عمليات ربط المعدة: آخر الدواء الكيّ
يرفض الدكتور زياد الرّاسي، اختصاصي أمراض المعدة في مستشفى الروم، تسمية جميع العمليات الجراحية التي يجريها للبدناء «عمليات ربط المعدة»؛ لأن هذه العمليات تأخذ أشكالاً مختلفة: عملية «الحلقة»، وعملية تصغير المعدة، أو تصغيرها مع تحويل مجراها، توضع جميعها في خانة «عمليات البدانة». وقد حدد المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة الأميركية (NIH)، عام 1991، المعايير التي يمكن على أثرها إجراء مثل هذه العمليات. إذا زاد مؤشر البدانة (BMI) عن 40، أو إذا كان يتراوح بين 35 و40 وكان المريض يعاني ضغط دم مرتفعاً أو السكري أو كوليسترول وتريغليسيريد أو شخيراً أو وجعاً في المفاصل أو ارتداداً معوياً، تصبح العملية مجدية، ويكون خطرها أقل من عدمه. يرى الراسي أن أكثر العمليات فاعلية هي عملية تحويل مجرى المعدة، وتتراوح نسبة نجاحها على المدى البعيد بين85 و90%، بينما تنقص نحو 35% من إجمالي الوزن. عملية تصغير المعدة تنجح بنسبة 60ـــــ70% وتنقص 27% من الوزن، أما عملية الحلقة، فهي الأقل فاعلية حيث تصل نسبة نجاحها إلى 50% وتزيل 22% من الوزن. وعلى من يودّ الخضوع لعمليات من هذا النوع أن يكون بالغاً، ولا يعاني أمراضاً مزمنة تحول دون إجرائها. كذلك، يجب التحقق من أن زيادة الوزن في حالة من يود الخضوع للعملية ليست ناجمة عن اضطرابات نفسية أو تغيّر في الهورمونات. بعد العملية، يخسر الجسم أكبر نسبة من الوزن خلال الأشهر الستة الأولى، وتستمر بعدها لسنتين، لكن بوتيرة أقل. على المريض أن يتبع نظاماً غذائياً معيناً بعد العملية يرتكز على السوائل في أول أسبوعين، ومن ثم على الطعام المطحون لمدة عشرة أيام، إلى أن يعاود المريض بعد انقضاء أربعة أسابيع تقريباً الأكل بطريقة شبه طبيعية، لكن على أساس حمية غذائية يحددها الطبيب. عادةً، لا يقدم الطبيب على إجراء أي من هذه العمليات إلا بعد التأكد من أن المريض حاول إنقاص وزنه، ولو مرّة واحدة، لدى طبيب أو اختصاصي تغذية، وبمساعدة المتتمات الغذائية أيضاً؛ «ليكون آخر الدواء الكي».
«لهذه العمليات آثار جانبية بالطبع، كما في أي عملية جراحية عادية»، يقول الراسي. ومن بينها، على المدى البعيد، عقدة المصران، ونقص في الحديد، وفقر في الدم، وغيرها. عملية الحلقة هي الأقل خطورة من بين الأنواع الثلاثة، ولا تتعدى نسبة الخطورة في كل العمليات 0.5%. فبحسب الراسي، من بين كل 200 شخص، يمكن أن تسجل حالة وفاة واحدة، وذلك إما لخطأ طبي أو لأسباب ناتجة من مضاعفات صحية. ويفضل الراسي عدم إجراء العملية أكثر من مرة، لأن احتمال الفشل يزيد مع التكرار، وتزيد نسبة الخطورة من أربع إلى خمس مرات.