هل ندفع النقود لكي نُشتم في عقر دارنا ؟
بقلم الدكتور محسن الصفار
قرأت مرة لاحدهم أن في زماننا هذا اصبح العري في الشارع خلاعة وعلى البحر رياضة وعلى الشاشة فن وهي مقولة تعبّر عن الازدواجية في النظر إلى نفس الفعل وتفسيره بأشكال مختللفة، وهذا ما حدث عندما إشتريت تذكرة لحضور حفل لفنان الكوميدي كومديان بريطاني من أصول شرقية وكوني كاتب يميل للأدب الساخر فبطبيعة الحال يجذبني أي شيء للتعرف على هذا اللون في الحضارات الأخرى خصوصاً ان الرجل يجمع الكوميديا الشرقية والغربية في آن واحد وبدات المعاناة مع منظمي الحفل حيث وقف مسؤولي المواقف مسلحين باجهزة الاسلكي وكانهم حرس الرئيس الامريكي وكل منهم يعطيني توجيهات اذهب يمينا والاخر يقول اذهب شمالا حتى وجدت نفسي في الشارع مرة اخرى !!!المهم وبعد جهد جهيد تمكنت من ايقاف سيارتي ودخول الصالة المكتظة بنساء نسين نصف ثيابهن في البيت من حبهم للكوميديا !! وقبل ان يظهر الفنان الأصلي صعد إلى خشبة المسرح عدة شبان ( مع الأسف من أصول عربية ) قاموا بالاستهزاء بكل ما يمت لحياة العرب بصلة بدءاً من الحمامات الشرقية والثوب الخليجي ( الدشداشة ) والنساء والحجاب ووو مطعمين ذلك بالعديد من الألفاظ البذيئة والخادشة للحياء والجمهور الذي بغالبيته من الأجانب المقيمين في البحرين يضحك.
ولما صعد الفنان الاصلي إلى المسرح لم يوفر جهداً في إلقاء النكات ذات الطبيعة الجنسية والإيحاءات والحركات التي تصب في نفس السياق لا بل وتلفظ بألفاظ وشتائم كان أي من يتلفظها في الشارع سيساق إلى المخفر والشرطة بتهمة خدش الحياء العام وعندما ابلغت احد المنظمين اعتراضي اجابني بان هذه الالفاظ والحركات جزء لايتجزا من هذا النوع من الكوميديا .
وهنا بدر إلى ذهني هذا السؤال هل الشتائم والحركات الجنسية البذيئة في الشارع جريمة وعلى المسرح فن؟ هل أن فنانة كاسية عارية على المسرح أكثر خطراً من شخص يهزأ بكل شيء يخصنا ويخص حياتنا؟ ألا يجب أن تفرض الرقابة على هذا النوع من الحفلات أليس أضعف الإيمان أن تكتب عبارة للبالغين فقط على إعلانات الحفل الترويجية.
لا ادري ربما أكون مخطئاً واتمنى ان اسمع رايكم أنتم إن كان لديكم نظرة أخرى للموضوع.