المواد المشعة الطبيعية في صناعة النفط والغاز
ظهرت أولى التقارير حول النشاط الإشعاعي المرافق لإنتاج النفط والغاز في بداية القرن العشرين، وذلك بعد سنوات قليلة من اكتشاف النشاط الإشعاعي على يد العالم هنري بكرل عام 1896 ، حيث اكتشف السوفييت و جود غاز الرادون، والذي سموه في ذلك
الوقت بثق الراديوم في النفط والغاز الطبيعي المستخرج في أراضي الاتحاد السوفيتي سابقا. ومن ثم ظهرت تقارير كثيرة حول مرافقة غاز الرادون للغاز الطبيعي في كل من آبار أوربا وكندا وأمريكيا. وبعد قرابة عشر سنوات أخرى، نشر أول تقرير حول المواد المشعة
. الطبيعية في المياه المرافقة للنفط المنتج وذلك في الاتحاد السوفيتي السابق أيضا في عام 1933 ولقد أثار هذ ا الا كتشاف اهتمام ا كبير ا لدى المختصين في الاتحاد السوفيتي سابقً ا اعتقادا منهم أنه يمكن ا لاستفادة من هذه الظاهرة في إنتاج الراديوم ، الذي كان ت له استخدامات واسعة. قام بعد ذلك عدد من الباحثين من خارج الاتحاد السوفيتي السابق بدراسة النشاط الإشعاعي للصخور الرسو بية المرافقة للنفط وظهرت أول نشرة مرجعية حول توزع ومنشأ المواد المشعة الطبيعية في النفط و في صخور الأحواض و في المياه المالحة في العام 1952 وتألق اهتمام الدول الغربية بم وضوع المواد المشعة الطبيعية وخاصة في الولايات المتحدة
الأمريكية، و قد حث اكتشاف غاز الرادون في الغاز الطبيعي من حقل بان هاندل للغاز الطبيعي في ولاية تكساس عام 1949 المعنيين على إجراء مسح إشعاعي شامل للمواد المشعة الطبيعية المرافقة للهيدروكربونات والمياه الطبقية في آبار الغاز المنتشرة على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية . وفي الوقت نفسه، أشار كامبل لأول مرة عام 1951 إلى وجود الرواسب الحرشفية الحاوية لمواد مشعة طبيعية مت موضعة داخل وخارج قمصان الآبار وأنابيبها، و لوحظت الظاهرة ذاتها في بئرين يقعان في حقل بان هاندل للغاز واكتشفت الرواسب الحرشفية و الكدارة ا لغنيتين بالراديوم في المنشآت السطحية للحقل ذاته. وننوه هنا، بأن البحوث المتعلقة بتشكل الرواسب الحرشفية في حقول الاتحاد السوفيتي السابق قد استمرت في الستينيات والسبعينيات في حين تناقص الاهتمام بهذا الموضوع في البلدان الغربية. و في بداية السبعينات، عاد اهتمام الغرب مرة أخرى بالمواد المشعة الطبيعية في الصناعة النفطية عندما لوحظ أن غاز الرادون يتركز في سوائل الغاز الطبيعي الخفيفة مثل الإيتان والبروبان خلال عمليات المعالجة ، وتبع هذا الاكتشاف إجراء مسوحات واسعة لتراكيز غاز الرادون في الغاز الطبيعي، ولكن من وجهة نظر وقائية إشعاعية فقط . وعلى الرغم من إبراز ظاهرة وجود غاز الرادون ووليداته في منشآت إنتاج الغاز و الكدارة ، والرواسب الحرشفية الحاوية لوليدات غاز الرادون 210Pb ،210Po لم تظهر هناك مشكلة حقيقية، رغم وجود بعض الدراسات البيئية التي جرت حول الراديوم في المياه الطبقية والمرافقة للنفط لبقاء الموضوع غير معلن من قبل شركات النفط . و برزت مشكلة وجود المواد المشعة الطبيعية في صناعة النفط باكتشاف الرواسب الحرشفية الحاوية على الراديوم 226 في منشآت إنتاج النفط في بحر الشمال في ال عام 1981 . أما الإعلان الأول عن وجود الرواسب الحرشفية الحاوية على الراديوم 226 في منشآت إنتاج النفط الأمريكي فكان في العام 1986 وهو التاريخ الذي نشطت فيه البحوث الجارية عالميًا ، وعنيت بكافة الجوانب المتعلقة بالمواد المشعة الطبيعية بما فيها المنشأ وتقانات القياس والدراسات البيئية وإجراءات العمل الآمنة وطرائق التخلص من النفايات المشعة وطرائق إزالة التلوث وإعادة تأهيل البيئات الملوثة . و جرى التأكيد في هذه الدراسات في الدرجة الأولى على المواد المشعة الطبيعية الحاوية على الراديوم 226 والراديوم 228 والتي يسهل كشفها و قياسها، ولم يذكر
وجود الرواسب الحرشفية و الكدارة الحاوية على الرصاص 210 و البولونيو م 210 في منشآت الغاز الطبيعي إلا قلي ً لا و بدأ بدراسة آليات وجود ها مؤخر ًا في منتصف التسعينيات.
