بحث: النعاس أشد خطراً من تأثير الكحول أثناء القيادة
برلين: كشف بحث جديد عن أن النعاس خلف عجلة القيادة قد يكون سبباً لوقوع حوادث أخطر من القيادة تحت تأثير المشروبات الكحولية حيث تقل قدرة قائدي السيارات على البقاء متيقظين.
وقد تكون القيادة دون صحبة عبر الطرق الطويلة أو الطرق السريعة، قاتلة ما لم تعط نفسك فترات الاستراحة الضرورية، حيث يزيد الشعور بالملل الشديد للبقاء خلف عجلة القيادة، لمسافات طويلة على طول الطريق من مخاطر فقدان الانتباه والشعور بالنعاس.
وتوضح الدراسات أن سرعة ردود أفعال السائقين قد تتراجع بنسبة 50% بعد أربع ساعات من القيادة المتصلة، وهو ما يعادل قيادة شخص تحت تأثير الكحول.
وكشفت الدراسة التي أجرتها مؤسسة "ايه يه ايه" الأمريكية للسلامة المرورية أن حادثاً واحداً على الأقل من بين كل ستة حوادث سير ترجع لنعاس السائق خلف عجلة القيادة.
ويقول بيتر كيسنجر الرئيس التنفيذي للمؤسسة "يجب أن يكون الناس واضحين مع أنفسهم.. وان يكونوا على دراية بالأعراض وإدراك لمخاطر القيادة حال الشعور بالنعاس".
وكان الاستطلاع أجرى في وقت سابق هذا العام استناداً لبيانات حوادث السير عن الفترة 1999 - 2008 في الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه خلصت شركة "مرسيدس بنز" الألمانية بعد مقارنة عدة دراسات إلى أنه يمكن إرجاع 25% من حوادث السير الخطيرة للنعاس أثناء القيادة.
وقد استجابت شركات إنتاج السيارات للموقف، بتقديم نظم لمساعدة قائدي السيارات لتقليل احتمالات وقوع حوادث، فطرحت كاميرات تراقب جفون سائقي السيارات ونظم المساعدة في تحديد المواقع على الطرق.
وتحذر مثل تلك النظم القائد بواسطة إصدار أزيز مرتفع أو اهتزاز في عجلة القيادة، أو حتى بواسطة صوت يخبره أن يتوقف ليستريح. وزودت مرسيدس كل سياراتها من الفئتين "إي" و" إس" بأجهزة تحذير تعمل بشكل مختلف مقارنة بمعظم النظم المتاحة حالياً.
وتراقب أنظمة المساعدة على الانتباه سلوك قائد السيارة، وعند بداية كل رحلة يقوم النظام بتكوين ملف إفتراضي بمواصفات أداء قائد السيارة، بعدها يقوم وبصورة مستمرة بمقارنته ببيانات أجهزة الاستشعار الخاصة بحركات عجلة القيادة وسرعات القيادة أثناء الرحلة.
وينطوي هذا الشكل الدائم من أشكال المراقبة على أهمية قصوي لتتبع وكشف الانتقال التدريجي من اليقظة للنعاس، بحسب المهندسين الذين طوروا هذا النظام.
وبمجرد أن يلتقط النظام تغييراً في سلوك قائد السيارة، يتم تحذير السائق بإشارة صوتية مسموعة وتعليمات تظهر على شاشة أجهزة القياس "مساعدة تحذيرية.. توقف". ولكن لأن عدد السيارات التي تحوي مثل هذه الأنظمة المتقدمة، محدود للغاية، فالأمر في النهاية يرجع لقائد السيارة نفسه كي يتخذ الاحتياطات اللازمة.