لو لم تكونوا تحت الاحتلالْ ..
لو لم تكونوا تحت الاحتلالْ كنا شددنا ، يا صديقتي
إليكم الرحالْ
كنا قضينا الصيف في ربوعكم
نعانق الأمواج والرمالْ
وننتشي برؤية السهول والتلالْ
كنا وكنا .. جرِّبي
أن تطلقي العنان للخيالْ
كي لا أطيلَ ، ولتُسَلِّمي على الجميعْ
قولي لهم بأنهم في البالْ
وراسليني دائماً
و إبقي معي على اتصالْ
***
اليومَ ، يا صديقتي حاولتُ أن أطلبكم
فإذ به محالْ
وقيل إنَّ عندكم حظرٌ على التجوالْ
تصوَّري..
لو لم تكونوا تحت الاحتلالْ
أيُّ حديث رائعٍ كان سيجري بيننا
هناك عبر النِّتِ أو
في الهاتف النقَّالْ
لكنها أقدارُنا
أن تُستباحَ أرضُنا
وأن يظل دمُنا
يسيلُ كالشلالْ
وأن يكون جُلُّ ما نقولهُ ،
عمَّا جرى ولم يزل
يجري لكم من اغتيالْ
ولو .. ولو .. ولو
لو لم تكونوا تحت الاحتلالْ
هل كانت الأحوالُ مثلما هي الأحوالْ .؟!
وهل أنا كنت أنا ؟
كلُّ حياتي غربةٌ
وكلها ترحالْ ؟!
وهل ، وهل ، وجرِّبي
أن تطلقي العنان للخيالْ
قد تسألين حينها
مثلي أنا ، ألف سؤالْ
اليومَ يا صديقتي
قرأتُ ما أرسلتِ لي بالأمس ، في البريدْ
فهزَّني ، وحَزَّني من الوريد للوريدْ
واريتُ دمعةَ الأسى
ولذتُ بالقصيدْ
أواه يا صديقتي
ما أسهلَ الكلامَ من بعيدْ
ما أسهل الحروبَ حينما نخوضها
مدجَّجين بالنشيدْ
وحينما ، على اغتيال قائدٍ نردُّ بالموَّالْ
ما أسهل االنضالْ
حين تظلُّ أمةُ المليار ،ممن حوصروا تنتظر الزلزالْ
لكنني على يقينٍأننا سنلتقي
مادام في أعمارنا بقيةٌ ،
سنلتقي
وتصبح الأحلام شيئاً واقعاً
ويصبح الجنوبُ في الشمالْوجرِّبي ..
أن تطلقي العنان للخيالْتخيَّلي مستقبل الأجيالْ
من بعدنا ، وقد جلى
وانزاح عن صدورهم
كابوسُ الاحتلالْفذلكم مصيره الزوالْمصيره الزوالْ