أسماك الزبيدي
يعرف اسم الزبيدي العلمي بـ pampus argenteus ويكتب بالاحرف اللاتينية المائلة للدلالة على انه اسم النوع، ويتكون من شقين: الاول الجنس pampus، والثاني النوع argenteus، والشخص الذي اختار لها هذا الاسم هو العالم السويدي B.A. Euphrasen في عام 1788.
وبحسب التصنيف العلمي لعائلة الزبيديات Stromateidae التي تتميز بوجود حويصلة او قانصة في المري لطحن الطعام تقع بعد البلعوم مباشرة، فإن هناك ثلاثة اجناس رئيسية تحت هذه العائلة هي:
peperilus وstromateus وpamous التي تم وصفها ودراسة انتشارها بشكل واسع عام 1967، وينتشر افراد هذه العائلة في جميع بحار العالم، عدا المحيط المتجمد الشمالي والمحيط المتجمد الجنوبي وبحر البارنتس Barents sea وبحر البلطيق والبحر الاسود، وقد تم تصنيف اربعة انواع فقط تحت الجنس pampus لكن هناك عدة انواع تحت الجنسين الآخرين، والانواع التي تحمل نفس اسم الجنس pampus او البامينوس، وتعني باللغة البرتغhلية اللامع او الفضي، هي:
(pampus chinensis (Euphrasen 1788
(pampus echinogaster (Basilewsky 1855
(pampus argenteus (Euphrasen 1788
(pampus cinereus (Bloch 1793
وهذه الانواع الاربعة متشابهة الى حد ما لكنها مختلفة قليلا في اجزاء من جسمها وزعانفها وفي شكل الرأس.
معهد الكويت للابحاث العلمية تطرق لاسماك الزبيدي في دراسة تتناول حياتها وتجارب استزراعها في المياه الكويتية وانتشارها وانواعها وغيرها من المعلومات يوضحها د. سليمان المطر من خلال هذه الاسطر.
تعيش الانواع الاربعة التي تنتمي الى الجنس pampus او بعضها في المنطقة الشمالية من المحيط الهندي وغرب شمال المحيط الهادي الممتدة من الخليج العربي حتى اليابان شرقا مرورا بالبحار والخلجان حول القارة الهندية وجنوب شرق آسيا والفلبين، وشمالا الى بحار الصين وحول كوريا، لكن انتشارها خلال هذه البحار مرتبط بالسواحل القريبة من مصبات او دلتا الانهار، ولا وجود لهذه الانواع في البحر الاحمر، ولم يعثر في الخليج العربي الا على نوع واحد هو الزبيدي pampus argenteus، ولا يوجد اثر لوجود الانواع الثلاثة الاخرى، وعلى الرغم من ان جنس pampus ينتشر في شمال المحيط الهندي وغرب شمال المحيط الهادي فإن الاجناس الاخرى التي تنتمي للعائلة نفسها تنتشر في مناطق مختلفة من العالم.
وصف الزبيدي
تم وصف الزبيدي بالدراسة التي اجريت عام 1974، ويتميز الزبيدي عن معظم الاسماك الاخرى بأن جسمه عريض وعديم الزعنفة الحوضية (البطنية)، وعظمة الفك ثابتة، ويلتحم غطاء الخيشوم مع البرزخ (القطعة البطنية التي تفصل بين ردهتي الخياشيم)، والجسم مسطح، ويبلغ عرض السمكة نحو 60% من طول الجسم (من دون الذيل)، والزعنفة الظهرية متصلة يتقدمها نحو خمس اشواك صغيرة وتكون مغمورة في الاسماك الكبيرة.
وقال: يلاحظ انتشار الزبيدي في مناطق المياه الدافئة من شمال المحيط الهندي وغرب شمال المحيط الهادي التي تمتد من الخليج العربي حتى جنوب غرب اليابان، كما يلاحظ عدم انتشار الزبيدي حول استراليا، ولا يوجد في البحر الاحمر او خليج عدن.
