– نتائج البحث :
وأهم النتائج
وبعض الحقائق التي
توصل إليها الباحث في هذه الدراسة ما يلي :
1 – إن وصف المؤمنين يخص الذين اعتقدوا عن جزم
وصدقوا بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته
(من خلقه للخلق أجمعين، وتدبيره لهم وقضائه
وقدره فيهم وحقه عليهم في العبودية بجميع
صورها)، وبملائكته، وبجميع رسله، وبجميع كتب
وباليوم الآخر. وما فيه من الجزاء الحق لكل عمل
بشري ..
وبعد بعثة الرسول الخاتم سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم
تحقق هذا الوصف فيمن آمنوا برسالته
وبما جاء من شريعة متممة للشرائع السابقة
في إطار وحدة الدين الإسلامي.
وسمى
الله تعالى
هؤلاء
مسلمين
منذ القدم لتسليم حياتهم له وحده.
2 – وغير المسلمين يطلق عليهم كافرين
ومشركين، سواء بإنكارهم رأسا لتلك الأسس الإيمانية؛
أو باعتقادهم المكفر.
وهم يشملون من لهم كتاب منزل ثم حرفوه
من اليهود والنصارى بجميع طوائفها
ويطلق عليهم أهل الكتاب
ومن لهم شبهة كتاب منزل من
المجوس والصابئين، ومن ليس لهم كتاب منزل
ويطلق على الفريقين جميعا مشركين
ويدخل في عدادهم الملحدون والباطنيون والبهائيون والقاديانيون
وكل من يعتنق معتقدا مكفرا
والمرتد عن دين الإسلام إلى أي دين آخر
أو إلى لا دينية.
أما المنافقون
رغم الكفر بباطنهم وجلاء علامات النفاق فيهم
فبانتمائهم الظاهر للإسلام
يعاملون حسب الظاهر كمسلمين
مع وجوب الحذر
من خطر النفاق
وإسداء النصح لهم بأسلوب حكيم.
3 – والأصل في علاقات المسلمين بغيرهم
هو السلم والمسامحة.
...
أما علاقة المسامحة فثابتة
تحت أي ظرف من الظروف.
وهي ترتكز على :
الإيمان الثابت بأن الدين عند الله الإسلام
واعتبار ما سواه باطلا مع إظهار التميز في
الشخصية الإسلامية،
وعدم إكراه غير المسلمين
على اعتناق الإسلام بأي وجه من الوجوه
مع وجوب
عرض الإسلام عليهم
دعوة وتبليغا
وتمكينهم من ممارسة تعاليم دينهم
وعدم سب ما يعبدون على
أن لا يمسوا بالشعور العام.
4- ويلتزم المسلمون في علاقاتهم الإنسانية
– ومن ضمنها العلاقة بغيرهم –
بالمبادئ الخلقية الثابتة الواضحة
أهمها:
التكريم، والرحمة، والمحبة، والعدل
والمساواة، والمعاملة بالمثل
والتمسك بالفضيلة، والحرية
والتسامح، والتعاون، والوفاء.
5 – تتسع مجالات التعامل الاجتماعي بين
المسلمين وغيرهم فيما لا يمس باعتزاز
المسلمين بأحقية دينهم
وتميز عبودياتهم وأخلاقهم
وشخصياتهم الإسلامية
ولا يمثل سبيلا لغير المسلمين عليهم
فإن ذلك من الولاء
المحرم. ويرغب المسلمون في تقديم ما يدعم
حسن المعاملة والمعايشة مع غيرهم
من الصلة والعطاء المالي والمعنوي
كما يرغب في قبول هداياهم
من الأشياء المباحة أصلا
وتجوز الاستعانة بهم
فيما يعود بالنفع على الطرفين
وتحل مأكولاتهم
غير الذبيحة لشرك متأصل في معتقدهم
كذا ومشروباتهم إذا خلصت من مادة محرمة
من الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير وما يلحق به
وما أهل لغير الله به.
كذا استعمال أدواتهم وأوانيهم
بعد غسلها احتياطا.
والخاص بأهل الكتاب
لقربهم من الأسس الإيمانية الصحيحة
وبالتالي إلى قلوب المسلمين
تحل للمسلمين ذبيحتهم
6 – .....
10
11-
والمواطنة في الدول الإسلامية
تتسع للمسلمين بإسلامهم
وولائهم لجماعة
المسلمين وغير المسلمين
بولائهم للدولة الإسلامية.
والفريقان جميعا
يشكلان مجتمعا إسلاميا
يجريان حياتهم الاجتماعية
على النظام العام الإسلامي.
وتنقطع المواطنة
بما يعد خروجا على جماعة المسلمين
بالارتداد عن الإسلام وتفضيل تقديم الولاء لدولة
الحرب على دولة الإسلام بالنسبة للمسلمين
وبإعطاء الولاء لدولة الحرب
وهتك حرمات العهد
بالنسبة لغير المسلمين.