أخيرا، وعلى الرغم من أن ظهور المواد المشعة الطبيعية مع الهيدروكربونات قد عرف منذ أكثر من قرن ، و أن ترسب المواد المشعة الطبيعية في منشآت الإنتاج وخاصة منشآت إنتاج النفط معروف منذ أكثر من نصف قرن أيضا فإن إمكان التأثر الصحي وسلامة العاملين
من تلوث ا لبيئة والم ياه المرافقة للنفط لم تظهر إلا في الثمانينيات . ومنذ ذلك الوقت، تنفق شركات النفط الأموال على تطوير ما يدعى بنظم إدارة المواد المشعة الطبيعية.
وجود المواد المشعة الطبيعية في أحواض النفط والغاز وانتقالها إلى السوائل والبيئة
توجد المواد المشعة الطبيعية في أحواض تكون النفط والغاز، شأنها شأن العناصر المعدنية الأخرى ، بتراكيز متباينة، و تخرج هذه المواد مع سوائل الإنتاج خلال عمليات الاستخراج، انظر الشكل ( 2). و يلاحظ من الشكل أن منشأ الراديوم 226 ، و الراديوم 228 وغاز الرادون هو من النظائر المشعة الأم ؛ اليورانيوم 238 أو الثوريوم 232 ، الموجودة في التوضعات الجيولوجية تحت الأرض، و بخاصة في التوضعات الصخرية عمومًا وفي الصخور الطينية الصفحية خصوصا. و لما كان كل من أملاح اليورانيوم و الثوريوم جزءًا من هذه التوضعات و هي لا تنحل بدرجة كبيرة في سوائل الحوض (مياه عذبة و مياه مالحة و نفط و غاز). أما أملاح الراديوم فتنحل في الماء وقابلة للحركة، ومن ثم تتقل من هذه التوضعات إلى سطح الأرض مع الماء المرافق للنفط . و تعتمد كمية الرادي وم الموجودة في المياه المنتجة و المرافقة للنفط، على طبيعة وكمية هذه الصخور ومحتواها من اليورانيوم والثوريوم، إضافة إلى الشروط الفيزيائية والكيميائية الموجودة فيها مثل الضغط و الحرارة و يبين الشكلان 3 و 4 خلاصة انفصال وتوزع المواد المشعة . ودرجة الحموضة الطبيعية في سوائل النفط المختلفة بفعل عمليات الاستخراج.
هذا وسنقوم فيما يلي بعرض الآليات التي يتم فيها انتقال المواد المشعة الطبيعية من الأحواض إلى خطوط إنتاج النفط والغاز.