واضاف المطر: القشور صغيرة جدا ودائرية الشكل وتتساقط بسهولة وتنتشر في كل انحاء الجسم وعلى قواعد جميع الزعانف، وفتحتا المنخار كبيرتان، الفتحة الامامية مستديرة والخلفية على شكل شق طولي. اما الفم فهو صغير الحجم وينحني للاسفل. وتتميز العظام بأنها لينة ولكنها متعظمة، وعدد فقرات العمود الفقري تبلغ 41 فقرة.
اما لون الجسم ابيض فضي، ولون الزعانف مائل للصفار ذو اطراف سوداء خاصة في الاسماك البالغة، والرأس لونه داكن قليلا مقارنة بالجسم، اما الحلق فهو داكن من الداخل ويميل للسواد.
والاسنان الامامية زغبية صغيرة ومخروطية الشكل تقع على عظمة ما قبل الفك وعددها نحو 40 سنا لكل جهة وطولها نحو 200 ميكرون، ويحتوي الفك (الحنك) على مصفوفة من الاسنان الزغبية الصغيرة طولها بين 100 الى 200 ميكرون وعددها بين 75 و95 على كل فك اعلى من الذكور، كما سوف يتم شرحه فيما بعد، فيمكن القول بشكل عام ان اسماك الزبيدي التي تزيد احجامها عن 26 سم اناث.
وتوجد عدة اسنان صغيرة لينة على سطح البلعوم من الداخل، وينتهي البلعوم بكيس غليظ الجوانب يسمى القانصة شكله بيضاوي ولونه اسود ويتصل بالامعاء. وتعمل القانصة على تخزين الطعام وطحنه وخاصة الكائنات القشرية، وتحتوي القانصة من الداخل على زوائد قصيرة تشبه الاسنان عددها نحو 100 وحجمها بين 100 و500 ميكرون. وتتكور الاحشاء بداخل تجويف البطن في الجهة الامامية للجسم، والمعدة عبارة عن كيس، والامعاء طويلة ومتعرجة الى نحو 6 او 7 انحناءات. والزوائد المعوية byloric caeca متشعبة، وعددها نحو 500، وتغطي المعدة والامعاء. اما الكبد فلونه احمر فاتح ويتكون من جزأين الايمن والايسر بالنسبة للمعدة، والجزء الايسر اكبر من الايمن. ويقع القلب خلف الخياشيم، ويصعب رؤية الطحال كونه يقع تحت الكبد. وتشاهد المثانة الهوائية بقرب القانصة، اما الكلية فهي كبيرة نسبيا ولونها احمر داكن وتقع في الجهة العليا من تجويف البطن ويتكون الجهاز التناسلي (المناسل، المبيض او الخصية) من شقين، الايمن والايسر، ويقع في نهاية تجويف البطن على شكل (<)، والشقان مرتبطان عند نهايتهما من جهة البطن بقناة واحدة متصلة بفتحة الشرج. وشكل المناسل عند الزبيدي يختلف عنه عن معظم الاسماك العظمية التي يكون شكلها عادة طويلا وتقع تحت الكلية، ولكن بسببتجويف احشاء الزبيدي المحدود فإن الزعانف كبيرة نسبياً وقوية ولونها أحمر بسبب زيادة الشعيرات الدموية التي تصل لهذه العضلات، مما يعطيها قوة ويضمن الاستمرارية في انقباضها وانبساطها. وتقطع سمكة الزبيدي في سباحتها نحو 150 مترا في الدقيقة، ويمكنها ان تنطلق كالسهم لمسافة عدة أمتار اذا أحست بخطر وذلك باستخدام ذيلها مع ثني زعنفتها الصدرية إلى صدرها.
