اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
theredrose

theredrose



القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء  Empty
مُساهمةموضوع: القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء    القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء  Icon-new-badge1/12/2010, 18:27

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



كان المكان ينتصب كراية لا تنحني، والزمن ينفتح على حراك لا مثيل له، وكأن اللحظة الفاصلة تتربص بالمنطقة الممتدة من حواف الصحراء وحتى أطراف الجروف المنحدرة صوب الصدع العظيم، ولعل بصيرا الناهضة من عمق الحدث التاريخي، وقد ضمت أرضها أحداثاً دينية وعسكرية غيرت فيما بعد وجه المنطقة إلى الأبد، فتحور الاسم مع توالي الأيام من بصرى إلى بصيرا، لكن المكان يحتفظ دوماً بأسراره، والغنيمة لمن ينبش الخوابي، ويستكشف الخوافي، لذا كانت الجبال وما جاورها سجلاً لحراك القبائل والعشائر، وغالباً ما يدفع البحث عن الكلأ والماء هذه العشائر للرحيل من منطقة والاستقرار في منطقة أخرى، وفي بعض الأحيان يكون البحث عن الأمن من جهة، ولم الشمل من جهة أخرى تكون عوامل أضافية للهجرات.
جبل شيحان مطرز بالمضارب، والبيوت المفتوحة على الترحاب، في غمرة تحركات جيش الثورة العربية الكبرى، ووصول صدى المعارك الطاحنة إلى جنوب الأردن، في تلك اللحظة الحاسمة من تاريخ الأمة ولد الشيخ ضامن الحمايدة عام 1917م، في منطقة (فقوع) المتربعة على ربوة من سفوح شيحان الأشم، حيث المدى ينفتح على البادية الشرقية بكل نبلها وصفاء سريرتها، وعلى الغرب المسيّج بالصدوع والأودية، في حين تنفرد قرى بني حميدة على اتساع الربوات والسفوح، فلقد كان للمكان وللتاريخ لقائهما المفصلي، فالهية المهيبة تؤسس للثورة الكبرى، فلم تكن ولادة الشيخ ضامن بن نايف بن متروك بن سالم بن مصلح البصراوية الحمايدة، صدىً لصيحات النشامى من رجال هبة الكرك قبل سنوات قليلة، عندما قاد منصور بن طريف مع قدر المجالي ووجهاء المنطقة المواجهة الكبرى مع عسكر الدولة العثمانية، في مرحلة التتريك العنصرية، رافعين راية العزة ولواء الشهادة أمام طوابير الجيش التركي، الذي لم يرحم لا صغيراً ولا كبيراً، كان بمقدور الطفل الوليد أن يلملم أطراف الحكاية الحارة من أفواه الشعراء، ومن ضحكات أبناء الشهداء.
هذه بيئة الشيخ الأولى، زمن مضمخ بالبطولة، ومكان تجحفلت فيه خيل المواجهة والرفض، وصهوات جياد متحفزات للغارة القادمة، فشب على الفروسية والزعامة، فلقد نزحت عشيرته من منطقة بصيرا في الطفيلة، منتصف القرن الثامن العشر إلى فقوع الشيحانية، متتبعين بذلك خطى أبناء عمومتهم من بني حميدة، ولم تتوفر في تلك المضارب حينها، مدارس لتعليم أبناء هذه البلدات، فالتحق ضامن الحمايدة بالكتاب ليتعلم مبادئ القراءة والكتابة، والحساب وحفظ سور من القرآن الكريم، والكتاب يقوم عليه في العادة شيخ الدين أو الإمام، لكن المدرسة الحقيقية التي تواظب على الانتساب لها، هي مدرسة الحياة، فهو ابن زعيم العشيرة، نهل من هذا المورد الكثير، فالمضافات و(الشق) هي مصادر علم ومعرفة، هنا التعلم بالتجربة والخبرة وحسن الاستماع والتدبر، لذا كان بالفعل ابن الحياة، تعلم منها على نفسه.(بحث لناصر المعايطة)
تسلم الشيخ ضامن الحمايدة زعامة العشيرة في عمر مبكرة نسبياً، لم يتجاوز عمره حينها الثامنة عشر من عمره، وقد كان والده شيخاً للعشيرة خلال فترة أقامتها في البادية السورية أبان الحكم العثماني، نهاية القرن الثامن عشر، كما هي حال العشائر بالترحال في فترة ما قبل الاستقرار فكان واحداً من شيوخ شمال الكرك، وقد امتاز بذكاء حاد، وبعد نظر، فهو صاحب شخصية فذة، وسمات جاذبة وبنية جسدية قوية، مما ساعده في تعزيز مكانة عشيرته (البصراوية) بين عشائر بني حميدة وعشائر الكرك، وقد جلبت له سمعته الطيبة، وحسن معشره وخدمته للناس المكانة المرموقة، والاحترام الذي حفظ له طيب ذكره إلى اليوم، فلم يرد يوماً صاحب حاجة، ولم يتوانى عن نصرة مظلوم، فلم يختلف على حبه اثنان، ولم ينكر كرمه وطيب خلقه كل من عامله أو قصد مضافته.