1. آليات انتقال المواد المشعة الطبيعية من الأحواض إلى سوائل النفط
توجد النكليدات المشعة في كل من سلسلتي اليورانيوم 238 والثوريوم 232 الطبيعيين في توازن إشعاعي أبدي في رسوبيات أحواض النفط، ويحدث خلل في هذا التوازن فقط عندما ينقل نكليد مشع معين من داخل حبيبات الرسوبيات إلى المحاليل المحيطة. درست آليات انتقال النكليدات المشعة الطبيعية من كل من سلسلتي اليورانيوم 238 والثوريوم 232 على نطاق واسع في عدد كبير من التشكيلات الجيولوجية والأحواض النفطية، ويمكن تلخيص عملية انتقال النكليدات المشعة كنظائر الراديوم من مكان توضعها في الرسوبيات إلى المحاليل المحيطة بأربع آليات رئيسية وهي انتشار النكليد في الطور الصلب وانحلاله جزئيًا أو غسله كليًا أو جزئيا من الطبقات السطحية للرسوبيات والارتداد الميكانيكي المباشر جراء إطلاق جسيمات ألفا. وتعد آلية الانتشار في الطور الصلب الآلية الأقل أهمية من بين هذه الآليات وخاصة للمواد المشعة الطبيعية قصيرة عمر النصف في كل من سلسلتي الراديوم 226 والراديوم 228 ، ويعود ذلك إلى انخفاض معاملات الانتشار لهذه النكليدات في حبيبات الرسوبيات، ولذلك لا يمكن أن تفسر عمليات الانحلال المباشرة للمواد المشعة الطبيعية(من الرسوبيات إلى السوائل المحيطة) وجود التراكيز المرتفعة منها، ولكن يمكن أن تكون عمليات غسل المواد المشعة الطبيعية من الشبكة البلورية لمكونات رسوبيات الحوض أكثر أهمية لأن الحجوم الذرية لوليدا?ا التي تتشكل نتيجة التفكك الإشعاعي لن تكون ملائمة لتبقى في مواقع الشبكة البلورية لاختلاف الصفات الكيميائية والفيزيائية مع النكليد الأم. وأخيرًا تعد آلية ارتداد الجسيمات ألفا، الآلية الثانية من حيث الأهمية لانتقال المواد المشعة من الرسوبيات إلى السوائل المحيطة، إذ يؤدي إصدار جسيمة ألفا عالية الطاقة من تفكك النكليد المشع، اليورانيوم 234 ، ومن ثم الثوريوم 230 إلى إكساب الراديوم 226 طاقة ارتداد كبيرة تفوق طاقة الروابط الكيميائية، فتنتقل الذرة المرتدة والتي تكون متوضعة بالقرب من سطح الفلز إلى المحاليل المحيطة أو إلى حبيبات الفلز القريبة منها مسببًة ضررًا (تخريبًا) يساعد على عملية الغسل لاحقًا. هذا ونشير هنا أنه، عمليًا، لا يمكن التمييز بين آليتي انتقال المواد المشعة المذكورتين آنفا، آلية الغسل وآلية ارتداد الجسيمات ألفا لحدوثهما في آن معًا. على أية حال، تعد آلية ارتداد الجسيمات ألفا في الأحواض الهيدروكربونية أكثر أهمية من الغسل ويعود ذلك إلى التخريب الكبير الذي تسببه عملية الارتداد في سطح الفلزات الرسوبية، مما يساعد آلية الغسل بأن تكون أكثر فعالية.
