مصر: الناخبون يواصلون الادلاء باصواتهم وسط أجواء متوترة
يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير
تتواصل فى مصر عملية الإدلاء بالأصوات في انتخابات مجلس الشعب الذي يبلغ عدد مقاعده 518 مقعدا.
ويقول مراسل البي بي سي في القاهرة إن التوقعات تشير إلى ضعف متوقع في الإقبال على المشاركة في الانتخابات لأن ثمة شعورا عاما لدى معظم المصريين بأن الانتخابات لن تغير من الأوضاع السائدة شيئا.
وتفيد آخر الأنباء الواردة من القاهرة بوفاة نجل أحد المرشحين المستقلين صباح الاحد متأثرا بطعنات أصيب بها السبت خلال محاولته تعليق لافتة تأييد لوالده في منطقة المطرية شمال العاصمة.
لكن وزارة الداخلية المصرية قالت إن الحادث شخصي ولا علاقة له بالانتخابات.
كما توفي اليوم أحد الناخبين متأثرا بأزمة قلبية أثناء استعداده للإدلاء بصوته في محافظة المنوفية بدلتا النيل شمال القاهرة.
وتوفيت امرأة مسنة في دائرة الرمل بالأسكندرية وهي مندوبة لإحدى مرشحي الحزب الوطني الحاكم إثر إصابتها بنوبة سكر أثناء إجراء الانتخابات.
وأكدت مصادر في مديرية الأمن بالأسكندرية لمراسلنا هناك محمد طه أن وفاة السيدة ليس له علاقة بعملية الانتخابات نفسها.
وكان شخص قد قتل قبل أيام في اشتباك بين اثين من مرشحي الحزب الوطني الحاكم في نجع حمادي
وبذلك ترتفع حالات الوفيات والقتلى في الانتخابات المصرية إلى خمسة أشخاص.
وكان متحدث باسم الحزب الوطني الحاكم قد اتهم بي بي سي بترويج الشائعات بعدما أذاعت نبأ اعتقال عضو مجلس الشعب في بورسعيد أكرم الشاعر ومندوبي المرشحين.
لكن الشاعر أكد في حديث لبي بي سي بأنه تم اعتقاله فعلا لنحو نصف ساعة من جانب قوات الأمن المصرية قبل أن تفرج عنه:
كما اتهم محمد كمال القيادي في الحزب الوطني الحاكم أنصار مرشحي المعارضة بمهاجمة أنصار حزبه مؤكدا احترام الحزب للقواعد الانتخابية.
وكانت عملية الاقتراع قد بدأت بوتيرة بطيئة في الساعات الاولى من النهار في هذه الانتخابات التي من المتوقع ان تشدد من قبضة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم مقابل تراجع حظوظ جماعة الاخوان المسلمين، التيار الاقوى في المعارضة المصرية.
ونشرت وحدات اضافية من قوات الامن في بعض المناطق التي يعتقد انها قد تشهد مواجهات ومصادمات في الانتخابات، التي سبقها اعتقال نحو ألف من اعضاء الاخوان المسلمين.
وتشير الأنباء الى تباطؤ في عملية الاقتراع في مصر، التي يزيد عدد سكانها على 80 مليون نسمة، والتي يتعامل معها المصريون بتشكك وريبة.
وذكرت بعض التقارير ان قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مواجهات جرت بين انصار مرشحين متنافسين في محافظة قنا في صعيد مصر، والتي تبعد قرابة 475 كم الى الجنوب من القاهرة.
يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير
كما شهدت محافظة الغربية في دلتا النيل احداثا مشابهة، اذ قال متحدث باسم الاخوان المسلمين في الغربية ان قوات الامن اطلقت اعيرة حية في الهواء خلال المواجهات بين انصار المرشحين المتنافسين، الا ان الشرطة قالت ان العيارات جاءت من انصار بعض المرشحين.
ويقترع ملايين الناخبين المصريين لاختيار 508 نواب في الدورة الجديدة لمجلس الشعب المصري، وسط اتهامات متبادلة بين الاحزاب المتنافسة.
كما يحق لرئيس الجمهورية تعيين عشرة نواب بموجب قرار رئاسي، ليصبح نصاب البرلمان 518 مقعدا.
وقد تبادل الحزب وجماعة الاخوان المسلمين اتهامات بالترهيب والاستفزاز.
ويقدر عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في عموم البلاد بأكثر من اربعين مليون ناخب من إجمالي عدد سكان مصر البالغ عددهم قرابة 82 مليون نسمة.
وقد انتشر عشرات آلالاف من عناصر الامن في مختلف مناطق البلاد، وضربوا نطاقا امنيا حول مراكز الاقتراع.
