يعاني البعض في هذا العالم الممتد الحدود طولا وعرضا من ازدواجية الشخصية حيث يتيه الانسان في غمرة انشغاله بالحياة وهمومها ودهاليزها وتعرجاتها المختلفة ويصبح بشخصيتين متناقضتين تماما في احيان كثيرة دون ان يدري ويعيش بشخصية هنا وشخصية هناك .. والشخصية المزدوجة كما يشير الدكتور مصطفى فهمي استاذ علم النفس الاكلينيكي حالة من الحالات المرضية تظهر وتتطور كرد فعل لما يشعر به المريض من قلق ويعتبر ازدواج الشخصية وسيلة يعتدي بها الفرد على نفسه لا شعوريا عندما يسجن شخصيته الاولى ويمنعها من الاستمتاع جزاء سلوكها بالحياة وازدواج الشخصية يعتبر وسيلة هروبية كما انه يجعل المريض مركز عناية فهو وسيلة لجذب انتباه الغير اليه والاعراض الهستيرية في ازدواج الشخصية تستعمل كوسيلة لعزل المريض عن عالم الحقيقة حيث انها تجعل ردود افعال المريض لا تتلاءم نسبيا مع ردود الاخرين ولا تخضع لمعايير محددة . وتعتبر ازدواجية الشخصية من الحالات القليلة في الطب النفسي، وهي ليست وهما او خيالا ، وإنما هي اضطراب نفسي حقيقي، حيث يظهر الفرد بأكثر من شخصية، (اثنتان أو أكثر)، ويحدث الانتقال من شخصية لأخرى عند وجود ضغط نفسي اجتماعي شديد،ومشاكل ارقت الفرد واستولت على تفكيره وحياته وسيطرت على اركان جسمه واضحى اسير الاوهام والقلق والتوتر والغضب مما يؤثر على تكوين شخصيته ويتم الانتقال فجأة احيانا خلال ثوان او دقائق الى شخصية اخرى قد تكون متناقضة تماما مع الشخصية الحقيقية ، كأن يتحول الإنسان الخجول فجأة إلى شخص آخر جريء لا يتورع عن القيام بأي عمل اخر. او ان تتحول الفتاه الوادعة اللطيفة الى اعصار هائج لا يتوقف.. ونتيجة لتلك الازدواجية والتعدديه يعيش هؤلاء الاشخاص في صراع دائم مما يسبب لهم القلق النفسي والتوتر العصبي الذي قد يتفاقم ويؤدي الى حالة مختلة تساهم في الأكتئاب النفسي والوسواس القهري وهي اكثر الامراض النفسيه وخصوصا في المجتمعات الغربية .. ان هناك الكثير من الاسباب التي تعمل على اضطراب وازدواجية الشخصية وفي الغالب هناك وجود تاريخي لإيذاء جسدي أو نفسي خاصة في الطفولة عند الفرد ، وتظهر الازدواجية نتيجة التعرض لظروف أو ضغوط نفسية أو مسؤوليات فوق احتمال الفرد، فيكون الحل بالازدواجية، والسبب قد يكون معروفا للمريض، أو قد يحتاج لمن يساعده في معرفته، ولكن هو تفاعل ناتج عن عدم التكيف مع الواقع، والهروب من التجربة المؤلمة... ومشاكل استعصت على الانسان وتأزمت وحالت دون ان يتكيف مع نفسه ..فضاع في ازمة مالية خانقة او زواج متعثر اصابه او ضغوط اجتماعية اثرت عليه وفشل في احتواء ذلك..كما ان الكبت الزائد يعمل على ازدواجية الشخصية فيحدث الصراع الداخلي وتهتز الشخصية لا شعوريا وتصبح شخصية مغايرة.. ان الحياة بكل مؤثراتها وزوابعها وتحدياتها والامها ومشاكلها المختلفة تعصف بالانسان في احايين كثيرة وتؤثر على سلوكه وتحرفه عن مساره الانساني السليم وتعيق تقدمه نحو الحياة الفضلى واذا غاب الصديق الحسن وغابت التربية وغاب الوازع الديني وفقدت الثقافة وسلك الانسان سلوكا غير حضاري واندثر في الانحراف فان شخصيته تذوب وتصبح معرضة لاي خطر داهم ..خاصة ونحن نعيش حالة من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية .. ومن اجل ذلك فان التربية الصالحة ولجوء الانسان الى ربه في كل الاوقات والتوكل على الله والعمل الصالح والتخطيط الناجح للحياة .. والصدق مع الذات والتصالح مع النفس والانفتاح على الاخر والتسامح والبعد عن الانانية والتاقلم مع الواقع ومواجهة الحياة بكل ظروفها وعدم الانسحاب من قضاياها المتعددة كل ذلك يساهم مساهمة فاعلة في الصحة النفسية السليمة للانسان ويبعد الانسان عن مخاطر كثيرة وعن ازدواجية الشخصية التي ان استفحلت فلا بد من حلها عند طبيب نفسي وعقاقير وادوية لها اول وليس لها اخر حسب حالة المريض.. وعلى الاهل ان يكونوا خير معين لابنائهم في مواجهة تحديات الحياة واحتوائهم ومعاملتهم المعاملة الحسنة وتعليمهم التفكير الايجابي والتطلع الى الامام بكل ثقة واقتدار واشغال اوقاتهم بكل نافع ومفيد حتى يمضون في دروب الحياة بنفسية وثابة وشخصية سليمة مهما واجهتهم ظروف الحياة وتحدياتها المختلفة..
KLIM
موضوع: رد: ازدواجية الشخصية :الهروب المر ..! 9/12/2010, 00:01
كل الشكر على ادراج الموضوع اسعدني التواجد هنا
theredrose
موضوع: رد: ازدواجية الشخصية :الهروب المر ..! 22/3/2011, 16:47
موضوع: ازدواجية الشخصية :الهروب المر ..! 
8/12/2010, 05:38
