امنح عقلك فرصة لنشدان التغيير

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نرغب في تغيير حياتنا للافضل , أوالخلاص من عادات سلوكية تؤرقنا بصورة يومية , فنعرض شكوانا وغالبا ما نتلقى نصائح من آخرين أو زملاء في العمل عنوانها «غير حياتك»..!
وننتظر شيئا يأتي من خارج انفسنا ليغيرنا , غير مدركين ان قرار التغيير هو نابع من ذاتنا , وكي نصل الى تغيير تصرفاتنا وسلوكياتنا وطريقتنا في التعامل مع الحياة , لا بد لنا ان نصنع تحولات جذرية في أعماقنا.
ويقول الاستاذ مراد الحبايبة -مدرب تنمية بشرية واسرية , ومحاضر متطوع في عمادة شؤون الطلبة في الجامعة الاردنية- «ان الانسان بداخله احتياج فطري لتحقيق التغيير نحو الافضل , فالتغير هو الانتقال او التحول من حالة واقعية الى حالة منشودة , لذا لابد من التفكير في مختلف الجوانب في حياتنا , التي نشعر حيالها بضرورة اجراء بعض التغيير والتعديل , وهذا سيجعلنا نكتشف اننا بذلك سنحقق مكاسب كبيرة على المستوى الشخصي والنفسي والاجتماعي.
ويجد عمر حينا (30 عاما) بأن « الشعور بالرضى عن النفس شئ جميل , ولكنه يزداد جمالا بالارتقاء للافضل , لذا يجب على الانسان ان يسعى لتحسين وضعه من جميع النواحي (روحانيا , اخلاقيا, ماديا , علميا , ونفسيا) , وان يقف مع ذاته لاتخاذ قرارات التغيير بشجاعة , حيث ان مكاشفة الذات تتيح فرصة للتعرف على الاخطاء ونقاط الضعف , وتدفعه للتطور نحو الافضل «.
اما دارين القيسي (طالبة جامعية) فتشير الى انه « اذا كان الشخص جادا في تغيير طباعه وعاداته وافكاره وسلوكه فليكن شعاره « ما ضعف بدن عما قويت عليه النية» , أي ان عزمك على فعل شئ او تركه هو القوة الدافعة والمحركة , وبما انني طالبة جامعية اسعى لاستغلال قدراتي الذهنية والثقافية والعلمية لاصل للتفوق , واقوم بالتجديد الدائم والاستفادة من رؤية الاخرين ونصائحهم , والرغبة الدائمة في الانجاز والعطاء , لأن المرحلة الجامعية هي مرحلة تأثر وتأثير , وتعلم وتفاعل وتطور دائم «.
و يرى الاستاذ الحبايبة بأن للتغير شروطا تدفع الشخص للامام والتي منها , وجود المعتقدات والقناعات بأهمية الحالة الجديدة , ووجود الرغبة الملحة والعاطفة القوية للتحول نحو السلوك الجديد ,وان نبرمج أنفسنا ايجابيا و نستشعر التغيير الخارجي و نتعايش مع الظروف و نطوعها لصالحنا ,والطموح في تحقيق الأهداف الكبيرة, وامتلاك قدر كبير من الثقة بالنفس, والقدرة على تنمية قدرات الشخصية وتطويرها.
وتبين ريهام عقل (معلمة في احدى المدارس) ان كثيرا من الاشخاص يتعاملون مع الامور بتكرار الروتين ويحلمون بالتغيير ولكنهم يقومون بنفس الامور فكيف يتوقعون نتائج مختلفة ؟
اما عن دورها كمعلمة في التغيير فتقول «التغيير لا يتأتى الا باطلاع المعلم والمعلمة على احدث الاساليب التربوية في الارشاد ووسائل التدريس,ودراسة مراحل النمو للطالب ومعرفة خصائص كل مرحلة ليصبح المعلم متمكنا من ادواته ومعارفه ففي عصر المعلوماتية ان لم يقرأ ويتابع المعلم كل ما هو جديد وحديث فلن يغير شيئا . ولعل من اهم المعوقات والعوامل التي تقف في طريق تغييرنا لانفسنا كما يوضحها الاستاذ الحبايبة هي الخوف والقلق من ان يحدث امر ما في المستقبل قد يكون مخالفا للواقع ,حيث ان التغيير يحتاج لوقت طويل لكي تظهر نتائجه مما يفقدنا الحماس لاستكمال مسيرة التغيير, على اعتبار ان ما نعرفه أفضل مما لا نعرفه , ورسوخ القناعات السلبية التي نحملها في داخلنا ، و التي تأخذ صورة التأكيد واليقين بعدم الإمكانية من إحداث أي تقدم أوتغيير فينا ، أو فيمن حولنا, وصعوبة تغيير العادات السلبية .
ويروي معاذ حمد (37 عاما) قصته مؤكدا « ان التغيير يبدأ بالاعتراف بوجود مشكلة وأدركت -متأخرا للاسف - ان لدي بعض الصفات والطباع السلبية التي تؤثر على مجرى حياتي , بعد فشل زواجي للمرة الثانية , فقد كنت مصرا على عدم التغيير, مما ادى الى فشلي مرتين في الزواج , ولكنني اليوم اعي تماما اهمية تغيير نفسي من الداخل وصولا الى حالة الاستقرار والتوازن في حياتي».
وينصح الاستاذ مراد الحبايبة الاشخاص المهتمين في تغيير انفسهم وحياتهم للافضل , بأن يبدأوا من النفس , فالعزيمة والالتزام والارادة سر النجاح , وأن يضعوا قائمة بالتغييرات التي يرغبون بإحداثها , وان يقرءوا تجارب الاخرين ممن قرروا ونجحوا ويلتفتوا الى مالديهم من قدرات, لتوظيفها في احداث التغيير .
للمزيد من مواضيعي

امنح عقلك فرصة لنشدان التغيير