بدء عملية الاقتراع بحضور 6 آلاف مراقب و2286 قاضيا ومشاحنات طاحنة بين قوات الأمن و"الإخوان" في عدد من الدوائر
بدأت في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم عمليات الاقتراع بانتخابات مجلس الشعب المصري، والتي تجري وسط منافسة على 508 مقاعد، نصفهم على الأقل من العمال والفلاحين، ومن بينهم أيضا 64 مقعدا مخصصا للمرأة، وسط منافسة بين 5039 مرشحا ومرشحة يمثلون مختلف الأحزاب والقوى السياسية والمستقلين.
وبدأ نحو 6 آلاف عضو ينتمون لـ 76 منظمة من منظمات المجتمع المدني، ممن يحملون تصاريح لمراقبة العملية الانتخابية، في متابعة الانتخابات في كافة الدوائر الانتخابية منذ الصباح، بموجب تصاريح صدرت لهم من اللجنة العليا للانتخابات بالتنسيق مع المجلس القومي لحقوق الإنسان.
وسوف تستمر عملية الاقتراع لتلك الانتخابات حتى الساعة السابعة من مساء اليوم، ليتم في أعقابها إغلاق أبواب الاقتراع ونقل صناديق الانتخابات إلى مقار كل لجنة عامة، لتتولى فرزها من خلال قاض يعاونه اثنان من رؤساء اللجان الفرعية، وبحضور رئيس كل لجنة فرعية أثناء فرز أصواتها تمهيدا لإعلان النتيجة، حيث سيتم في الختام إعلان النتيجة وإرسال نسخة منها إلى اللجنة العليا للانتخابات التي تتولى مهمة إعلان نتيجة الانتخابات رسميا في كافة الدوائر الانتخابية.
وتجري الانتخابات في ظل إشراف 2286 قاضيا، يتولون رئاسة اللجان العامة والإشراف على لجان الاقتراع والفرز، إلى جانب تولي 267 ألف موظف في الدولة والهيئات والمؤسسات العامة لمهمة الرئاسة والإشراف والعمل في 44 ألفا و500 لجنة انتخابية فرعية.
وتجري انتخابات مجلس الشعب في 222 لجنة انتخابية تتبعها 44 ألفا و500 لجنة فرعية علي مستوي.
وتم تجهيز المقار الانتخابية ووضع بوستر أمام كل لجنة فرعية به صور ارشادية توضح للناخب كيفية الإدلاء بصوته وكيفية وضعه بطاقات الانتخاب داخل الصناديق الزجاجية.
وعند دخول الناخب إلى اللجنة الفرعية سيجد صندوقيين كل صندوق خاص بالاختيار الذي سيتم اختياره له بالنسبة للمرشحين، وسيكون الصندوق الأول خاص للمقاعد العادية، والآخر خاص بمقاعد المرأة.
كما سيتسلم الناخب بعد اثبات شخصيته ورقتين من أمين اللجنة الفرعية ويدخل بعدها إلى ستار يدلي بصوته فيه في سرية تامة ويختار من ورقة اثنين من المرشحين ؛ ثم بعد ذلك يضع أصبعه في الحبر الفوسفوري وينصرف.
ومن جانبه أكد المستشار سامح الكاشف المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات أنه غير مسموح على الاطلاق بتواجد رجال الشرطة داخل مقر اللجنة الفرعية ويتم استدعاء الشرطة فقط في حالة واحدة هى إذا أمر رئيس اللجنة الفرعية بتواجدها لفض حالة شغب أو حالة من عدم الانضباط داخل اللجنة الفرعية، خلاف ذلك لا يحق لرجل الشرطة بأى حال من الأحوال بالتواجد داخل اللجنة الفرعية.
وحول الارشادات التى يتم تقديمها للناخب لضمان وصول صوت الناخب للمرشحه المختار، قال المستشار الكاشف إن اللجنة العليا للانتخابات حريصة على أن يستخدم الناخب حقه الديمقراطى في الإدلاء بصوته لتوصيل المرشح المختار الجدير بالجلوس على مقعد مجلس الشعب باعتبار هذا المنصب هام في الدولة، مؤكداً أنه تم التصريح لمنظمات المجتمع المدنى لمتابعة العملية الانتخابية والتصريح للاعلام المصرى والدولى والأجنبى لمتابعة سير العملية الانتخابية.
