المقامة الحذائية
كتبهاالدكتور محسن الصفار
اجتمع اهل المدينة من رجال ونساء
وقد لبوا جميعا عالي النداء
وركض الكل وتركوا اللهو والغناء
ان اسمعوا ماجرى في بغداد الاباء
قد حل بهم ضيفا بوش راس البلاء
ووقف فيهم خطيبا تحت الاضواء
وقال بكل وقاحة دون خجل او حياء
انني انا من نقلكم من الظلمة للضياء
وبنيت بيوتكم بعد ان كنتم في العراء
ورفعت عنكم الظلم واصبح الكل سواء
ووحدت اهل العراق ولم يبق فيه جفاء
فاشكروني ياعراقيين كل صباح ومساء
واكثروا في صلواتكم لي ولجنودي الدعاء
وهذه قبلة الوداع مني لكل الاصدقاء
رد عليه بحزم رجل من الشرفاء
لعنة الله عليك وكل جنودك اللقطاء
ماللذي اعمرته غير بيوت العزاء
قتلت رجالنا واطفالنا ورملت النساء
وتدعي في اخر لحظة انك من اللطفاء
وقد كنت دوما للعراق شر الاعداء
ولكن اهل العراق اطياب كرماء
ولن يخرجونك من دارهم دون غداء
فضع الان في فمك هذا الحذاء
والفردة الثانية خذها طعاما للعشاء
وبودنا لو اطعمناك صباحا ومساء
حتى تكف ياكلب عن العواء
هكذا نودعك ولانامت اعين الجبناء