ينطلق سلوك الجواد من غريزة اكتسبها خلال فترات التطور التي شهدها جنسه عبر ملايين السنين، هذه الغريزة تطورت ودعمت بمجموعة من الأحاسيس المرهفة السامية، لتعطي الجواد شخصيته المتميزة، فعقل الجواد يحكم تصرفاته وسلوكه، بينما تتحكم بنيته الجسمانية في نوعية الأنشطة التي يفلح فيها، ومستوى الأداء الذي يحققه في هذه الأنشطة، فالشكل والبنية الجسمانية للجواد هي بالطبع نتاج لتطور طبيعي تحكمه البيئة، لكن وبعد تدخل الإنسان في مسار الطبيعة ليساهم في تطور الأشكال المختلفة للكائنات، كان للعنصر البشري دور فعال في التأثير على نوعية التطور المستمر للجواد.
الاستيلاد الانتقائي
تدريجيا بدأت تظهر على وجه الأرض مجموعات متنوعة من الخيول المتميزة، والخيول الصغيرة " بوني" ، والتي جاءت نتاج لبرامج التوليد التي يتحكم فيها الإنسان من خلال التركيز على توليد سلالات منتقاة من أجود الخيول، وتهجينها مع سلالات أخرى، أو الاستيلاد الداخلي لأجود الأنواع من نفس الفصيلة، بالإضافة إلى الحفاظ على نمط أو خط دم وراثي معين من خلال توليد مجموعة من الخيول من جد مشترك.
هدف الإستيلاد
يختار الإنسان وسيلة الإستيلاد المثلى وفقا لمتطلباته، والهدف من استيلاد الجواد أو السلالة، بالإضافة إلى نوعية الجواد نفسه وإمكانياته، حيث يتم استيلاد بعض الخيول مع التركيز على القوة أو السرعة، بينما تنمى في بعض الخيول، مثل الخيول العربية الأصيلة، الصفات الجمالية التي لم تكن لتبرز بهذا الشكل لولا تدخل الإنسان.
الأجهزة الدفاعية
في مسيرتها نحو التطور، اكتسبت الخيول حواس مرهفة وأكثر تطورا من حواس الإنسان، ورغم ارتباط هذه الحواس بالسلوك الاجتماعي، وسبل الاتصال، والسلوك الجنسي، إلا أنها في نهاية الأمر تمثل جزءا من آلية دفاع شديدة الحساسية، ومثالا لذلك موقع العيون ووضعها الذي يتيح مجالا متسعا للرؤية البعيدة والدائرية، بحيث يتمكن الجواد من الرؤية في كل الاتجاهات مما يجعله يختلف تماما عن التكوين الفيزيولوجي للإنسان، ويعطيه بذلك ميزة دفاعية أكبر تحميه من الخطر الكامن حوله.
الهروب من الخطر
الأشياء الغريبة وغير المألوفة التي يراها الجواد ويحس بها كخطر متوقع، تحفز في داخلة الآلية الغريزية للدفاع عن النفس، ويكون رد الفعل الغريزي لهذا الحيوان شديد الحساسية، هو الهروب من الخطر.
جمال وذكاء
نتج عن برامج استيلاد الخيول العربية الأصيلة، والموضوعة بعناية، خيول ذات جمال أخاذ وذكاء حاد، وهذه الخيول تتميز بالوجه المقعر.
حركة متطورة
رشاقة وسرعة الجواد أثناء حركته محكومة بشكل الهيكل العظمي المتناسق التكوين، والذي عززه ونماه الإنسان من خلال الاستيلاد الانتقائي طوال خمسة آلاف عام.