زوج مطيع وحبوب !!!
بقلم محسن الصفار
جلس سعيد خلف مكتبه يمارس عمله اليومي عندما دخل عليه احد المراجعين وكان سعيد يوضح للمراجع عن معاملته عندما بدا الموبايل يرن, تجاهله سعيد ولكنه استمر يرن ويرن ويرن حتى استشاط سعيد غيضا ورفع سماعة التلفون وجاء الصوت النسائي الرفيع والعالي مسموعا حتى للمراجع الواقف قرب سعيد :
-هاي حبيبي كيف الحال ؟
- الحمد لله
- لم لاترد على التلفون ؟
- لاادري ربما لاني مشغول بعملي مثلا !!
- حسنا حسنا , اسمعني جيدا
- تفضلي
- اريد منك ان تشتري 5 كيلو لحم وسمكتين كبيرة وحلويات وفواكه تكفي لعشرة اشخاص
- خير ؟
- اهلي جايين عندنا زيارة
- حلو وغيره ؟
- اريدك ان تغسل السيارة وتكون لامعة لانك ستوصل اهلي ولااريدهم ان يتنفرو من وساخة سيارتك
- اوامرك مطاعة
- تسلم حبيبي واريدك ان تتصل بامك وتخبرها اننا خارج البيت لااريدها ان تدخل علينا فجاة مثل غارات امن الدولة على بيوت المعارضين
كان المراجع يسمع هذا الكلام ويتعجب من خنوع سعيد امام زوجته وموافقته على ماتقول دون اي اعتراض او جدال حتى وقال لنفسه الله يرحم ايام الرجولة !!لاعجب ان كل الدول اصبحت تسقوي علينا اذا كان الرجال لايقوون على مجادلة حتى زوجاتهم ويستلمون الاوامر كالخدم !
استمرت الزوجة بالكلام وقالت لسعيد :
-واريدك ايضا ان تذهب الى بيت صديقتي هناء وتاتي بها الى بيتنا امي مشتاقة لها
- حاضر من عيني
- واياك ان تتاخر !! ولاريد اعذارا مثل الزحام وغيرها من الاعذار الواهية !!
- حاضر اي اوامر ثانية ؟
- لا مع السلامة
اقفل سعيد الموبايل عندما لاحظ علامات الغضب على وجه المراجع فساله :
-خير هل من شيئ ازعجك ياسيدي ؟
- بصراحة انا لم ارى رجلا اكثر خنوعا وخضوعا لزوجته مثلك يارجل خلي عندك حبة كرامة انت زوجها ولست خادما عندها ,ماذا سيقول عنك اولادك عندما يكبرون واي مثال به سيحتذون ؟ لاعجب ان رايتهم عندما يكبرون يركضون وراء سراب السلام مع اسرائيل او ياملون بان يكون بارك مخلص الامة ومنجيها عيب عليك عيب !!
ابتسم سعيد وقال للمراجع :
-ولكن هذه ليست زوجتي
- وكيف ذلك ؟
- هذا ليس هاتفي بل هاتف زميلي الذي اخبرته 100 مرة ان لايترك موبايله عندما يخرج لان رنته السخيفة تحطم اعصابي خصوصا وان زوجته تتصل به يوميا 20 مرة وهذه طريقتي في تلقينه درسا لاينساه !!!