التغذية
ويقول المطر: يتم معرفة طبيعة طعام الأسماك البحرية عن طريق فحص مكونات المعدة لعينات كثيرة من الأسماك، وذلك خلال فترة لا تقل عن السنة، حيث إن نوعية طعام السمكة قد تتغير من موسم إلى آخر، وذلك بناءً على مدى وفرة الطعام المناسب، وتنقسم الأسماك بحسب نمط تغذيتها إلى ثلاثة أقسام رئيسية: أسماك تتغذى على الاعشاب، وأسماك تتغذى على الكائنات البحرية الدقيقة، وأسماك آكلة للكائنات الحيوانية.
وقد بينت الدراسات التي اجرتها جامعة الكويت عام 1999 ان غذاء الزبيدي يحتوي على نحو 39% من القشريات مثل مجدافيات الارجل ويرقاتها. ويأتي في المرتبة الثانية طحالب دقيقة تمثل نحو 21% من نسبة الغذاء للزبيدي، وتكون القشريات الصغيرة من غير مجدافيات الارجل مثل يرقات النو barnacle والسهميات Chaetognaths نحو 16% وتمثل يرقات القواقع
(شارك في البحث والدراسة كل من د. سليمان المطر وتوفيق صالح بو رزق وعلي فهد الباز وعبد الرحمن يوسف).
موسم التكاثر وأوقاته
تتختار الأسماك أوقات معينة من اليوم لوضع البيض، فبعض الأنواع تضع بيضها في ساعات الفجر الأولى قبل طلوع الشمس، وأنواع منها تبيض بعد غروب الشمس وتستمر حتى منتصف الليل، وأخرى تبيض في ساعات الصباح. كما تختار بعض أنواع الأسماك أياماً معينة للتكاثر، فالزبيدي مثلا يتكاثر في أيام وأوقات محددة خلال موسم التكاثر الذي يمتد من شهر مايو حتى أكتوبر في المياه الكويتية، وتختار أسماك الزبيدي خلال موسم التكاثر الأيام الأولى من الشهر العربي أو منتصفه، وذلك عندما تكون تيارات المد والجزر شديدة، فتيارات الماء تكون في أشدها خلال فترتين في الشهر العربي، وذلك عندما يكون القمر هلالا أو عندما يكون بدرا، وتسمى في الكويت أيام الحمل، وتختار أسماك الزبيدي أوقات الحمل خلال فترة جزر الماء لتكاثرها، حيث تقترب الاناث والذكور من الساحل وتضع الانثى البيض في أوقات محددة جدا بين الساعة الثالثة عصرا والسابعة مساء، وذلك قبل غروب الشمس، حيث تقوم انثى الزبيدي بقذف جزء من بيوضها في الماء، وتقوم الذكور الموجودة حول الانثى بقذف الحيوانات المنوية ايضاً في الماء، ويبدأ بعدها التلقيح.
والعلاقة بين تكاثر الأسماك وحالة القمر ليست حكرا على الزبيدي ولكن تمت مشاهدتها في العديد من أنواع الاسماك في بحار العالم، وكمثال فإن في جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الاميركية تنزاح آلاف من اسماك الكرنيون grunion الى الشاطئ في حالة المد عندما يكون القمر بدرا لتضع البيض على سيف الشاطئ بداخل الرمل ثم تموت.
ويعتقد أن سبب وضع البيض خلال فترة شدة تيار البحر يساعد على انتشار واسع للبيوض، مما يسهم بشكل أكبر حصول اليرقات على غذائها وبالتالي زيادة نسبة بقائها، وتزيد شدة التيار كذلك من عكارة الماء في المناطق الطينية مما قد يسهم في حماية الزبيدي أو صغاره من الاسماك والكائنات الاخرى المفترسة. كما أن شدة الهواء تزيد من حجم الأمواج وبالتالي تزيد من عكارة الماء، وقد وجد ان عدد الإناث البياضة يزداد في منطقة التكاثر عندما يكون الهواء شماليا والبحر معتدلا الى عالي الموج.