لم يكن دور الشيخ ضامن مقتصراً على عشيرته، فلقد كان واسع المعارف، مبادراً في أخذ دوره الاجتماعي والوطني، في الكرك ومحيطها، فلقد كان من بين وجهاء الكرك الفاعلين على المستويات كافة، كما أنه ومنذ نعومة أظفاره واكب تأسيس أمارة شرق الأردن بقيادة الأمير عبدالله المؤسس، حيث لعبت العشائر الأردنية عامة وعشائر الجنوب خاصة دوراً في تشييد أركان الدولة الأردنية الحديثة، كما كان لهذه العشائر دور بارز في معارك الثورة العربية قبل ذلك، فكانوا رجالاً يتكئون على ماضٍ من الفخار، ويعملون في حاضر يؤسس لمستقبل ننعم فيه هذه الأيام.
وقد كان للدور الاجتماعي العشائري تجلياته، فقد كان الشيخ ضامن الحمايدة قاضيا عشائريا ذائع الصيت، ويعتبر مرجعاً في هذا المجال، فهو صاحب حنكة واضحة، مستنداً في أحكامه إلى درجة عالية من توخي العدل، والمعرفة الكاملة بشؤون القضاء العشائري، مازال فاعلاً في الحياة العشائرية حتى يومنا هذا، لذا قصده المتخاصمون من أرجاء الوطن، فتمكن بفضل صفته المعروفة وفطنته من حل كثير من القضايا الشائكة، وبفضل ذلك حقن الدم، وحل الصلح مكان الخصومة، مما أسهم في توطيد الأمن، فلقد لعب القضاء العشائري دوراً مشهوداً في مساعدة مؤسسات الدولة، وملء الفراغ الحادث بين القوانين العصرية، والأصالة المستندة على العادات والتقاليد والقيم.
قام الشيخ ببناء مضافة كبيرة، لتنهض بدورها في خدمة أبناء المنطقة، ولتكون بيتاً للضيف المرحب به على الدوام، ولتكن ملاذاً لكل صاحب حاجة أو محتاج، وقد كان لهذه المضافة دورها البارز في الأحداث التي عمت المنطقة، وفي المناسبات والتفاعلات الاجتماعية، وكانت أبواب المضافة مشرعة للخير والألفة، وقد أمها كبار وجهاء المنطقة والبلاد، وبناها الشيخ في بلدته فقوع، وكان من روادها هزاع المجالي وحابس ودليوان وعبد الوهاب المجالي وعلي سلامة المعايطة والشيخ العكشة وعبد الوهاب الطراونة وغيرهم من الشيوخ والوجهاء ورجال الدولة.
كان الشيخ ضامن من البناة الحقيقيين في بلدة فقوع، فلقد أصبح أول رئيس لمجلس قروي القرية، عند تأسيسه في مفتتح الخمسينيات من القرن الماضي، فعمل على خدمة البلدة وتوفير الخدمات الضرورية، من شوارع وبريد ومركز صحي ومدارس، وأحتفظ برئاسة المجلس حتى منصف سبعينيات القرن الماضي، حيث تحول المجلس القروي إلى مجلس بلدي، عندها خاض الشيخ أول انتخابات بلدية، وفاز بها لدورتين متتاليتين بالتزكية، مما يدلل على المكانة والاحترام الذين حظي بهما بين أفراد عشيرته، عاملاً بتفانٍ من اجل الخدمة العامة، بكل مجال متاح، قاصداً المساهمة في خدمة وطنه الكبير منطلقاً من بيئته المحيطة، فكان بذلك الرئيس الوحيد للمجلس القروي،وأول رئيس لبلدية فقوع، فكان بحق مثالاً يحتذى بالنزاهة، والجرأة وتقديس العمل العام.
أفنى عمره في العمل العام وخدمة بلده وناسه، ولم يتوان لحظة عن اتخاذ المواقف الجريئة التي تعبر عن حاجات أهل بلده ووطنه، لا يبغي غير العدل وإحقاق الحق، توفي الشيخ ضامن الحمايدة عام 1996م ودفن في مسقط رأسه فقوع، تاركاً أرثاً من السمعة الطيبة، وعشرة أبناء من الذكور، وعشر بنات، نذرهم جميعاً لخدمة الوطن، في شتى المجالات والميادين، وسيبقى ذكره بين الناس محموداً كشجرة زيتون طيبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
jistcoirbid

jistcoirbid



القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء    القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء  Icon-new-badge1/12/2010, 18:31

شكرا وعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء    القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء  Icon-new-badge2/12/2010, 22:38

منور يا اغلى هشام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القاضي العشائري ضامن الحمايدة.. أفنى عمره بالعمل والبناء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: منتدى التاريخ :: السيرة الذاتية-
انتقل الى: