c0n@n
| موضوع: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 22/11/2010, 04:21 | |
| ~. اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ .~
ما الدليل الذي يبرهن على وجودي يا ترى ؟؟ تفوهت بهذا السرب من الكلمات وعقدته بعلامة استفهام بين حاجبي و أنا ملقى على أرض الحجرة. كانت ذرات الغبار تتجول في أنفي بلا كلل في شكل دوامات هذا غير افتراشها لأرضية الحجرة حتى أن الرقعة الوحيد التي خلت منه تلك التي كانت أسفل أنفي. لم يكن هناك ما يثبت عدمي... أو حتى يثبت وجودي!! بضع كسرات من خيبة جافة وصحن انتظار فارغ وقنينة عطر
كان الفراغ يطهو طبقي المفضل في كل يوم ثلاث مرات, بنفس المكونات ونفس الطريقة, يأتي بصحن الانتظار ويسكب فيه بعضًا من العطر ثم يدس كِسرات الخيبة فيه ويقذفه أمامي.. كنت أتناوله.. أتناولني.. بسقم.
ما عدت أدرك المشاهد حولي.. هناك ضباب كثيف يحيط بكل كيان أصادفه, وأعلم أن تلك الكيانات لا تراني أيضًا.. أجزم بذلك.
أنا لم أكن أبصرهم تمامًا.. كان هناك شيء في عيني يمنعني من إدراك صورهم, أوووف يبدو أنني ولابد سأراجع طبيب العيون قريبًا... ما عاد أحد يراني. في آخر زياراتي له قال لي... لابد أن تغمض عينيك قليلًا... و توارب قلبك قليلًا وتجهل قليلًا أيضًا كانت كل إرشاداته "قليلًا" بدرجة جعلتني أستقللها ولا أفعلها إطلاقًا.. وقال لي: إذا لم التزم إرشاداته.. لن يراني أحد..
بعد كل وجبة كنت أخرج تبغي وعلبة الثقاب التي أدسها في معطفي كما أدسني أيضاُ في معطف الأمل.. ويظل الأمل يشعلني عودًا تلو عود.. فأتوهج كي أنطفئ.. وألتهب كي أخمد.. آخذ آخر سيجارة بعلبة التبغ... دومًا هي آخر واحدة... لأني أتعمد أن أُفرغها تمامًا إلا من واحدة... وأظل أدعم العلبة في كل وجبة بواحدة.. وكأني أبحث عن بهجة بأقل التكاليف... بسيجارة واحدة.. أو أنني اعتدت الحاجة... أو الشح.. أو اعتدت أن أقرضني اللذة بأجل, وربما أقايضني أيضًا على الفرحة.. وليس ببعيد أن أرابيني فيها كذلك.
كنت آخذ أنفاسًا متقطعة من تلك السيجارة اليتيمة.. لن تصدقوا في الحقيقة أنا كنت أتنفس عبرها.. لم أكن أطيق كل هذا التلوث الذي يحاصرني.. حتى إني كنت أحتفظ بالفلتر في فمي بعد أن أفرغ منها وأظل أتنفس به حتى يحين موعد السيجارة الأخرى.
آه أكاد أرى سؤالا يحك رؤوسكم ! وماذا تفعل إذن بأنفك؟؟ أنفي للتراب فقط يا سادة. دعونا من هذا الآن. كنت ثابتًا تمامًا بلا حراك.. كان كل شيء يتحرك حولي.. كل شيء كان في مداري يعتنق الحركة إلاي.. كنت كأنني تم رشقي بمسامير في الأرض.. أو كأن الفراغ تكاثر على فغرزني في أرضية الحجرة... أو كأنني نبتٌ من الأرض.. فأصلي فيها.. وما يظهر مني فروع يمكن جَزُّها في أي لحظة و بعدها بقليل أنبت من جديد على نفس هيئتي السابقة.. لعنتي أبديه على ما يبدو.. وقهري محتوم. تلك الجدران حولي تحدني بمحدوديتها.. أحيانًا أظنها إخوتي لأنهم نبتوا مثلي من ذات الأرض.. لكنهم للأسف لا يدخنون ربما كانوا شاركوني دخان وحدتي... كانوا جدرانا خمسة.. نعم خمسة... رقعة إدراكي تحوّل كل ما يحوط بي إلى جدران, لذا فخامس جدار هو سقف الغرفة.. كل الذي لا أستطيع اختراقه بالتأكيد هو جدار.. ولأني لم أرزق بسماء وكل ذريتي دخان و لا أعرف ما إذا كان هذا السقف هو سقف الحجرة فعلًا أم أن أرضي هي السقف وأنا متدلٍّ منه..
ثم إن تلك الأفكار المتضاربة ليست مهمة بالقدر الكافي سواء كانت هواجسي تلك صحيحة أم خاطئة.. طالما ليس هناك من يدعمني بحقيقة! وليس هناك من أنتظر حقائقه!
ثم دعوني أسترسل في تيهي, ما أقسى أن تحيا سقمك وحدك... والأقسى أن يشاركك فيه أحد.. لذا توقفت وحدي وأوقفت الآخرين وحدهم.. ما عادت آلام الآخرين تنفذ في جلدي.. كنت كأني قد تقمصت منحوتة.
وما عادوا هم يرونني أسمن أو أغني من وجع؛ لذا ما عادوا يعكفون على سؤالي, يعجبني في الآخرين قدرتهم الرائعة على أداء أدوارهم وإدارتهم لمشاعرهم.. ولكني أحتفظ بدهشتي داخلي.. و أتابع وانتقد وأصفق، حتى إنني أصنع لهم مجلة حائط يومية أعلقها على جدران صمتي. بل وأعطي جائزة أحسن دور أيضًا.. حتى إنني أخذت جائزة أفضل مؤدٍّ عن دور الصنم الأملس في عمري الأخير.
عن الكذب.. أنا الأكثر كذبًا على الإطلاق.. كذبي يسكن حيث صمتي؛ لأني كصنم تظل ملامحي الملساء واحدة طوال الوقت.. في حين أن بداخلي محرقةً وحطبً و موتًا محققا، وحياة مطموسة, عن الضعف.. مارَسَني... فقضم قطعة من مقاومتي، قد كنت أكبر من أن يحوط بي.. فقلص حجمي ليسعني فمه، ثم ابتلعني دفعة واحدة.. لكني اعتدت الضعف.. ربما تمركزي داخله جعلني أري كل الرغبات بمنطق مهزوم.. فزهدت في كل شيء.. ثم صرت أكبر منها فاجتزت ضعفي واجتزت رغبتي.. الأمر الذي ذلل لي كل الرغبات.
عن الخوف.. متوقف أنا عن الأمان.. كل طرق الأمان مسدودة، حتى وأنا في موقعي هذا بلا حراك حتى وأنا هنا لا أجازف ولا أتكالب على شيء.. لكنني أقترف خوفي بجدية.. كأنني إن لم أمارسه فقدته! حقيقة عندما نوغل في شيء، حتى إذا كان قبيحًا، اعتدناه.. حتى يتوغل فينا.. ونصير منه عن الوحدة.. غزلتها ثوبا يسترني منذ أمد.. فصارت كبشرتي لا تتركني.. ثم تسربت في فصارت دمي.. وسرت ثم سرت حتى تعثرت بالقلب.. ودقت راياتها عليه... وعلى نفسي السلام
عن الحلم.. آه إنه صنيع الحب والحب صنيعه.. و رائحة الكذب وكذب الرائحة.. وضعفي الطائر وطائري الضعيف... ووحدتي القائمة بي والقائم عليها
ملحوظة:
من الملاحظ حتى الآن أني لا أستطيع أن أغادر رقعة رقادي.. لي ألف ألف عام في موقعي هذا ولا شيء يزحزحني... كل الذي يحدث صوت هاتف بعيد ينادي... أنت ميت.. ميت... متى تصدق ذلك؟
ليتني أعرف لمن يوجه كلامه هذا المعتوه؛ حان الآن موعد طعامي وتبغي.. أستميحكم عذرًا يا سادة | |
|
theredrose
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 22/11/2010, 04:33 | |
| هذه حياة من يريد ان يموت ببطء | |
|
c0n@n
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 22/11/2010, 04:35 | |
| | |
|
raed2011
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 22/11/2010, 04:38 | |
| من الملاحظ حتى الآن أني لا أستطيع أن أغادر رقعة رقادي.. لي ألف ألف عام في موقعي هذا ولا شيء يزحزحني... كل الذي يحدث صوت هاتف بعيد ينادي... أنت ميت.. ميت... متى تصدق ذلك؟
ليتني أعرف لمن يوجه كلامه هذا المعتوه؛ حان الآن موعد طعامي وتبغي.. أستميحكم عذرًا يا سادة رائعة جدا وموضوع مميز جدا يسلمو مجود
| |
|
c0n@n
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 22/11/2010, 04:43 | |
| ياهلا برائد
مرورك هو المميز حياك الله | |
|
c0n@n
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 15/1/2011, 06:36 | |
| موضوع جدا قريب من majdcs ;) | |
|
KLIM
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 25/2/2011, 01:45 | |
| [quote]يسلمو مجد هلا تستميحنه عذرا ؟ | |
|
c0n@n
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 25/2/2011, 05:24 | |
| نعم نعم استميحه عذرا ,منورة ياغالية | |
|
KLIM
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 25/2/2011, 05:26 | |
| هههههههههههههههههه سؤال ليش سمحتيله ؟ لك حرية الجواب | |
|
c0n@n
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 25/2/2011, 05:37 | |
| ههههههههههههه شو استغربتي إجابتي يعني ؟!
سمحتله ياغالية لانه بتمر على كل شخص اوقات بكون تائه بين الاهنا والاهناك | |
|
KLIM
| موضوع: رد: اللاهُنـا و اللاهُنـاكـ 25/2/2011, 05:39 | |
| هههههههههههههههه التوهان صعب بين الاختيارات | |
|