وبعد الانتهاء من عملية التصويت سيكون هناك عمليات الفرز من هم الأشخاص المخولين بالتواجد داخل لجان الفرز، وتتمثل في اللجنة العامة المشكلة من 9 قضاه رئيسها هو رئيس لجنة الفرز، وإذا رأى رئيس اللجنة لظرف أخر أن يعين أحد أعضاء اللجنة يتم تعينه من قبل رئيس لجنة الفرز ويتم الفرز في حضور كافة المرشحين إذا رغبوا في ذلك وفي حضور كل رؤساء اللجان الفرعية وأمناء اللجان الفرعية ومن يرغب من مراسلى وكالات الانباء الاجنبية والصحفيين ورجال الاعلام المصريين.
وتأتي هذه الانتخابات وسط تأكيدات رسمية بإلتزام الشفافية والنزاهة خاصة مع تأكيدات الرئيس مبارك انتخابات مجلس الشعب القادمة ستعكس المناخ الديمقراطي الجديد، إلا أن الكثير من أحزاب المعارضة والناشطين يرون أن انتخابات اليوم سوف تشهدت كمثيلاتها في الأعوام السابقة حالات تزوير واعتداءات وبلطجة، خاصة مع تردد أنباء أمس السبت عن وثيقة اقتراع تم تداولها بقوة -وحصلت مصراوي على نسخة منها - أن وصول الوثيقة إليهم يعني أنها متاحة للعامة بعيدا عن مقار لجان الإنتخابات، في مؤشر يمكن اعتباره بداية لخطوات التزوير والتسويد المنظمة التي شهدتها الإنتخابات البرلمانية في دورات سابقة وبعضها مثبت بأحكام قضائية معظمها لم ينفذ.
اشتباكات طاحنة بين المرشحين والتضييق على مرشحي الإخوان
وشهدت مدينة السويس والإسماعيلية مظاهرات من جانب الإخوان احتجاجا على منع مراقبي الإخوان من التواجد في اللجان فضلا عن السماح بأجراء انتخابات في بعض اللجان رغم حكم القضاء بوقفها وقد شهدت الساعات الأخيرة اشتباكات وتمزيق لافتات بين المرشحين أدت إلى إصابة العشرات وخاصة في مدينة الأقصر التي تحولت لثكنة عسكرية والغريب أن بعض من تلك المعارك حدثت بين بعض مرشحي الحزب الوطني الذين يتنافسون على الفوز بمقعد في دائرة واحدة وتحسبا لاندلاع أعمال عنف واسعة في عدد من اللجان وضعت وزارة الداخلية خطة أمنية لتأمين اللجان ، وصرح مصدر امني بأن تلك الخطة تشمل تأمين اللجان من الداخل فقط ، في الوقت نفسه بدأ الحزب الوطني استعداده للمواجهة المرتقبة ويعتمد الإخوان على عشرة ألاف سيدة لمواجهة التجاوزات الأمنية بينما يعتمد الحزب الوطني على استئجار عدد من البلطجية لتقفيل بعض اللجان إذا استلزم الأمر ذلك ومع اعتماد عدد من المرشحين على البلطجية والهتيفة زادت أسعار استئجار تلك الطائفة والتي تبدأ من خمسة ألاف جنيه وتنتهي عند خمسين ألف جنيه .
معركة بالأسلحة البيضاء بين أنصار الوطني والإخوان بالغربية والأمن يرد بقنابل مسيلة للدموع
وفي محافظة الغربية حيث شهدت دائرة سمنود أمام المعهد الأزهري معركة بالأسلحة البيضاء بين أنصار مرشحي الحزب الوطني جبر العشري (فئات) ومحمد البربري (عمال)، وانصار مرشح الإخوان عبدالحليم هلال، وتم إطلاق أعيرة نارية في الهواء.
كما تم تحطيم سيارة ميكروباص تابعة لأحد المرشحين، وقام الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع لتفريق المشاغبين.
وتم إغلاق لجنتي مدرسة السادات والمعهد الديني، وانتشرت عناصر من الشرطة السرية أمام اللجان.
مشاحنات بين قوات الأمن والإخوان بالهرم
بعد مرور ساعات قليلة من عملية الاقتراع داخل لجان انتخابات مجلس الشعب 2010 بالمحافظات، ترددت أنباء عن وجود احتكاكات بين أنصار مرشحي الإخوان المسلمين والحزب الوطني فى مدرسة عزبة المصري التابعة لدائرة العمرانية بالهرم.
وأكد شهود عيان أن جميع اللجان الانتخابية بالعمرانية تشهد تواجد أمني مكثف .
وفى سياق متصل، أكد مرشحي جماعة الإخوان المسلمين فى دائرة الدقي والعجوزة أن رجال الشرطة منعوا مندوبيهم من الدخول إلى لجان الاقتراع في معظم اللجان الانتخابية بالدائرة .