هبوط الغُدَّةِ الدَّرَقِيَةِ (الهبوط او الفشل الدَّرَقِي)
Hypothyroidism, Myxedema, Underactive Thyroid
ما هو هبوط الغدة الدرقية:
يَحْدثُ هبوط الغدة الدرقية أو فشل الغدّة الدرقّية عندما تعجزُ الغدّةُ الدّرقّيةُ عن إنتاجِ كمياتٍ كافيةٍ من هورموناتِ الدّرق أو الثيروكسين.
أسبابه:
يتسبب هبوط الغدة الدرقية من العلاج باليودِ المشٍّعِ أو بالجراحةِ وكنتيجة حتمية لمرض هاشيموتو \وهو من إلتهابات المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية\. ورُبَما يَحْدثُ أيضاً كمرحلة من مراحل مرضِ جريفس حتى ولو لم يعالج باليودِ المشٍّعِ أو بالجراحةِ. ونادراً كحالة ولادية عندما لاتتخلق الغدّة الدرقّية عند المولود بالكامل (إنعدام الغدة الدرقية). ومن الضروري حدوثه بعد الإستئصال الجراحي الكامل للغدّةِ الدّرقّيةِ كعلاج للسّرطانِ الدّرقّيِ. ويُمكنُ لهبوط الغدة الدرقية أَنْ يَكُونَ ناتجاً عن فشل الغدّة النّخامية. وذلك لأن الوظيفةَ الطّبيعيةَ للغدّةِ الدّرقّيةِ تَعتمدُ على الإفرازِ المُنَظَّمِ لهورمون من الغدّةِ النّخامية.
الأعراض والعلامات السريرية:
يصيب هبوط الغدة الدرقية حوالي 2 بالمائة تقريباً من الناس. وعلاماتَ وأعراضَ هبوط الغدة الدرقية بالطبع هي عكس تلك التي ذكرناها في فرط الغدة الدرقية. فعندما يكون هناك نقصُ في إفرازِ الهورمونِ الدّرقّيِ تتباطأ كل العملياتِ الحيوية وبالذات الأيضيةِ. ويشكو المريض من نقص في الشهيةُ وعدم تحمّل البردِ ويصبح الجلد خشناً جافاً والشعر هشّاً والصوت أجشاً. وكذلك يصاب المريض بالتعب والإمساك وضعف العضلاتِ.
وعند الكشف لَرُبَما يكون الجلد شاحباً وبارداً بل جافأً ومتقشّراً. ويصير الجلدُ وما تحته سميكاً. وتكون دقاتُ القلبِ بطيئةً. وقد يكثرُ نَومُ المريض وتضعف ذاكرته وقدرته على التركيز.
كيفية التأكد من تشخيص هبوط الغدة الدرقية:
وعند الإشتباه السريري فإنّ تشخيصَ هبوط الغدة الدرقية يُؤكّدُ بكل بساطة بقياس مستوياتِ الهورموناتِ الدّرقّيةِ (T4 T3) في الدم والتي تكون منخفضةِ جداً. وكذلك تكون مصحوبة في ذات الوقت في النوع الشائع بإرتفاع في مستوى الهرمون المحرض للدرقية (TSH) الذي يفرز من الغدّةِ النّخامية.
ما هو هبوط الغدة الدرقية المتكافئ أو المستتر:
هبوط الغدة الدرقية المتكافئ أو المستتر هو وصف للحالات التي يكون فيها مستوى الهرمون المحرض للدرقية (TSH) الذي يفرز من الغدّةِ النّخامية مرتفعاً ولكن مستوياتِ الهورموناتِ الدّرقّيةِ (T4 T3) في الدم تكون طبيعيةً. وهنا لا يُحتملُ أَنْ لا يشتكي المريض من أعراضُ مؤكدة ولكن هذا لا يمنع وجود أعراض فارغةً. ومن المهم أَنْ يَجْعلَ التّشخيص الصّحيح قبل أن يَبْدأ العلاج الذي يَستمرُّ عادة مدى الحياة كما يصبحُ من الصعب جداً أَنْ يوقفَ العلاج بَعد مدةٍْ سواءً كان التّشخيص الأصلي صحيحَاً ام لا. ومما زاد من أهمية هذه المسألة أن قياس الـ (TSH) في الدّمِ أصبح سهلاً ومتوفراً مما جعل العدد الكبير من الأطباء يطلبونه حتى في الحالات التي لا علاقة مباشرة لها بالدرقية وكذلك صار متميزاً بحيث يمكنه التعرف حتى على درجات بسيطة من هبوط الغدة الدرقية.
