ياعيني على الشهامة !!
بقلم محسن الصفار
خرج سعيد من بيته مسرعاً إلى عمله فإستقبله المطر الغزير الذي لم تصمد مظلته أمام قوته وإلتفافه من كل الجهات كالملاكم المحترف سوى دقائق قليلة حيث سقطت بالضربة القاضية تاركة سعيد تحت رحمة القطرات التي تقمصت دور الرصاصات وأخذت تضرب في كل إتجاه وفقد كل امل في الحصول على سيارة اجرة اذ كان الشارع خاليا كجيبه في نهاية كل شهر .
فجأة وقفت سيارة خاصة بقربه، فرح سعيد بهذه اللفتة الكريمة من السائق وحمد الله أن الدنيا ما زالت بخير، أنزل السائق زجاجة نافذة السيارة وقال:
- لو سمحت أين يقع المجمع التجاري؟
- في نهاية الشارع وهو يقع مقابل محل عملي.
- شكراً لك.
ورفع الزجاجة وإنطلق بأقصى سرعة راشاً الماء المتجمع على سعيد الذي تسمرت عيناه على السيارة وهي تبتعد ونسي المطر وقطراته.