كما تمركزت عربات نقل لقوات مكافحة الشغب لتسهيل تحريك عناصرها للتدخل عند الضرورة، حسب مصادر امنية.
"ضغوط"
بعض المصريين يرتابون ويشككون بالانتخابات
وقالت مصادر امنية لـ بي بي سي ان مدينة السويس، مركز محافظة السويس، شهدت احتجاجات قرب مقر مديرية الامن في المحافظة، وقدر عدد المحتجين بعدة مئات، الا ان تقارير صحيفة غير مؤكدة قدرتها بعدة آلاف.
كما افادت الانباء ان سبعة مواقع انترنت تابعة للاخوان المسلمين حجبت في مصر، وتعذر تصفحها داخل البلاد.
ومن المقرر ان تغلق مراكز الاقتراع في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (الخامسة مساء بتوقيت جرينتش)، بعد ان كانت افتتحت في السابعة صباحا.
ويحيل مراقبون السهولة المتوقع ان يفوز بها الحزب الحاكم الى الضغوط التي مورست على جماعة الاخوان المسلمين، التي يدخل مرشحوها الانتخابات بصفة مستقلين، ومن تلك الضغوط الاحكام القضائية التي وجهت ضد بعضهم.
وكانت الجماعة تهدف الى رفع حصتها في الدورة المقبلة للبرلمان الى 30 في المئة، بعد نجاحها في انتخابات عام 2005 في الحصول على خمس مقاعد البرلمان والتي تعادل 88 نائبا دخلوا البرلمان بصفة مستقلين.
ويرى بعض المحللين أن الحكومة تهدف إلى تقليل عدد الاصوات المعارضة والمنتقدة داخل المجلس استعدادا للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.
خارطة التنافس الانتخابي
ويتنافس على مقاعد مجلس الشعب المصري 5064 مرشحا، عدد الرجال منهم 4686 مرشحا للفوز ب444 مقعدا في البرلمان بينهم 1188 مرشحا يمثلون احزابا سياسية و3498 مرشحا مستقلا.
ويتنافس على المقاعد الـ 64 المخصصة للنساء 378 مرشحة منهن 145 مرشحة عن احزاب و233 مرشحة مستقلة.
يشار الى ان الجهاز التشريعي في مصر مكون من مجلسين هما مجلس الشعب ومجلس الشورى، حيث ينص الدستور على أن يكون نصف أعضاء البرلمان على الأقل من العمال والفلاحين.
وتجري انتخابات مجلس الشعب كل خمس سنوات ودوره تشريعي وتتمثل مهماته في إقرار المعاهدات والاتفاقات وإقرار الخطط والموازنة والرقابة على اعمال السلطة التنفيذية ومناقشة بيان رئيس الجمهورية وتعديل الدستور واقرار اعلان حالتي الحرب والطوارئ.
الدعايات تكثفت في الايام السابقة للانتخابات
اما مجلس الشورى فدورته 6 سنوات يتشكل من 264 عضوا ينتخب ثلثا الاعضاء فيه بالاقتراع السري المباشر، ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي.
ويشارك الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في هذه الانتخابات بنحو 800 مرشح بواقع أكثر من مرشح على نفس المقاعد في عدد كبير من الدوائر.
ومن احزاب المعارضة الاخرى حزب الوفد، وهو حزب يعتبر ليبراليا، ويعد من اكبر الاحزاب المعترف بها رسميا ويشارك بـ 194 مرشحا.
ويشارك حزب التجمع اليساري بـ 82 مرشحا، أما الحزب العربي الناصري فيشارك بـ 47 مرشحا بالاضافة الى احزاب اخرى باعداد اقل من المرشحين كأحزاب (الغد، الأحرار، التكافل، الخضر، الجيل، مصر العربي الاشتراكي، شباب مصر).
المستقلون
وتذهب النسبة الباقية للمستقلين الذين يشكل الاخوان المسلمون النسبة الأكبر بينهم لاضطرارهم لخوض الانتخابات تحت هذه الصفة بسبب حظر تنظيمهم في حزب سياسي يقوم على اسس دينية.
وانتقدت الحكومة المصرية دعوة واشنطن لوجود مراقبين دوليين في الانتخابات واعتبرت ذلك تدخلا غير مرغوب فيه.
وكانت نتائج الانتخابات السابقة التي تنافس فيها المرشحون على 454 مقعدا، فاز الحزب الحاكم 311 منها و88 للمستقلين المحسوبين على الاخوان و24 للمستقلين الاخرين. وذهبت 31 مقعدا للاحزاب الباقية كالوفد والتجمع والغد وغيرها