ماهو هبوط الغدة الدرقية الوليدي:
في الكثير من الدول يُختبر كل حديثي الولادة بإسْتِعْمال إختباربقعةِ دمِ من القدم للكشف عن هبوط الغدة الدرقية الوليدي. وسبّبُ هبوط الغدة الدرقية الوليدي مجهول ومرتبط بغيابِ غدّةِ الرّضيعِ الدّرقّيةِ. ولما كانت الهورمونات الدرقّية أساسيةُ لتَطَوّرِ الدّماغِ والنّموِ الجسمي عموماً. وينتج من هبوط الغدة الدرقية في أشد حالاته تشوهات جسمية وعيوب عقليةُ تَضمّنَ التأخر العقلي والجلد الجاف السميك واللسان البارز والضعف العضلي والخمود الحادّ والتعب. أما إذا تم تشَخَّيص الهبوطِ وعَلاجه سريعاً بعد الولادةِ فيُمكنُ أَنْ يتم النمو والتَطَوّر العقلي والبدني ويستمر بشكل عادي.
علاج هبوط الغدة الدرقية:
علاج هبوط الغدة الدرقية يكون بِالعلاجِ التعويضي في شكلِِ حبوب صغيرةِ يومياً مدى الحياة. ويَعطي هذا في صورة هرمون الدرق نفسه (Levothyroxine)وهو هورمون صناعي صافي لا تلوث به. وتتراوح جرعة هرمون الدرق في البالغين من 100 إلى 200 ميكروجرام يومياً وإن كان غالب المرضىِ يَحتاجونَ ما بين 125 إلى 150 ميكروجرام يومياً ولكن البعض القليل قد يحتاجون أكثر من هذة الجرعة .وبعد أن تثبت الجرعة تبقى مستقرة مدى الحياة ولا حاجة للمرضى المعالجين بهرمون الدرق إجراء فحوصات الدم أكثر من مرة في السنة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والستين. ويَحتاج الأطفال إلى جُرَعَات أصغرَ والمراهقون إلى جُرَعَات أكبرَ نسبياً. ويُمكنُ أَنْ تتغير للهورمونِ الدّرقّيِ عند الكبار في حالات قليلة مثل الحمل والزيادة او النقص الكبير في الوزن.
وبما أنَ أعراض هبوط الغدة الدرقية تُعالج بالقليلِ من الهورمونِ الدّرقّيِ ويُسبّبُ استعمال جُرَعَاتٍ أكثر من اللازم من هرمون الدرق أعراض فرط الغدة الدرقية فلابد إنّ تكون الجرعةَ صّحيحةَ لا أكثر ولاأقل. ويتم تُحَديدُ الجرعةَ الصّحيحةَ من فحوصات الدمِ لقياس مستوياتِ الهورمونِ الدّرقّيةِ (T4 T3) في الدم مستوى الهرمون المحرض للدرقية (TSH) الذي يفرز من الغدّةِ النّخامية وكلهم يجب أن يكونوا داخل النطاق الطبيعي.
علاج هبوط الغدة الدرقية الثانوي (النخامي):
وعلاج هبوط الغدة الدرقية الناتج عن الفشل النّخاميِ يكون أيضا بهرمون الدرق والحقيقة أنَّه نّادرُ جداً إذا ما قُورنَ بفشلِ الغدّةِ الدّرقّيةِ الأولي الناتجِ من امراض الدرقية الذاتية. ولكن في مثل هذه الحالاتِ قد يكون لنقصِ الهورموناتِ النخاميةِ الأخرىِ أعراض وَعلاماتٍ مُمَيَّزة وآثار هامة يجب معالجته أيضاً. والجدير يالذكر أنه يسبق علاج نقص الكورتيزون العلاج بالهرمون الدرقي وكذلك يعتمد على قياس مستوياتِ الهورمونِ الدّرقّيةِ ذاتها (T4 T3) في الدم لتحديد الجرعة المناسبة ولا يوجد أي دور لقياس مستوى الهرمون المحرض للدرقية (TSH).
ما هي مدة العلاج:
إذا إفتَرِضنا أنَ تشخيصِ هبوط الغدة الدرقية كَانَ صحيحاً فانَ العلاج بالهورمونِ الدّرقّيِ يَجِبُ أَنْ يستمر مدى الحياة لذا لابد من التحقق من التشخيص بأعراض وعلامات هبوط الغدة الدرقية التي تؤكدها فحوصات الدمِ التي تظهر مستوياتَ الهورمون الدرقّية تحت المدى الطّبيعي قبل بداية العلاج. ويجب ألا يعطى هرمون الدرق للأسبابِ الخاطئةِ مثل السمنة أو التعب.