتقدون أن طفلا مثل هذا يعامل بمثل هذه المعاملة الرائعة من قبل أسرته أن يصيبه الخجل أو الانكسار من مواجهة الناس ؟، هل ربى هذا الوالد روح المبادأة لدى طفلة ؟، أم استخدم معه أسلوب القمع والتحقير الذي يخلق منه أنسانا جبانا ذليلا يخاف ويخجل من ظله ، هؤلاء أبناؤنا إذا أحسنا تربيتهم قطفنا أجود الثمر وإذا أسانا تربيتهم فلن نقطف إلا أردأ الثمار ، والله الموفق.