تؤدي الآليات المذكورة آنفًا، إلى زيادة تركيز الراديوم 226 على تراكيز والده اليورانيوم 238 في المياه المالحة، وهي تفسر أيضا ارتفاع نسبة الفعاليتينU238 , U234 في المياه المالحة ويعود ذلك إلى ارتداد ذرات الثوريوم 234 في حبيبات الرسوبيات باتجاه المياه ومن ثم يتفكك الثوريوم 234 إلى اليورانيوم 234 على حبيبات (Pore Waters) المسامية الرسوبيات الذي ينحل بدوره وينتقل إلى الطور المائي المحيط. وتحدث الآلية ذاتها لدى تفكك الثوريوم 228 وتشكل وانحلال الراديوم 228 والراديوم 224 من حبيبات رسوبيات الحوض. ومما سبق، فإن انتقال المواد المشعة الطبيعية من الرسوبيات يحدث بشكل رئيسي من خلال آليتين هما آلية الغسل وآلية ارتداد الجسيمات ألفا المباشر.2. التصرف الجيوكيميائي للمواد المشعة الطبيعية في الأحواض الهيدروكربونية
سنعرض فيما يلي التصرف الجيوكيميائي لأهم النظائر المشعة الطبيعية في الأحواض الهيدروكربونية والذي يفسر وجود تركيز مرتفع من الراديوم 226 والراديوم 224 فقط في خطوط إنتاج النفط والرصاص 210 والبولونيوم 210 في خطوط إنتاج الغاز الطبيعي.
اليورانيوم
تعد شروط الأحواض الهيدروكربونية شروطًا مرجعًة إلى حد كبير، حيث يوجد اليورانيوم في مثل هذه الشروط بدرجة أكسدته الرباعية (+ 4) غير الحلولة في الأوساط المائية والذي لا يشكل معقدات منحلة مع أيونات الكربونات، بينما يشكل اليورانيوم السداسي التكافؤ المنحل (أيونات اليورانيل) مقعدات قوية وخاصة مع أيونات الكربونات ويترسب اليورانيوم في مثل هذه الأوساط ولهذا يكون تركيز (UO الرباعي على شكل أكسيد اليورانيوم 2
اليورانيوم 238 في المياه المالحة والمرافقة للأحواض الهيدروكربونية منخفض نسبيًا، ولا يتجاوز المقدار 0.1 بكرل/ل، (الجدول 4). أما التركيز الطبيعي لليورانيوم في رسوبيات الأحواض الهيدروكربونية مثل الصخر الرملي والطمي والكربوناتي فيقع بين 2 و 4 جزء في المليون. ونظرًا لارتباط اليورانيوم بالمواد العضوية كحمض الدبال، فإن تراكيزه في الغضار الصفحي الأسود والغضار الصفحي النفطي، يتراوح بين 1 و 250 جزء في المليون. ومن
( جهة أخرى، فإن تراكيز اليورانيوم في النفط الخام الهيدروكربوناتي الخفيف (الجدول 4 ) أصغر بكثير من تركيزه في رسوبيات الحوض وذلك لوجوده في الجزء الثقيل من الهيدروكربونات (الإسفلت) الذي يبقى في الصخر الأم. وفي معظم التوضعات الجيولوجية، يحتوي الإسفلت الصلب على تراكيز مرتفعة من اليورانيوم نتيجة إعادة حقن المياه لفترات زمنية طويلة مما يؤدي إلى تركزه في الإسفلت ليصل تركيزه فيه إلى 1% من الوزن الرطب. وتساهم هذه الظاهرة في تفسير وجود تراكيز مرتفعة من المواد المشعة الطبيعية في عدد من حقول الغاز لوجود الإسفلت الغني باليورانيوم في رسوبيات الحوض.
الثوريوم
يعد الثوريوم من العناصر غير الحلولة وغير قابلة للتحرك في المياه الجوفية ، ويتراوح تركيزه في رسوبيات الأحواض الهيدروكربوناتية بين 1 و 2 جزء في المليون في الحجر الرملي والحجر الكلسي والغضار الصفحي. وعلى الرغم، من أن الثوريوم يمكن أن يشكل معقدات منحلة مع حمض الدبال لترتفع تراكيزه في الرسوبيات الغنية بالمواد العضوية لالتصاقه بها (الجدول 4)، ويتصرف كل من الثوريوم 230 والثوريوم 234 من سلسلة اليورانيوم 238 بطريقة مماثلة للثوريوم 232 ، غير أنه لوحظت بعض الشذوذات للثوريوم 228 من سلسلة الثوريوم 232 ، حيث ارتفعت تراكيزه في المياه المنتجة ويعود هذا الارتفاع، ليس لانحلال الثوريوم في المياه المالحة من الحوض الهيدروكربوني وإنما لارتفاع تراكيز الراديوم 228 (النكليد الأم) في المياه المنتجة. ومن ناحية أخرى، يتحلمأ معظم
الثوريوم 228 الموجود في المياه المنتجة ليعود فيلتصق على سطح حبيبات رسوبيات الأحواض.
الراديوم
يكون الراديوم شديد الانحلال في المياه المالحة للأحواض الهيدروكربونية ذات الشروط لإرجاعية، وتفسر التراكيز المرتفعة للراديوم في المياه المالحة جزئيا بتشكله معقدات كلورية وتمثل قرابة 60 % من الراديوم المنحل. وتظهر العلاقة بين الملوحة وتراكيز الراديوم في عدد من الأحواض الهيدروكربونية إلى ازدياد فعالية غسل الراديوم بارتفاع درجة ملوحة المياه لازدياد استبدال ذرات الراديوم من الفلزات الطمية بالكاتيونات الأخرى (الكالسيوم والسترونسيوم والباريوم). ونظرًا لارتفاع انحلالية الراديوم في المياه المالحة، فإن معظم بتفكك اليورانيوم 238 ، وتصل النسبة (Unsupported) الراديوم يكون غير مدعم 228Ra /232Th 226 في المياه المالحة إلى قرابة مئة ألف مرة إضافة إلى ارتفاع النسبة Ra/238U ولكن بأقل درجة، ويعود هذا إلى أن فعالية انحلال الراديوم 228 أقل من فعالية انحلال الراديوم 226 لأن انحلال هذا الأخير مدعوم بعمليتي ارتداد في سلسلة اليورانيوم 238 في حين
. الراديوم 228 مدعوم بعملية ارتداد وحيدة ضمن سلسلة الثوريوم 232
الرادون
يذكر بأن غاز الرادون شديد الانحلال في الهيدروكربونات والمياه المالحة في حوض النفط، ولهذا يتواجد غاز الرادون في النفط الخام على شكل غير مدعم بتفكك الراديوم 226 ، أما في المياه المالحة فدلت القياسات أن غاز الرادون يكون على توازن أبدي مع والده الراديوم 226 أو بتراكيز أعلى تصل إلى 5 مرات بسبب ارتفاع تركيز الراديوم 226 في الرسوبيات وإعادة التصاق ذرات الراديوم 226 من المياه المالحة على رسوبيات الحوض، وإطلاقها غاز الرادون الداعم للرادون المنحل والمتوازن في المياه المالحة. على أية حال، ينجم غاز الرادون الموجود في المياه المالحة إما بطريق تفكك الراديوم 226 الموجود في المياه المالحة أو بطريق ارتداده إلى السائل عند إصدار الجسيمات ألفا من الراديوم 226 الموجود في رسوبيات الحوض (ونظرًا لقصر عمر النصف لغاز الرادون ( 3.8 يوم) فإنه لا تلاحظ إلا
كميات قليلة منه في سوائل الهيدروكربونات) ومن الناحية العملية، يأتي معظم الرادون المتواجد في الهيدروكربونات أو المياه المالحة من الرسوبيات الثابتة أو المعلقة أو من مياه الحوض المالحة وهو يتشكل أيضًا من الرواسب الحرشفية الحاوية على الراديوم 226 والتي تترسب خلال عمليات الاستخراج على السطح الداخلي للأنابيب والمعدات الأخرى. أما غاز الثورون (عمر نصفه 55 ثانية) فيبقى في توازن أبدي مع والده الراديوم 224 أو أنه يزيد قليلا، هذا ونظرًا لقصر عمر نصف الثورون وصغر معدل وصول الغاز الطبيعي إلى سطح الملء
والهيدروكربونات وهي نحو عدة دقائق، فإنه يندر أن تصل كميات محسوسة من غاز الثورون إلى المحيط الخارجي وأن تلاحظ في المنشآت المحيطة، ولهذا يعد هذا الغاز قليل الأهمية.
