عشرات آلاف الأردنيين بلعوا ريقهم دفعة واحدة، بعد تحذير البروفيسور كامل العجلوني في برنامج (صحّتك) الذي بثّ يوم الأحد الماضي 21-11 على التلفزيون الأردني..عندما قال» كل واحد فحص وطلع معه السكر فوق الـ100، معاه سكّري ويجب مراجعة الطبيب لأخذ العلاج»..بهذه الكلمات الواضحة الصاعقة التي لا تقبل «الغمغمة» دفع الدكتور العجلوني جميع الجالسين على شاطئ «أنا ما بييش اشي» الى بحيرة الأنسولين ليعوموا مع رفاق السكّر.
أكثر من 30% من الأردنيين يعانون من هذا المرض أي مليون وثمانمائة الف أردني «دمهم سكّر» يضاف اليهم 30% آخرين (مش راضين يعترفوا انه دمهم سكر) كان قد «دفشهم» البرفسور كامل العجلوني ليلة الأحد الماضي ؛ المجموع 3.6 ملايين أردني ستقبّل أصابعهم كل صباح أجهزة الفحص وستمتّد أذرعهم لتحليل المختبرات ومعامل «الراحة»..ولما العجب؟! ما دمنا نعيش في نفس نمط الحياة ونقتات على نفس الأغذية و»تولّع» معنا على أتفه الأسباب.
كانت الحلقة الماضية مكتظة بالأسئلة التي كان يمطره بها الدكتور علي الرجوب مقدّم البرنامج وبعض المتصلين حول الضغط والكلى والسمنة والعجز والهشاشة ألخ...وبما أنني أثق بما يقول الدكتور كامل العجلوني (ع الغمّيض) فالرجل مقنع -ويحكي انجليزي ايضا- فلا بد لي أن اتخيل المشهد القادم للبلد على طريقتي:
*مواطن أردني يدخل الى مختبر خاص تأتي اليه موظفة التحاليل «بالمنيو»..
الموظفة: تفضل شو بتحب تطلب؟
المريض: شو عندكو اليوم؟
الموظفة: في عندنا ..سكّري بالسُّمنة البلدية، نقرس مغطس بالبروتين،فشل كلاوي، تضخم طحالات، يورك أسد، تشمع كبده ...
فيستقر المريض أن تختار له تشكيله على ذوقها..
***
مصيبة، اذا بقي السكري يزداد باضطراد - كما قال الدكتور العجلوني - و«يبوّز بنكرياساتنا» كما يحلو له ..فإننا سنشاهد لا محالة.. الأردني يحمل على خصره جهازي فحص سكري مثل أجهزة الخلوي، أو ربما تدخل شركات الاتصالات على هذا المجال..فنسمع عن جهاز فحص زين وآخر أورانج والثالث أمنية ورابع اكسبريس..وهناك تعرفة للشرائح..أو عروض تخترعها الشركات مثل (فحصك بعد نص الليل بس ب5 قروش...).
أو ربما تقوم سلطة مشابهة لسلطة المياه بإيصال مواسير الأنسولين الى البيوت مع تركيب عدادات دقيقة، وتعيّن موظّفين مجتهدين يأتون كل بداية شهر ليأخذوا القراءة.
كما لا استبعد أن أشاهد الأطفال يبيعون «الجلوكوفاج» و«الأدميرال» و«الجنوفيا» على الإشارات الضوئية جنباً الى جنب مع علكة شعراوي وبسكويت «ميعو»...ومن باب المساعدة تشتري «صفطة» وتضعها في جيب السيارة.
الأهم من هذا كله وبتطور مفاجئ سوف يستغني الأردنيون عن التكلّف بالألقاب مرغمين: يا أخ، يا بيك، يا باشا، عطوفتك، سعادتك ..وسيستبدلون جميع ما سبق بعبارة واحدة «.. يا حلو»..»وين يا حلو» ..«تفضل يا حلو»...»وقّع لنا هون يا حلو» الخ...
أخيراً إذا برز أي طموح سياسي لبعض قيادات «السكري» واستغلال رابطة «الدمّ»، فقد يؤسسون تياراً وطنياً سكرياً..يخوض غمار الانتخابات..تحت مسمى» التيار السكري الديمقراطي»..قد يحصد الأصوات من مختلف مناطق المملكة لا سيما انه مدعوم ب3.5 مليون « ناخب حلو»...
***
دقّيني يا كرمة العلي 10 سي سي انسولين وقوي قلبك.