بقلم : هشام ابراهيم الأخرس
يشكو المواطن الفقر و ضيق الحال و تدني الأجور و مصاريف فوق الطاقة المحتملة و إيجارات و فواتير و أقساط و قروض و بنزين السيفيا و بطاقات الشحن و مدارس و رياض أطفال و مولات تأكل الأخضر و اليابس .
عندما كنت أقف لحساب المصاريف أجد أن هناك فوضى جديدة دخلت حياتنا و شتت أموالنا ، و بعثرت أوقاتنا و هي الاتصالات حيث أصبح الهاتف النقال جزء لا يتجزأ من حياتنا ،حيث أن هناك خلوي لرب الأسرة و خلوي للمدام و خلوي لكل أبن و خلوي لكل بنت وخلوي للأم و خلوي للجدة و خلوي للجد ، بطاقات شحن ، فواتير ، حبيبات كثر ، رسائل ، مصائب ، مشاكل ، فوضى غريبة و عجيبة .
رسالة من المدام :
هات معك سردين من وسط البلد أرخص لأنها في السوبر ماركت ب ٣٠ وفي السوق ب ٢٨ و نسيت المدام ثمن الرسالة ، عشر اتصالات مع البنت البكر و هي في طريق عودتها من الجامعة عن طريق الأب :
وين صرتي ، لسه مطوله
لو أخذت البنت تكسي أوفر و أحسن و أسرع ، فوضى تقنية لا نجيد استخدامها و شركات للاتصالات لا تجيد سوى الكسب و بيعنا الهواء و جرنا لمسابقات لا تنتهي و سحب الأرصدة بطرق ذكية في ظل غياب واضح للرقابة الحثيثة .
ما أريد قوله أن هناك سببين لفقرنا و ضيق حالنا ، أولهما الخلوي الذي لا تقل تكلفة تشغيله عن عشرة دنانير شهريا و لا أعرف بيت في الأردن لا يوجد به خلوي ، بل خمسة و عشرة أحيانا و بإمكانك عزيزي القارئ أن تحسب بنفسك هذه التكاليف .
ومن الأسباب الأخرى لفقرنا هو الدخان و الذي يتصاعد سعرا و يقل جودة يومآ بعد يوم .
أجزم أننا لو تركنا المفاخرة بالهواتف الخلوية و التي بلا فائدة و تركنا الدخان ، أجزم بأننا سنأكل المنسف طوال الشهر .