الرصاص 210 والبولوينوم210
يعد الرصاص 210 ، وبأهمية أقل البولونيوم 210 ، جزءًا من مكونات المياه المالحة المرافقة للهيدركربونات، ونظرًا لتشكيله معقدات كلورية أو عضوية مع الحموض العضوية الموجودة في الحوض الهيدروكربوناتي، فإن الرصاص يكون شديد الانحلال في المياه المالحة المرافقة للنفط والغاز. ونضيف هنا أن المواد المشعة الطبيعية التي تقع بين الرادون والرصاص 210 في سلسلة اليورانيوم 238 ، ذات أعمار أنصاف قصيرة جدًا، فلذلك هي تغذي باستمرار تراكيز الرصاص 210 في المياه المالحة ويجعل ادمصاص الرصاص على حبيبات الرسوبيات قليل الأهمية. وتكون تراكيز الرصاص 210 مماثلة لتراكيز غاز الرادون في سوائل الحوض الهيدروكربوناتية. وفي كل الأحوال، توجد على العكس بعض المؤشرات التي تدل على ارتفاع تراكيز الرصاص 210 ، الشيء الذي يؤدي إلى اختلال التوازن الأبدي
بين الرادون والرصاص 210 في المياه المالحة للحوض.
أما فيما يخص البولونيوم 210 ، النكليد الابن للرصاص 210 ، فلم يذكر وجوده في المياه المالحة، على الرغم من وجود معلومات حول انحلاليته في الماء ولا يمكن التنبؤ بوجوده في المياه المالحة لعدم معرفة تصرفاته الجيوكيميائية تحت شروط الأحواض النفطية. توضح الفقرات التي جرى عرضها آنفًا تصرفات المواد المشعة الطبيعية في الأحواض الهيدروكربونية وتدل على وجود كل من الراديوم 224 والراديوم 226 والراديوم 228 والرادون والرصاص 210 في المياه المالحة المنتجة ووجود غاز الرادون في الغاز الطبيعي المنتج. وتسبب عمليات استخراج الهيدروكربونات مع المياه المنتجة من الأحواض في تمزيق التوازن الإشعاعي الطبيعي بسبب ارتفاع سرعة تدفق السوائل على طول المسارات والشعاب التفصيلية وخلال الطبقات المتكسرة والرسوبيات النفوذه. وأيضًا يسبب ارتفاع سرعة التدفق وغسل المواد المشعة الحلولة من الرسوبيات. ويمكن أن تكون أيضًا بسبب تغيرات الحرارة والضغط خلال عمليات الإنتاج من مناطق أحواض عديدة مع اختلاف توزع المواد المشعة الطبيعية التابع لهذه الأحواض، وحدوث تغيرات عديدة في تراكيز المواد المشعة الطبيعية مع مرور الزمن. ولهذا السبب يصعب التنبؤ بشكل كمي عن تراكيز المواد المشعة في الهيدروكربونات والمياه المنتجة. وبشكل عام، تزيد حجوم المياه المنتجة ودرجة الملوحة مع الزمن تراكيز المواد المشعة الطبيعية. ويمكن القول أن تراكيز نظائر الراديوم
والرصاص تزداد كلما ازداد عمر الآبار وازدادت حجوم المياه المنتجة.
