ثَرْثَرَة الحَرف عَلَى قَارِعَةِ النَزْف
-1-
دَار
دَارَان
دَور
.
إَنَهُ النَسْيم يَتَلاعَب بِأورَاقِ الزَمَان
وَتَقتَفي ذَاكِرَتي آثَار مَاضيَهَا
وَتًَخون العَبَرَاتَ مَشَاعِر الأسَى
وَتَتَجَرَد المُفَرَدَات مِن مَعَانيَها
والتَعَاسَة تُشْهِر عَنْ وَجْودِهَا
وَيَعْجَز القَلْب أَنْ يَحمِلُها
وَتَأبَى الأضْلاع تَحْويَها
وَأسْتَعَرَضَ الألَم سُلطَانَه
وَحَدَا بِالأَحْزَانِ حَاديَها
والَلَيْلٌ الطَوَيل يُؤَرِقَني
وَحَسْرَة مَا كُنْتُ بَاديَها
فَالدَارُ والدَارَان والدَور مُخَرَبَة
وَيَعَض نَابُ الأَسَى قَلْبَ نَاشيَها
-2-
عَلَى قَارِعَةِ النَزْفِ
وَلَيْلَة أَسْمُهَا العَيْد مَمْلوءَة بَالأَرَقِ
سَأَغْتَابُ حَرَوفاً ثَرْثَارَة وَحَبْراً عَلًَى الَوَرَقِ
سَأَغْتَابُ الجَميَعَ جَهَارَاً نَهَارَاً
في ضُحَى وَأَصيلٍ وَفي الغَسَقِ
وَأَغْتَابُ لَيْلَيَ أَن طَالَتْ سَاعَاتُه
وَالشَمْسَ النَازِفَة في الأُفُقِ
وَأَغْتَابُ العَرْوشَ و(الكَرَوش)
وَمَنْ دَاسوا الرِقَابَ السُمْرَ
سَمَاسِرَةَ الأَوطَان والعُنُقِ
مَنْ أَرَاقَوا دِمَانَا عَلَى الأَرْصِفَةِ
وَشَرَدَوا أَشَلائنَا في الطُرُقِ
في لَيْلَةِ العَيْد
سَأَغْتَابُ فَرَحي الذَبَيحَ وَأَغْتَابُني
وَكِبرِيَائي وَجُرحَي المَوَغِل بَالعُمُقِ
وَأَغْتَابُ حَتى طَيفَكِ إذَا لَمْ يُدَاعِب جفَونَي
أَو شَدّ رِحَالَهُ لَحظَة عَنْ الحَدَق
أنَهَا لَيْلَة العْيدِ
فَكُل عَام وَأَنْتُم بِخَيرٍ (وَأَنَا أَغْتَابُكُم)
وَكُلُ عَام وَنَحَنُ غَارِقون في الأرَقِ
-3-
تَشْتَد لَيْلَتي وَيَشْتَدَ بَأس الأرَق
ويَزدَادَ صَب الجَبيَن لِلعَرَق
فَهَمَمَتُ بَأخْرَاج مَنديَليَ
فَمَا وَجَدته
فَهو الآخَر قَدْ سُرِق
-4-
سَأَكَفُ عَنْ ثَرْثَرَتِي
لِيَرَحَل الصَوتُ مِن شَفَتي
وَيَهَتَز بَيَنَ أَضْلاعَي السِكَون
وَيَصْيَر الأُفُق لَهَبَاً
كُلَمَا أَشْتَعَل الصَمَت بيَن الجَفَون
حَيَنَ تَأَتينَ يَا أَلَقَاً مِن بُكَاءْ
حَيَنَ تَأْتينَ وَحَدكِ يَا سَيَدَة النِسَاءْ
يَاَكُلَيَ مِن بَعَضِي
كُنْتُ أَرَاَكِ نَدَى...أَرَاكِ أَسَى
وَأَرِى الكِبْرِيَاءْ
وَبِغيَابِكِ يُقيَم الشَوق في صَدْرِي
كَإقَامَة الأقْفَال في السِجْون
بِغِيَابِكِ أُمْسِكُ أَورَاقَي
وَأَقَولُ لَهَا:كَوني فَتَكَون
وَاُصَيَرُهَا وَجَهَاً وَفَمَاً يَنْطُق
أَضُمُهُ إَلَى صَدْرِي...أَخَافُ عَلَيه
وَاُحَاوِرَهُ بِجِنَون
بِغِيَابِكِ أَخْلِقُ أَوهَاَمَاً وَأُحَاوِرُها
وَتَكبُر في صَدري الشَجَون
فَأَمْسِكُ أورَاقِي وَأَقَولُ لَها:
كَوني فَتَكَون
فَيَا أَوَرَاقي أًصْرَخي
فَالجُدْرَان قَدْ تَسْمَع
اصْرَخي قَدْ يَذهَب الليَْل...قَدْ لا يَرجِع
أَصْرَخي فَأَنَا وَطَن لِلأَنيَن
.
.
.
فَجَر العَيد..
أَنَه الصُبح تَنَفَس...
وَصَوت المُؤَذِن يُنَادي أَنْ الصَلاة خَير مِن النَومِ
اَوَتَرَاه يَدْري وأَنَها خَير مِن الأرَق؟