الرياضة أفضل من الأدوية لعلاج الاكتئاب النفسي
أحد التمارين الرياضية
يحاول أخصائي الطب النفسي الأمريكي "جاسبر شميت" تطوير نظام جديد للعلاج النفسي الخاص بمكافحة الاكتئاب، من خلاله تجنب الآثار الجانبية للأدوية العادية التي تؤدي إلى تبدلات في الوزن وأنماط النوم، وذلك بأسلوب التركيز على الرياضة البدنية فحسب، للتغلب على المرض الذي يصيب مئات ملايين الأشخاص حول العالم.
وقال شميت الذي يعمل من عيادته في دالاس، إنه يعتمد على بيانات سبق وظهرت في دراسة أجرتها جامعة "ديوك" عام 1999، أكدت خلالها أن المكتئبين الذين انضموا لبرنامج تمارين تحسنوا بنفس مقدار المرضى الذين تناولوا عقار "زولوفت" الذي تبلغ مبيعاته السنوية ثلاثة مليارات دولار.
وذكر شميت أن الأبحاث التي يجريها لا تؤكد قدرة التمارين الرياضية بمفردها على معالجة الاكتئاب الراهن فحسب، بل يمكن أن يكون لها دور أساسي في عدم عودته مستقبلاً.
وأضاف شميت: "منذ أن بدأت في دخول هذا المعترك والذهول يزداد لديّ حيال عدم وجود علماء يدرسون هذه النتائج بجدية - وفقاً لما نقلته عنه مجلة "تايم".
وتشير الأبحاث إلى أن التمارين تدفع الدماغ إلى القيام بنفس العمل الذي تقوم أقراص الدماء، فبعد أسابيع من التمارين المنتظمة تظهر في الجسم تبدلات جينية معينة تؤدي إلى ارتفاع إفراز الدماغ لمادة "غالانين" التي ثبت أن لها الدور الأساسي في الحد من التوتر العصبي.
كما تؤكد الاختبارات التي جرت على الفئران أن الرياضة تخفف من وطأة الصدمات العصبية الناتجة عن التعرض لأمور غير معتادة، فقد تمكنت الفئران التي خضعت لبرنامج رياضي من التعامل بهدوء مع ظروف صعبة مثل الوقوع المفاجئ في مياه شديدة البرودة.
ويقول شميت إن الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة متواصلة في اليوم تحسن الشعور النفسي وترفع المعنويات بشكل كبير، مضيفاً أنه لاحظ تزايد رضا الناس عن أدائهم كلما تزايدت سرعة دقات قلوبهم.