نزهة الحائر في دنيا السجائر !!
بقلم د.محسن الصفار
جلس سعيد في المقهى بإنتظار وصول صديقه كي يحتسيا كوباً من الشاي مع بعض خصوصاً أنهما لم يلتقيا منذ فترة طويلة بسبب المشاغل , وبينما هو جالس لاحظ رجلاً كبيراً في السن يدخن سيجارة ويسعل بقوة دون توقف، حزن سعيد لمنظر الرجل المسكين وإقترب منه وقال:
- السلام عليكم يا عم سلامتك السعلة عندك شديدة قوي.
- وعليكم السلام يا ابني الله يسلمك حاعمل إيه ؟ أدي الله وأدي حكمته.
- آه يا عم , بس إنت كمان لازم تراعي صحتك شوية وبلاش السجاير دي
- آه ,الله يخرب بيت السجاير وسنينها ما حدش عمل فيا كده غير السجاير.
- أديك قلتها بنفسك السجاير بتهلك صحتك وتخليك تعجّز بسرعة.
- معاك حق يا ابني أنا اللي يشوفني يقول عندي 70 سنة.
- وإنت عندك كام سنة؟
- 68 بس والله بس هي السجاير اللي شيبتني.
ضحك سعيد وقال:
- ربنا يديك طولة العمر ياعم, طبعاً ده غير البهدلة والخناق مع الناس المزعوجة من ريحة السجاير.
- آه والله، أنا قبل كام يوم كنت في مجمع تجاري وبشكل عفوي ولعت سيجارة وعينك ما تشوف إلا النور!! هجمو عليا الأمن والحرس والشرطة ولا كأنهم مسكوا بن لادن شخصياً وجرجروني على مكتب الأمن ودفعوني غرامة وكل ده علشان ولعت سيجارة مع أن أولمرت ولّع بغزة كلها ولا حد بيقولّه حاجة ونازلين فيه بوس وتحضين!!!
- سبحان الله اديك شفت بنفسك مشاكل التدخين
- لا كلّه كوم والدكتور اللي رحت له علشان يعالجني كوم تصور بيقولّي سيب التدخين والسجاير مضرة بصحتك وهو قاعد قدامي بيدخن سيجار!!!
- طبيب يداوي الناس وهو عليل.
- آه والله والتلفزيون ده مصيبة تانية كل ما الواحد يقول لنفسه اللهم أخزيك يا شيطان وأبطل تدخين تدّور التلفزيون تلاقي مسلسل البطل فيه عمّال يدّخن, مقابلة صحفية مع شخصية كبيرة عمّال يدّخن , طب العيال لما يشوفوا طول النهار إن كل الشخصيات وأبطال الأفلام ورجال الاعمال لازم يبقى الواحد فيهم ماسك سيجارة طولها نص متر حتقنعه إزاي إن السيجارة مضرة ومش لازم يقرّب منها؟
- معاك حق يا عم والله.
- ربنا يكفيك شر الدخان يا ابني
- طيب يا عم توكل على الله وسيب الدخان إنت عارف الفلوس اللي صرفتها على الدّخان والسجاير السنين دي كلها كان ممكن تخليك تشتري عمارة زي اللي قدامنا دي.
نظر الرجل العجوز إلى حيث أشار سعيد ثم إلتفت إلى سعيد وقال:
- وحضرتك بتدّخن؟
- لا لا، الحمد لله ما ليش في الدخان أبداً.
- طيب حيث كده العمارة دي بتاعتك؟
ضحك سعيد ورّد:
- عمارة إيه دي اللي بتاعتي يا حسرة؟ أنا ما عنديش حتى شقة.
ضحك الرجل العجوز وقال:
- طب يكون في علمك إن العمارة دي واللي جنبها بتاعتي إيه رأيك بقى؟
نظر سعيد إلى الرجل مطولاً ثم قال:
- إديني سيجارة لو سمحت.
وجلس الإثنان يدخنان ويسعلان جنباً إلى جنب.
وكل سيجارة وأنتم بخير.