وأخيرًا لا تواجد المواد المشعة الطبيعية بدرجة ملموسة في كل الآبار النفطية، وخاصة إذا لم يكن هناك حقن للمياه وإنتاج كميات كبيرة من المياه المنتجة، ولكن كقاعدة يمكن القول بأن ازدياد ترسب المواد المشعة الطبيعية يرافق استخدام حجوم كبيرة من المياه لرفع الضغط، وهذا يؤدي إلى إنتاج حجوم كبيرة من المياه . على أية حال يمكن أن توجد هناك mineralogy2.gif
ألفا بروتون مطياف الأشعة السينية على طوافة قياس تركيبة من تسعة الصخور. محتوى السيليكون لبعض الصخور هو أعلى بكثير من تلك النيازك المريخية ، لدينا فقط عينات أخرى من المريخ. والنيازك المريخية كلها الحديدية المغنسيومية ultramafic والصخور البركانية ، وتطفلا الصخور البركانية التي هي منخفضة نسبيا في السيليكون ونسبة عالية من الحديد والمغنيسيوم. سوف تكون هذه الصخور من المتوقع أن تشكل نتيجة ذوبان جزئي من الطبقة العليا من المريخ. وتذوب يرتفع على الرغم من القشرة ويتصلب في السطح أو بالقرب منه. والحديدية المغنسيومية النيازك المريخية البركانية ، ويشار إلى البازلت ، والصخور الأكثر شيوعا على الأرض ، وكما تم العثور على سطح القمر. استنادا إلى تكوين النيازك المريخية وجود السهول والجبال التي تشبه ملامح تنتجها بركانية بازلتية على الأرض ، ومن المتوقع أن يجد الجيولوجيون البازلت في المقام الأول على سطح المريخ.
الصخور باثفايندر تحليلها من قبل ، ومع ذلك ، لا البازلت. إذا كانت البراكين -- على النحو الذي اقترحه وحرض نسيج السطح ، ويفترض أن تتشكل عندما كانوا محاصرين خلال غازات التبريد تركت فتحات صغيرة في الصخر -- من السيليكون محتوى تصنف بأنها andesites. إحدى الطرق التي يمكن أن تشكل andesites هو عندما تذوب بازلتية من عباءة يتطفل عميق داخل القشرة. بلورات الغنية في شكل الحديد والمغنيسيوم ويتم فصل من الذوبان ، مما أسفر عن مزيد من السيليكون الغنية تذيب أن يثور على السطح. وandesites كانت مفاجأة كبيرة ، ولكن لأننا لا نعرف أين جاءت هذه الصخور من على سطح المريخ ، ونحن لا نعرف الآثار الكاملة لهذا الاكتشاف. إذا andesites هي ممثل المرتفعات ، فإنها تشير إلى أن قشرة قديمة على سطح المريخ تشبه في تكوينها على القشرة القارية على الأرض. هذا التشابه سيكون من الصعب التوفيق بينه وبين تواريخ مختلفة جدا الجيولوجية للكوكبين. بدلا من ذلك ، يمكن للصخور تشكل إلا جزءا ضئيلا من الصخور العالية السيليكون على سهل في الغالب بازلتية.
يثير الاهتمام والفضول ، وليس كل من الصخور البركانية على ما يبدو. البعض lineations التي قد تكون مثل تلك الموجودة في طبقات الصخور الرسوبية الأرضية ، والذي شكل لترسب شظايا صغيرة من الصخور في المياه. في الواقع ، والصور المركبة وتظهر العديد من الحصى والحصى مدورة على أرض الواقع. بالإضافة إلى ذلك ، بعض الصخور الكبيرة على ما يبدو جزءا لا يتجزأ من الحصى والفراغات لامعة ، حيث يبدو وكأن الحصى التي كانت مقربة ضغطت في الصخر خلال تشكيلها قد اختلف ، وترك الثقوب. هذه الصخور قد تكون التكتلات التي شكلتها يتدفق الماء السائل. الماء من شأنه أن يكون على مقربة من الحصى وحولتهما في الرمل ، والطمي والطين المصفوفة ؛ المصفوفة مضغوط في وقت لاحق ، وتشكيل الصخور ، ونقله الى موقعه الحالي بسبب الفيضانات. لأن التكتلات تتطلب وقتا طويلا لشكل من الأشكال ، إذا كانت هذه هي صخور المريخ التكتلات أنها تشير إلى أن المياه السائلة كانت مستقرة وذات مرة ان كان ذلك المناخ أكثر حرارة ورطوبة مما هي عليه الآن. ويمكن تفسير بديل
لالقوام وعر هو الذي نجا من شظايا الصوانية والبلورات فى الصخور البركانية