جوائز عالمية بانتظارك !!
بقلم محسن الصفار
وصل سعيد إلى مكتب المدير العام في الشركة التي يعمل فيها كمدير للعلاقات العامة منذ سنين واستأذن ودخل, فوجد المدير العام يحمل جريدة ويشير غاضباً إلى مقال فيها ويقول:
- انظر يا سعيد الشركة المنافسة لنا حصلت على جائزة البطيخة الذهبية العالمية !! في جودة الانتاج ونحن لحد الآن لم نحصل على أي جوائز هل يمكنك أن تخبرني عن السبب؟ ألست مدير العلاقات العامة؟ما سبب هذا التقصير في أداء الواجب يا سعيد ؟
- لا أدري يا سيدي نحن نبذل كل جهدنا ومع ذلك لا أعرف طريقة إنتخاب لجنة الحكّام للفائزين ومعيار اعطائهم الجوائز, وبصراحة أنتاج الشركة المنافسة لنا لا يرقى من حيث النوعية ليكون الأفضل محليا فما بالك عالميا ؟!!!
- لا يهمني أن أعرف كل ما أعرفه أني سأعطيك مهلة 6 أشهر كي تحصل لنا على جائزة عالمية وإلا فيمكنك أن تبحث لك عن وظيفة في مكان آخر كمدير للعلاقات العامة.
خرج سعيد مهموماً وهو يفكر بطريقة للحصول على جائزة عالمية ومن أين ؟ فقرر الاتصال بأحد أصدقائه الذي يعمل مديراً لشركة علاقات عامة خاصة وأخبره عن المشكلة فأجابه صديقه:
- هل هذه مشكلة يا سعيد؟ هل تمزح؟ هل تظن أن كل هذه الجوائز التي تمنح للشركات والأفراد والفنانين كلها جوائز حقيقية؟
- المفروض كذلك بما أنها جوائز عالمية وذات سمعة .
- لا يا جبيبي هذه الجوائز العالمية بغالبيتها إلا ما ندر عبارة عن شركات علاقات عامة تنظم حدثاً سنوياً تبيع فيه الألقاب لأعلى سعر, هذه الشركة تفوز بالجائزة البلاتينية وتلك بالذهبية وأخرى فضية كل حسب ما يدفع.
- ولكن كيف يبررون ذلك؟
- بكل سهولة يعلنون أنهم أجروا استطلاعاً على الانترنت وقدّموا الجوائز على حسب نتائج الاستطلاع وطبعاً لا أحد يعلم شيئاً عن الأرقام الحقيقية.
- سبحان الله هكذا وبكل بساطة؟!!
- طبعاً فهذه الشركات تعيش على هذه الأحداث السنوية ومن ربح بيع الألقاب فيها ويقيمون حفل ضخم تصوره قنوات التلفزة ويحضره النجوم وتقدم الجوائز بطريقة استعراضية ويفغر الفائز فاه عندما ينادونه وكأنه متعجب وليس له أي علم بالموضوع.
- ولكن أليس هناك أي رقابة على هذه الشركات ؟؟
- ومن الذي سيراقب هذه الجوائز والحفلات؟ وأي جهة؟ هذه تجارة عالمية وحفلات ولا شيء فيها يخالف القانون !!!
- لا أدري لقد حيرتني، المهم كيف أحصل على لقب عالمي لشركتنا قبل أن احصل على لقب عالمي هو عاطل عن العمل بدرجة الامتياز ؟
- بسيطة هناك لائحة بالجوائز والألقاب وأسعارها ويمكنك أن تختار منها ما تشاء ويناسب ميزانيتك.
أرسل الصديق اللائحة لسعيد وقرأها وكاد يجن عندما رأى أن الكثير من الجوائز العالمية في الفن والصناعة والسياحة والطيران وغيرها , هي في الحقيقة تشترى وتباع مثل الساندويشات!!!
بعد عدة أشهر كان المدير العام فرحاً جداً بكون شركته قد حصلت على لقب أول شركة صناعة أحذية 7 نجوم!! وحصول المدير العام على لقب المدير صاحب أفضل ابتسامة في العالم.
وكل جائزة وأنتم بخير.