جنة الغرب الزائفة
بقلم محسن الصفار
جلس سعيد اللذي يعيش مع عائلته في احدى الدول الغربية بعد ان هاجر من بلده منذ سنين عديدة طمعا بالحياة الرغيدة والهانئة بعيدا عن الصراعات السياسية والحروب, مع افراد عائلته حول مائدة العشاء ولكن علامات الوجوم والاسى كانت تعلو الوجوه بشكل جعل تناول الطعام روتينا ثقيلا ودون اي شهية , كانت زوجة سعيد من كسرت جدار الصمت قائلة :
- تصور يا سعيد في بلد الحريات والديموقراطية يستدعيني المدير كي يبلغني قرار مجلس الادارة برفضه ارتدائي الحجاب وان الحجاب وعملي لايتفقان واني يجب ان اختار بينهما
- وكيف يتعارض حجابك مع عملك كمدرسة ؟
- على حسب قول المدير فان الحجاب يعتبر ترويجا لموقف ديني وهو مايتعارض وسياسة المدرسة العلمانية مع ان هناك مدرس يهودي يلبس القلنسوة طوال الوقت ولم يمنعه احد من ذلك مع انها رمز من رموز الديانة اليهودية
- طبعا فلو جاء اليهودي مرتديا فروة دب على راسه او عاريا حتى فلن يعترض احد والا اتهم بمعاداة السامية وتمت محاكمته
وهنا انبرت ابنته المراهقة ذات الستة عشر ربيعا قائلة :
- على ذكر العري فقد وجه مدرس الرياضة والالعاب انذارا اخيرا لي باني يجب ان ارتدي المايوه وانزل الى حمام السباحة المختلط مع بقية الفصل الدراسي والا فساواجه عقوبة الايقاف عن الدراسة
- هل اخبرتيه بان ذلك محرم في ديننا ؟
- نعم ولكنه ضحك ورد باستهزاء باني استطيع ارتداء ما اشاء في المسجد اما في حصته فاني يجب ان ارتدي المايوه !! مع انهم سمحوا لفتاة بعدم ارتداء المايوه بسبب وجود جرح على جسمها اعتبر تشوها وان ارتدائها المايوه سيسبب لها حرجا ام بقية الطلاب !!
- يراعون حرج الفتاة امام الطلاب ولايرعون حرج الفتاة امام ربها ؟ حسبي الله ونعم الوكيل , انا ايضا وضعي ليس بافضل منكم فقد طلب مني رب عملي ان احلق ذقني لانها تخيف الزبائن !!
- وكيف تخيفهم وهي قصيرة ومرتبة ؟
- حسب قوله فان الزبائن يعتبرون اي رجل ذو ملامح شرقية ويضع لحية ارهابيا ! مع ان لدينا زميلا يضع اقراطا معدنية في لسانه وحاجبه واذنه وانفه ويلبس ملابس جلدية سوداء وشعره مصبوغ بالاحمر وكلما رايته تعوذت بالله من الشيطان الرجيم وحسب مايقول هو فانه وفي احدى المرات ذهب الى حديقة الحيوانات فهربت التماسيح عند رؤيته وغاصت تحت الماء !!!ولكن شكله ليس مخيفا للزبائن اما لحيتي فهي التي تجلب لهم الكوابيس !!
- والعمل الان ؟
- لاادري ولكن عملك اصبح رهنا بخلعك الحجاب وعملي رهنا بحلق لحيتي ودراسة ابنتنا رهنا بخلعها لثيابها !!
- هل تقول باننا يجب ان نرضى بذلك ؟
- بالطبع لا فنحن تركنا بلادنا هربا من الظلم وليس رغبة في دخول النار !انا راي ان نهاجر لبلد عربي او اسلامي, حتى لو اقتضى الامر ان نعود الى بلدنا مع كل المشاكل التي فيه
وهنا انبرت ابنته بالسؤال :
-يابابا لم لانجابه هؤلاء العنصريين ونستعين بالراي العام العربي والاسلامي والسفارات العربية كي تنتصر لنا ؟
- ياابنتي اذا كانت اسرائيل احرقت غزة بمن فيها ولم تفعل هذه السفارات شيئا وانتي تريدين ان تتدخل في موضوع ارتدائك المايوه ؟ اخشى انهم حتى لو تدخلوا فستكون نتيجة تدخلهم نزولك حمام السباحة كما ولدتك امك وستتحسرين حتى على المايوه !!!هذا هو التدخل العربي ونتائجه العظيمة !