يمثل البحر الأحمر علامة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية .
•البحر الأحمر يعتبر محيط وليد حديث ونتج من الخسف القاري ومن ثم انتشار قاع المحيط .
•مياه البحر الأحمر أدفئ مياه عميقة مقارنة مع محيطات العالم .
•وجود الشعاب المرجانية في البحر الأحمر على شواطئه وجزره تعطي له أهمية كبرى
•البحر الأحمر ذا نشأة حديثة تتراوح ما بين 27-28 مليون سنة (ظهر في عصر الأوليجوسين).
•وجود الخسف القاري ويتبعه وجود النشاط البركاني يزود البحر الأحمر بظواهر جيولوجية مهمة .
•يعتبر البحر الأحمر طريق ملاحي سهل للعالم أجمع وأيضا مكان استراتيجي مهم .
•ونتيجة لوجود الخسف القاري يكون قاع البحر ملئ بالثروات المعدنية البحرية وأيضا وجود البؤر الحارة hot spot وتعطي خامات معدنية مهمة مثل الذهب – النحاس – الرصاص – وحتى النفط .
سبب تسمية البحر الأحمر
توجد ثلاث احتمالات لتسمية البحر الأحمر بهذا الاسم :
1.نتيجة للتجمع الهائل لحيوان البلانكتون الذي يحتوي بداخل هذا الحيوان صبغة حمراء اللون (وهو حيوان سوطي) .
2.ونتيجة لوجود نوع كبير من الشعاب المرجانية الحمراء النادرة
3.لأنه توجد بحيرة على أرض أريتريا والتي كانت تسمى الأرض الحمراء.
الوضع الجغرافي للبحر الأحمر
يقع البحر الأحمر بين خطي عرض 12 شمالا إلى 30 شمالا حيث يبدأ من عند باب المندب إلى منطقة السويس .
طول البحر الأحمر حوالي 1932 كم . بالتقريب حوالي 2000 كم , يتفرع من الشمال إلى خليج العقبة وخليج السويس , عرض البحر الأحمر حوالي 354 كم وهي أقصى مسافة من جيزان إلى مصوع في أريتريا أما متوسط عرض البحر الأحمر فيقدر 280 كم .
من طبوغرافية البحر الأحمر أنه يضيق في الإتساع شمالا , و يزداد توسعا جنوبا (كما ذكر سالفا) . ومتوسط عمق البحر الأحمر حوالي 491 متر وهذا العمق المتوسط مقارنة مع المحيطات الأخرى يعتبر قليل جدا , أما أقصى عمق للبحر الأحمر فهو 2500 متر (أي حوالي 2.5 كم).
البحر الأحمر هو غور طويل شمال غرب جنوب شرق يمتد من جزيرة سيناء في الشمال حتى باب المندب في الجنوب .
يمتاز البحر الأحمر بخطوط شواطئ متوازية , حيث يتسع في الجنوب ويضيق في الشمال .
النشأة الجيولوجية للبحر الأحمر
الجزيرة العربية كانت ملتصقة بأفريقيا وسبب انفصالهما عن بعضهما هو الخسف القاري والذي نتج عنه البحر الأحمر حالياَ . سبب حدوث الخسف القاري هو أن الصهارة (الماجما) بدأت في الصعود من الأسفل إلى الأعلى في مكان حدوث الخسف فحدثت للأرض ظاهرة التقبب وكما ذكر نتيجة لصعود الصهارة , ومع كثرة الصعود وتكرار العملية حصل للأرض من بعد التقبب تشقق لأن الأرض أصبحت ضعيفة غير قادرة على احتمال الضغط المتولد من أسفل وبعد عملية التشقق حدث الخسف وعندما يحدث هذا ينتج لنا منطقة منخفضة تجذب إليها البحار وبالتالي تصبح بحر ويبدأ البحر بالانتشار ليصبح محيطاَ.
حدث خسف للبحر الأحمر في أواخر عصر الأوليجوسين oligocene أي منذ 38 مليون سنة حيث بدأ كغور ثم توالت عمليات الخسف مما أدى إلى دخول مياه البحر المتوسط (بحر التيتس) عن طريق برزخ السويس فكون بحر شبه مغلق ضحل مساحته نصف مساحة البحر الأحمر حاليا , حيث لم يصل البحر الأحمر إلى باب المندب بعد . وبالتالي ترسبت طبقات بحرية طينية سمكها 2000 متر أثناء عصر الميوسينMiocene الأوسط .
ثم حدث تغير بيئي مفاجئ في أواخر عصر الميوسين Miocene أي منذ حوالي 25-5 مليون سنة حيث أصبح حوض البحر الأحمر حوض تبخير عظيم تكون فيه سمك كبير من الأملاح (المتبخرات) evaporates أدت إلى تجمع المواد العضوية فجأة . في تلك الأثناء كان البحر الأحمر مفصول عن المحيط الهندي بوصلة من الأرض -أي حتى في هذا العصر- تقع عند مضيق باب المندب بينما كان في نفس الوقت متصل من عند برزخ السويس (بحر التيسز العظيم) ولكن كان هذا الاتصال ضعيفا حيث أن إمداد الماء بطئ ومعدل التبخير مرتفع .
منذ 5 مليون سنة (أي في عصر البليوسين) Pliocene حدث خسف أخر للغور المحوري الذي قطع طبقات متبخرات الميوسين Miocene كما أن هذا الخسف أحدث إرتفاع في الأرض في الشمال فأغلقت الاتصال بالبحر الأبيض المتوسط بينما أحدث الخسف أيضا خسف الوصلة الفاصلة ما بين البحر الأحمر والمحيط الهندي وبالتالي دخلت مياه المحيط الهندي وتواجدت أول محتوى أحفوري endopacific
في عصر البلستوسين Pleistocene (أي منذ 2 مليون سنة) وهذا العصر يسمى العصر الجليدي حيث أنه أثر على منسوب مياه المحيطات والبحار وأدى هذا العصر إلى انخفاض منسوب مياه البحر الأحمر إلى 90 متر وبالتالي بدأت الأنهار والأودية في حفر المجاري النهرية للوصول إلى مياه البحر وهذا سبب تكون الشروم والتي هي عبارة عن مجرى مائي على شكل حرف T مثل : شرم أبحر – شرم الخرار . في المنطقة الشرقية للبحر الأحمر في المملكة العربية السعودية . ملاحظة : أثناء العصر الجليدي لم تتجمد مياه البحر ولكن فقط تجمدت مناطق القطبين لذلك انخفض منسوب البحر حتى 120 متر (من 90-120متر) ومع هذا الانخفاض أدى إلى فصل البحر الأحمر عن المحيط الهندي فسادت الظروف الفوق ملحية (super saline).
وفي هذا العصر أيضا كان ميول التباعد بين الجزيرة العربية وأفريقيا حوالي 2 cm في السنة (أي 1.7 mm في الشهر) مما أدى إلى توسيع الغور المحوري وكانت الحرارة المتصاعدة عالية , وتكونت الفوالق المستعرضة والجانبية والتراكيب شديدة الانحدار الناتجة عن البراكين والبؤر الحارة .
بدأ الشعاب المرجاني في النمو في المياه الضحلة وفوق الكتل المرفوعة .
أخر فترة جليدية انتهت منذ 20 ألف سنة , ومنسوب سطح البحر الأحمر الحالي استقر منذ 5 ألاف سنة مضت