الديدان المخصبة للتربة
إعداد: جورج كرزم
تعيش ديدان الأرض في طبقة التربة العلي ا. وهي عبارة عن كائنات حية دقيقة ذات فائدة كبيرة للمزارعين،
علما أنه، لا يتم، غالبا، ملاحظته ا. وتعيش تلك الديدان على ما تأكله من بقايا النبات والحيوان، حيث تحولها
إلى مغذيات مفيدة للنباتات . كما أنها، ومن خلال جحورها، تتيح لمزيد من الهواء بالنفاذ إلى داخل التربة
وبالتالي تحسين عملية الصرف . وبإمكاننا القول، إن التربة الزراعية الغنية بديدان الأرض تعتبر خصبة، إذ
توجد لدى ديدان الأرض تأثيرات مفيدة على خصوبة التربة . وللاستفادة من الطاقة المدهشة لهذه الديدان، في
دورة تشكل التربة، يجب ضمان وجود الظروف الجيدة لنموها وتكاثرها السريعين . وعلى سبيل المثال، فإن
تعيين المكان المناسب للأشجار والشجيرات، سواء في الحزام الأخضر أو متناثرة في صفين، أو في وضع
زراعة حرجي في الحقل، يساعد على احتباس الماء ويدعم نمو الديدان ونمو التربة.
وتعتبر عملية إدخال ديدان الأرض إلى التربة من أكثر الفرص التنموية المفيدة والمتاحة للمزارعين الذين
تفتقر أراضيهم إلى الأنواع المفيدة منه ا. وباستعمال ألات حفر وتقطيع التربة وتوزيعها، المتوفرة حاليا في
الأسواق، يستطيع شخصان إدخال الديدان إلى 250 دونم في اليوم.
أنواع ديدان الأرض
بإمكاننا تحديد الحقول التي تفتقر إلى ديدان الأرض المفيدة، من خلال ملاحظتنا لضعف نشاط الأخيرة وغياب
براز الديدان السطحية، علما أن أنواعا معينة من ديدان الأرض الطبيعية تظهر تحت التربة، وأحيانا بأع داد
كبيرة، دون أن نلاحظ لها أي آثار مفيد ة. وقد يكون تحديد الأنواع مهما عندما يكون التكاثر منخفضا وغير
فعال. وحيثما تكون الأنواع المفيدة موجودة بأعداد قليلة، فلا يمكننا الحصول على شيء من إدخال المزيد
منها ويجب عندها توجيه الانتباه إلى تحسين أوضاع التربة م ع انتباه خاص إلى مستوى الكالسيوم . وعندما
يكون عدد الديدان أكثر من 300 في كل متر مربع تحت التربة، وتتبرز بغزارة، وتمنع أي تراكم سطحي من
المواد العضوية، فمن المؤكد، غالبا، أنها من الأنواع المفيدة.
أثر ديدان الأرض
تبرز الآثار الواضحة التي تنتج عن نشاط ديدان الأرض، في اندماج المادة العضوية من سطح التربة التي
تتحسن بنيتها بشكل واضح وتصبح جيدة النفاذية وسهلة التفتت، كما يتحسن نمو جذور النباتات وتزداد رطوبة
التربة. وتظهر التحليلات في ذات الوقت اختلاط مغذيات النبات مع التربة ويتضاعف معدل النفاذية من
12.5 ملم إلى 25 ملم في الساعة . وتزداد القدرة على الاحتفاظ بالماء بنسبة 17 %، وتزداد الرطوبة المتوفرة
في أعلى 30 سم من التربة بـِ 17.5 ملم (حسب الفحوصات التي أجريت على التربة ). ويؤدي التحسن في