12 - جميع المواطنين
في الدولة الإسلامية
مكرمون على حد سواء
من حيث
إنسانيتهم كوضع طبيعي
ومنحة ربانية،
وخضوع الجميع حكاما ومحكومين
لنظام العام الإسلامي
لا يخل بمبدأ الحرية الدينية
التي يجب إعطاؤها لغير المسلمين
بتمكينهم من ممارسة عباداتهم
وكل ما يلزمها من العناية بدور العبادة
وتعاطي كل ما يعتقدون حله في دينه
وتنظيم أحوالهم الشخصية
ويقف المسئولون في الدولة
أمام الجميع
موقف المسئولية
عن توفيرحقوقهم المشروعة.
13 – يشترك جميع المواطنين
في التمتع بحقوق المواطنة
على أساس المساواة
لغير المسلمين ما للمسلمين
وعليهم ما على المسلمين
إلا ما تتطلبه ضرورة احترام الخصوصيات الديني
كما أن غير المسلمين يستثنون من الخضوع للشريعة في
أمورهم الدينية.
فيتمتع الجميع بحق الحماية على النفس
وما يتبعها من مال وأهل وعرض من أي اعتداء
وحق توفير مقومات الحياة الكريمة
وحق العمل والكسب
والتنقل الحر لتسخير طاقاتهم الإيجابية
وفرص التوظيف في الدولة
والمشاركة في تسيير دفة أمورها
مع اختصاص المسلمين بمناصب الولاية
سواء في السلطة التشريعية
أو التنفيذية أو القضائية أو العسكرية.
14...
ومصداقية ذلك محفوظة
في مواقف العلماء والصالحين
من أبناء الأمة
طوال تاريخ التعايش
بين المسلمين وغيرهم.
15 – والأجانب في الدولة الإسلامية
هم غير المسلمين الذين لا يرغبون في الإقامة الدائمة على أرضها.
وفي
تسميتهم
بالمستأمنين
إشعار بتأكيد توفيرالأمان لهم مدة إقامتهم فيها
ولا يقتصر ذلك على الحماية من ظلم المواطنين
بل أيضاً نصرتهم على من يحاربونهم من غير
المسلمين
ما داموا
داخل الوطن الإسلامي.
ولدخول المسلمين أرض الدولة الإسلامية
بأمان أمر يسير للغاية.
وذلك بوجود العلاقة السلمية بين دولتهم
والدولة الإسلامية
أو بتأمين من أي مواطن مسلم لهم
ولو بغير طلب منهم،
وتم شفهيا،
دون اشتراط موافقة المسئولين
في الدولة على ذلك.
وتصح ذمة مواطن واحد
طرديا ذمة جميع المواطنين
من أدناهم إلى أعلاهم.
وتحديد مدة إقامة الأجانب
يتوقف على اعتبار المصلحة
الذي يرجع إلى المسئولين.
ويطبق على الأجانب قانون الدولة الإسلامية
فيما يتعلق فقط بحقوق العباد من الحدود وغيرها
عند الإمام أبي حنيفة، كذلك الحدود المتعلقة
بحقوق الله عند جمهور العلماء
وللدولة خيار في الأخذ
بأي من الرأيين طبقا
للمصلحة القائمة والمعتبرة.
16 – يشترك جميع المواطنين
في بناء الدولة وتحقيق الرفاهية العامة
من خلال التزامات مالية ومعنوية مع
التنوع فيما تغلب عليه الصفة الدينية
فالمواطنون المسلمون هم المسئولون أساسا
عن حماية المواطنين والدفاع عن الوطن بموجب
وجوب الجهاد
وإنما يشارك القادرون على القتال فقط
من المواطنين غير المسلمين سواء على
نحو غير مباشر بدفع قدر يسير من المال
بدل الحماية، أو على نحو مباشر
بالانضمام في القوات الأمنية
دفاعا عن الوطن وحماية
للأمن لا جهادا.
وعلى المسلمين إخراج زكاة أموالهم
النامية بشروطها
التي تراعي عدم الإجحاف بأرباب الأموال
وعدم الحيف بحق الفقراء.
وعلى غير المسلمين دفع الخراج؛
أي ضريبة الثروة الزراعية في مقابل العشر
على
المسلمين
ويستوي الجميع
في سائر الالتزامات المالية
التي لا تغلب عليها الصفة الدينية كجمارك ورسوم.
...
21 - من الثابت تاريخيا وواقعيا
أن المسلمين أقدر الناس على التعايش السلمي
والإيجابي مع المخالفين لهم في الدين ما داموا
ملتزمين بإسلامهم الحنيف، ونظرا لطبيعة التبادل
بين الأطراف المتعايشة
يكون مستوى هذا التعايش
متماشيا مع مدى تحقق
سيادة الإسلام في المجتمع.