طوال السنوات الاخيرة شهدت بيت لحم العديد من الاجتياحات التي دمرت معظم المرافق السياحية الموجودة فيها، فيما دمر القصف الاسرائيلي قبل الاجتياح الاخير، عددا كبيرا من منازل المواطنين حتى باتت بيت لحم شبه مدمرة وآثار سلاسل الدبابات مزروعة على شوارعها، وعلى اطرافها كل ما هو مدمر من مخلفات الاحتلال.
الا ان مدينة بيت لحم عادت -وبعد فترة ليست طويلة - ولملمت جراحها وزرعت شوارعها بالورود بدل الرصاص، وبنت ما قام بهدمه الاحتلال الاسرائيلي، واستبدلت مظاهر الدمار بمشاهد الجمال، وعادت الحياة اليها شيئا فشيئا. وكان قصر المؤتمرات الذي بني على ارض بلدة ارطاس بجانب برك سليمان احد الابنية الشامخة التي دمرت الآلة العسكرية الاسرائيلية جزءً منها فيما اضحت برك سليمان التاريخية فارغة بسبب جفافها وما تبقى منها فهو قليل من االحجارة المهدمة بجانب القلعة القديمة التي هجرت منذ زمن طويل.
وقصر المؤتمرات هذا تم تشييده في بداية العام 2000 حيث اتخذ قرار انشاء المشروع استجابة لمبادرة من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العام 1999 لاستضافة المنتدى الاقتصادي في مدينة بيت لحم عام 2000 ، وهو استثمار مشترك مع صندوق الاستثمار الفلسطيني. وعند دخولك الى موقع القصر تستطيع ان تشاهد موقفا واسعا للسيارات، ومدخلا كبيرا يأخذك الى ملامح قصر ملكي حقيقي، فيما الورود بأنواعها تزين خارج القصر من جميع النواحي. ويتألف هذا القصر من مسرح يتسع ل 1600 شخص وكذلك صالة متعددة الاغراض تتسع لـ 500 شخص وقاعتي محاضرات تتسع كل منها لـ150 شخصا، حيث انه سيتم في هذه القاعات استضافة مؤتمرات عالمية، محاضرات ورش عمل، وعروض مسرحية، عروض باليه، سينما، بالاضافة الى حفلات الزفاف.
ويقول الدكتور فؤاد البرغوثي -من الشركة المالكة لمشروع قصر المؤتمرات -وهي شركة اتحاد المقاولين العالمية، ان هذا المشروع هو تطوير لمنطقة برك سليمان التي ستشهد في المستقبل القريب بناء فندق سياحي، مشيرا الى عملات ترميم جارية حاليا للقلعة المجاروة للبرك لتحويلها لمطعم بعد أن كانت مهجورة. واضاف د.البرغوثي انه تم بناء مركز الحرف الذي يضم عددا كبيرا من المحال الحرفية التي ستستخدم فقط لتشجيع اصحاب الحرف لبيع منتجاتهم في هذا المركز مثل خشب الزيتون، الصدف والتطريز وغيرها.
وأوضح د.البرغوثي ايضا ان قصر المؤتمرات- الذي توقع ان يتم افتتاحه في غضون عام- مميز جدا على مستوى الشرق الاوسط حيث انه سيكون بالإمكان استضافة مؤتمرات عالمية منوها الى انه كان من المفروض العام الماضي استضافة مؤتمر دافوس الاقتصادي لكن الاوضاع السياسية حالت دون ذلك. واضاف ان قاعة المؤتمرات او "القصر" هي اكبر قاعة على مستوى الشرق الاوسط وان انشاءها يأتي بهدف تفعيل السياحة في منطقة ارطاس التي باتت السياحة فيها معدومة بعد تجفيف البرك وبعد العدوان الاسرائيلي الذي دمر العديد من المناطق فيها. واعرب عن أمله
في ان تنعكس آثار بناء هذا الصرح ايجابيا على الوضع الاقتصادي في الاراضي الفلسطينية وان يكون هناك مؤتمرات عالمية وعربية تعقد في فلسطين.
وتجدر الاشارة الى ان شركة CCC -شركة اتحاد المقاولين فرع فلسطين- ساهمت بتطوير القطاع السياحي في فلسطين بشكل كبير وملموس حيث تقوم في هذه المرحلة بمشروع تطوير منتجع برك سليمان الذي سيضم فندقا كبيرا يأتي مكملا لمشروع قصر المؤتمرات. وتمتلك الشركة 81% من مشروع المنتجع الذي يشمل اعادة ترميم قلعة مراد الاثرية وبناء مركز للحرفيين ومطاعم ذات قدرة استيعابية تصل لعدة مئات من الزبائن، ومتحف، بالاضافة الى تنظيف واعادة تأهيل برك سليمان الثلاثة التي يعود تاريخها الى العهد الروماني.
يضاف الى ذلك كله ما تقوم به الشركة في فلسطين من اعمال بهدف تطوير السياحة ومن ضمنها: مشروع بيت لحم 2000، تصميم وبناء برنامج المصادر المائية ( المرحلة الاولى) في الضفة الغربية، اسكان تل الصفا في رام الله، مدينة الشيخ زايد (المرحلة الاولى) في غزة، المشاركة في بناء مركز بلازا العربي للتسويق في رام الله، اسكان للسلطة الوطنية الفلسطينية، شركة توليد كهرباء غزة، مركز حسيب صباغ لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة العربية الاميركية في جنين، مركز سعيد خوري لتكنولوجيا المعلومات وجامعة بوليتكنك الخليل، برنامج تدريب المقاولين والمهندسين الفلسطينيين.
هذا ومن المتوقع ان يسهم مشروع قصر المؤتمرات والمشاريع التي حوله في منطقة برك سليمان في اعادة السياحة الى مدينة بيت لحم بشكل عام والى بلدة ارطاس الواقعة على بعد 4 كم جنوب غرب المدينة بشكل خاص، حيث ان موقع برك سليمان يمتاز -بالاضافة الى وجود ثلاث برك تاريخية ضخمة- بوجود عدد من عيون وينابيع الماء الجميلة ومنها عين صالح، وعين قناة، وايضا قنوات رومانية قديمة، الى جانب غابة حرجية تضم عددا كبيرا من أشجار السرو، الصنوبر، والزعرور وغيرها.
موضوع: قصرالمؤتمرات في بيت لحم اول قصر يدشن بمواصفات عالمية 
5/12/2010, 06:30
